نظمت بالرباط ندوة فكرية احتفائية برصيد عميد الصحافيين المغاربة الكاتب والروائي عبد الكريم غلاب، وذلك بمناسبة إحياء الذكرى الـ 80 لتأسيس حزب الاستقلال أقدم حزب سياسي بالمغرب.

 واستذكر غلاب البالغ من العمر 95 عامًا والمولود بمدينة فاس (شمال) أن الصحافة كانت أعدى عدو للاستعمار الفرنسي بالمغرب كما كانت "البلاء الأكبر للإدارة الاستعمارية وخاصة فرنسا"، حيث كانت الصحافة ممنوعة في المغرب بقانون فرنسي، وكان الفرنسيون يمنعون أي تجمع للمغاربة مهما كان أمره حتى جميعات القرآن الكريم، بحسب غلاب.

واستطرد غلاب قائلا إنه حتى الحرب العالمية الثانية سنة 1945 كان المغرب البلد الوحيد الذي لا تصدر منه صحف عربية مطلقا.

وأضاف أن الوطنيين المغاربة قدموا مذكرة حول مطالب الشعب المغربي خصصت فصلا كاملا للصحافة والحريات العامة لكن الإدارة الفرنسية الاستعمارية لم تستجب لهذه المطالب، وهذا ما جعل الصحافة الوطنية المغربية تهاجر إلى فرنسا نفسها، ويصدر الوطنيون منها مجلة وطنية باللغة الفرنسية لكنها كانت تمنع من الدخول إلى المغرب.

وعندما فتح الباب أمام إمكانية إصدار صحف مغربية باللغة العربية على عهد الاستعمار أواخر الأربعينيات، كانت هذه الصحف تقع تحت الرقابة الفرنسية، "كما منعت الصحف في بداية الخمسينات وأقفلت مقراتها، وأصبح المغرب كما بدأ بدون صحافة واجتاز المغاربة مرحلة مظلمة"، على حد تعبير عبد الكريم غلاب.

وقال غلاب إن "المغاربة كانوا يسجنون من جانب السلطات الاستعمارية الفرنسية، لأنهم يقرأون الصحافة الوطنية، وإن لم يبرر سجنهم بذلك صراحة"، مضيفا أن "محاكمة الصحافة الوطنية كانت فضيحة".

واستطرد غلاب قائلا إنه "بعد الاستقلال كافحنا من أجل تحرير الصحافة، لكن في سنة 1958 جاءت حكومة مغربية، أعادت الرقابة دون أن تعلنها، فتوقفنا عن إصدار الصحف احتجاجا ورجعنا بذلك إلى عهد ما قبل الاستقلال".

وقال إنه "منذ سنة 1965 بدأت مرحلة الحجز على الصحف لدفع هذه الصحف للإفلاس، والقضاء عليها وعلى الروح المعنوية للصحافيين، لكن المغاربة ظلوا يكافحون من أجل حرية الصحافة والكلمة".

وحذر عبد الكريم غلاب في آخر كلمته من أن تسقط الصحافة في ما سماه  "اللاعقلانية"، أو أن تسيء للفكر والحرية وابتزاز القراء وقال إن "الصحافة المغربية وقعت في بعض هذه الأخطاء، لكن نتمنى أن لا يسير الصحافيون المغاربة على هذه الطريق".