مشاعر الحزن العميق خيمت منذ مساء أمس الخميس الموافق 31/ 1/ 2019، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي لم تخلو من اسمه، ومن رثاء ونعي له، من قبل شخصيات ليبية رفيعة المستوى ومسؤولين وقيادات ونشطاء وزملاء مهنة ومواطنين نعوه ووصفوه بطيب القلب والزاهد الكريم، ونزل خبر وفاته كالصاعقة عليهم، فأجهش الجميع بالبكاء. 

هو الدكتور عبد القادر إبراهيم البشير الحضيرى، تحصل على بكالوريوس علوم حاسب آلي -كلية العلوم - جامعة الفاتح/ طرابلس ـ 1980 / 1981 م، وعمل كمحاضر مساعد بجامعة اولدنبورغ (Oldenburg) بألمانيا 1996م، ثم محاضر جامعي وعضو هيئة تدريس بقسم الحاسب الآلي جامعة طرابلس منذ 2000م. 

ترأس صحيفة الزحف الأخضر، وصحيفة الجماهيرية إضافة إلى عدد كبير من الصحف الأخرى، وكان كاتب من الطراز الأول، أصدر عدد من المؤلفات، برز في كتابة المقالات ووصل عدد مقالته أكثر من 300 مقال، من بينها المقال الشهير امطير يهزم الدولة الذي نشر عام 1984.

ورصدت بوابة أفريقيا الإخبارية عدد كبير من التدوينات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتقدم بالتعازي والمواساة لأهالي المغفور له بإذن الله ومنها:- 

الخبير النفطي دكتور عثمان الحضيري قال: "الرجل العصامي الوطني المخلص والزاهد والكريم، سباق لفعل الخير ومحب للجميع، عظيم التعازي لأبناءه ولإخوته واصهاره وأبناء عمومته وكافة الأقارب بسبها وطرابلس، تقبله الله بواسع رحمته، واسكنه جنات الخلد، وان يلهمنا جميعا عظيم الصبر والسلوان، انا لله وانا اليه راجعون". 

أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية الليبية الدكتور مصطفى الزائدي، قال: "أتقدم بأحر التعازي لآل الحضيري في وفاة المغفور له دكتور عبدالقادر الحضيري، تقبله الله بواسع رحمته والهم ذويه الصبر والسلوان،وانا لله وانا اليه راجعون". 

الكاتب الصحفي محمود البوسيفي، قال:"سلام لروحه، الأخ والصديق والرفيق عبد القادر أبراهيم الحضيري في ذمة رب الناس رب العالمين . لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . انا لله وانا اليه راجعون". 

الكاتب الصحفي محمد عمر بعيو، قال:"وداعاً صديقي ورفيقي عبدالقادر إبراهيم الحضيري..رحلت روحك إلى الفردوس لكنّ جنىَ قلمك وقلبك لن يرحل". عضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور رانيا الصيد قالت، "خالص العزاء والمواساة لأبناء الفقيد وزوجته وأحبابه في طرابلس وسبها، الخال الدكتور عبدالقادر ابراهيم الحضيري في ذمة الله". 

منسق شعبة الحوار بالحركة الوطنية الشعبية الليبية سعيد رشوان، قال:"منذ أسابيع اتصلت للأطمنان علي الرفيق والصديق، عبدالقادر الحضيري عندما كان في رحله علاج بالأردن، لقد كان شجاعاً مؤمنا بالله وبالقضاء والقدر حيث قال لي بكل شجاعه سارجع الي بلادي لاقابل وجه ربي هناك بعد اسابيع لاني وصلت لمرحله صحيه صعبه، كان في اخر كلماته الوطن والوحده الوطنيه والمصالحه قائلاً لاتأسوا في الدفاع عن الوطن، اليوم لقد غادر الدينا تاركاً الدينا وما فيها، كان اديباً وكاتباً واستاذ متخصص في هندسة الكمبيوتر، اللهم اغفر له وارحمه وتقبله بواسع رحمتك". 

الأكاديمي والصحفي عبدالرزاق بن حليم قال:"وداعاً .. صديقي د. عبدالقادر أبراهيم الحضيري بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان .. لقد كان نعم الصديق وكان رحمه الله يتمتع بأخلاق عالية ومهنية مميزة .. عملنا معاً كصحفيين بمجلة المشعل النفطية في بداية الثمانينات . وبعد انقطاع طويل عاودنا الاتصال ببعضنا في السنة الماضية حيث عرفت أنه بالاردن ويعاني من مرض السرطان .. كان قويا ومؤمنا وسعيدا بعودته في هذا الشهر .. ولكن أمر الله قد نفذ .. اللهم أغفر له وأرحمه وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان . وأن على فراقك لمحزنون". الدكتور سنوسي طاهر، قال:"عبدالقادر كان زميلا لي طوال مدة الدراسة الإعدادية والثانوية في سبها وفِي السنة الأولي والثانية ثانوي كنا في فصل واحد وبمقعدين متجاورين وكنا زملاؤه نطلق عليه لقب "عبدالقادر عصفور " لانه كان أنيقاً في ملبسه ويحب الألوان الزاهية والمزركشة .... كان ذكيا وطموحا ... لعبدالقادر قلم رشيق واهتمامات صحفية مبكرة وكنا نتشارك في إصدار صحف حائطية في نادي النهضة والمدرسة الثانوية وقد كادت هذه الهواية أن تكلفه حياته لاحقا على يد احد المتنفذين، عندما كتب مقالا بإحدى الصحف الليبية حينها حول "مطير يهزم الدولة". 

خالد علي أحمودة، قال:"نعزي الوطن في ابن ليبيا، وأحد قامات الجنوب الأكاديمية والصحافية والوطنية، الدكتور (عبدالقادر إبراهيم الحضيري) الرجل الفاضل والرفيق الوطني والدكتور الجامعي والمناظل الوفي، عبدالقادر الحضيري تعرفه الساحات العربية وأعمدة الصحف، كان قلم مقاوم وإنسان صلب وشخصية ليبية كونتها المحكات، تمرس في ميادين الصحافة والإعلام وله باع طويل فيها، انتقل إلى رحمة الله تعالي، بعد ان قاوم وخاض آخر معاركه الشرسة ضد المرض العضال، لكن أمر الله نافذ وساعة الرحيل دقت بهذا العمر المكتوب، نعزي أسرته وأهله وكل رفاقة وندعو له بالرحمة والمغفرة". ..

الكثير والكثير من عبارات الرثاء لا تحصى ولا تعد ولا غرابة في ذلك، ولكن كما يقال: يكفي مِن القلادة ما أحاط بالعُنُق، فالموت هو الحقيقة الكبرى والنهاية الحتمية لكل إنسان، وعندما يكون الفقيد رفيع المقام تعجز في وصفه الأقلام، فوداعا عبد القادر الحضيري.