كانت تمنراست ولا تزال عنوان السياحة، وقبلة السياح في الجزائر، كيف لا وهي تختزل آلاف السنين على صفحات جبالها ورمالها، وتقف كلغز محير يتحدى الجميع لفك طلاسمه، فلا عجب أن يقف الزائر في هذه المنطقة مشدوها ومعجبا بتلك اللوحة الطبيعية الخالدة.

ورغم ثراء المنطقة سياحيا، شهدت السنوات الماضية ظروفا صعبة أضرت بالنشاط السياحي لعدة عوامل أبرزها الوضع الأمني المضطرب بمناطق الجوار، وخاصة الساحل الإفريقي، ومنح التأشيرات مع تأخر الفصل فيها من قبل السلطات الجزائرية مما أدى إلى تراجع ملحوظ في مجال السياحة.

وفي محاولة للتخفيف من تلك الأزمة، برزت سياسة بديلة وهي تنشيط السياحة الداخلية ولكنها حتى لم تثبت نجاعتها بسبب الغلاء الفاحش لتذاكر السفر وبعد المسافة بين المنطقة وولايات الشمال.

وتقع تمنراست (عاصمة الأهقار) في قلب الهقار على ارتفاع 1400 متر تقريبا جنوب الجزائر، وتتميز بالمناخ اللطيف المعتدل بفضل ارتفاعها إذ تتراوح درجات الحرارة فيها بين 4 و9 درجات في الشتاء و24 و36 درجة في الصيف. وتتساقط الأمطار بانتظام حتى في فصل الصيف كما تقع في المنطقة سلسلة جبال الاهقار التي يوجد بها أعلى قمة جبلية بالجزائر وهي طاهات وارتفاعها 3303 أمتار.

عادات وتقاليد

ويميز مجتمع الطوارق تمسكهم الشديد بالعادات والتقاليد عبر مر العصور فهي تعكس مدى حبهم للبساطة. ومن أبرز تلك العادات التي يمكن أن يراها زائر المنطقة، استعمال رجل الطوارق، أو الأزرق قماش الشاش لتغطية وجهه والتلثم لحماية نفسه من غبار الصحراء وحرارة الجو.

وترتبط هذه العادة بموروث حضاري قديم، فليس من اللائق أن يفتح المرء فمه ويغلقه أمام الآخرين أو أن يتناول طعامه أمام الناس حيث يعتبر حرمة قدسية للفم منذ قديم الزمن عند الطوارق، أما المرأة فهي ترتدي لباسا خاصا مصنوعا من قماش لا يصنع محليا وإنما يستورد من الدول المجاورة خصوصا مالي حيث ترتدي المرأة خراطة طويلة مصنوعة من قماش النيلة.

شروق وغروب

إن كبر مساحة الهقار جعل منها منطقة سياحية بامتياز لما تزخر به من أماكن تجتذب السائحين من شتى أنحاء العالم، ومن أبرز تلك المناطق  "جبل أسكرام" الذي يبعد عن مدينة تمنراست بـ80 كيلومترا فهو يعتبر  قبلة  للسواح، ويقع على ارتفاع 2800 متر عن سطح البحر. ورغم أن انخفاض درجة الحرارة في فصل الشتاء على جبل "أسكرام" إلى  11 درجة تحت الصفر يقصده السائحون لمتابعة "أجمل شروق وغروب في العالم". 

وتتواجد البرك المائية في مناطق عدة وأهمها بركة “أفلال” التي تقع شمال تمنراست على بعد 60 كيلومترا. وتصنف البركة، التي تتميز بوجود الأسماك بها، ضمن اتفاقية (رامسار) للمناطق الرطبة وتعد من أجكل البرك المائية بين الجبال في العالم.

ضريح تينهنان ملكة الطوارق

وتقع أبلسة على بعد 80 كيلومترا إلى غرب من تمنراست ويوجد فيها ضريح ملكة الطوارق تينهنان، ويعني اسمها "صاحبة الخيام".

ويوجد الضريح في بناء بيضاوي يضم 11 غرفة بالإضافة للغرفة الجنائزية التي يوجد بها وجد الهيكل العظمي. وإذا توجه السائح شرقا أو غربا فسيجد الواحات والكهوف التي تعود إلى العصور الحجرية، إضافة إلى صخور الغرانيت والأضرحة  وبعض المعالم الأثرية الأخرى.

ويوجد طريقان يؤديان إلى المنطقة أحدهما شمال تمنراست في أيدلس ويمر عبر تاهيفت وطازروك، أما الطريق الآخر فهو يقع غربا في منحدر حاد شمال غربي تمنراست وأدريان مرورا بأراك وتيت و أبلسة.