"المهيبة" ( و تنطق بحرف ميم ساكن و هاء مكسورة ، مع فتح الباء)  أو "حق الخطيبة في العيد الأضحى"، من العادات الجزائرية التي توارثتها الأجيال، وتتمثل في كتف الذبيحة و في الغالب تكون من لحم الضأن، يزين و يقدم بطريقة تشد الأنظار، كهدية تقدم خلال زيارة رسمية لمنزل الخطيبة، ولا يقتصر الأمر على كتف الذبيحة بل يتعداه الى هدايا أخرى تقدم حسب مقدور كل عائلة.
و في كل عيد الأضحى، يتبادل رواد وسائل التواصل الاجتماعي هذا الموضوع، بطرق تنوعت بين الهزلية و النقدية، والمدافعة عنه ممن يرون أنه تقليد للتواصل الأسري، و هدية للتعبير عن ترابط أسر الخطيبين حتى قبل الزواج، ويبقى الحق لكل فرد أن يبرر موقفه على حسب رؤيته للموضوع.


و في جولة بسيطة سجلنا بعض الآراء حول هاته العادة، فإيمان تعتبر أنه ليس من الواجب  على كل شخص أن يقدم هدية العيد أو ما يعرف بالـ "مهيبة"، و صحيح أنها تزيد من الود بين عائلتي الخطيبين، و تزيد في صلة التواصل بين عائلة العريس و العروس التي ستصبح جزءا من العائلة، وهي موقف بسيط من عائلة العريس تجاه زوجتهم المستقبلية و لكنه يبقى ذا قيمة إنسانية، وليس موقفا للتفاخر بل مناسبة لاظهار الود والطيبة.
وتقول حسيبة : "ربما كانت هذه العادة رمزية فيما مضى، أما اليوم فأضحية العيد باتت تكلف الجزائري أكثر من راتبه"، متسائلة: "لنفرض أن البيت الواحد يتضمن أكثر من خاطب واحد، فماذا تفعل الأسرة حينها؟"
و تعبر زينة عن رأيها حول هذا الموضوع باستياء شديد، حيث تقول، إن " المشكلة في أولئك الذين يتظاهرون بأنهم لا يفقهون شيئا في التقاليد عندما يتعلق الأمر ببنات الناس، أما عندما يكون المعني بناتهم فنجدهم ينتظرون الفخذ والكبد وربما الذبيحة كلها ".
وخلافا لهذه الآراء، تقول فتيحة حجاج إن هذه العادة تشرك العروس في عائلة زوجها، وهي دلالة على وجود حق لها هناك، والتفاهة أن تشرط المرأة ما ليس في استطاعة الرجل، أما عاداتنا فهي جميلة ما لم تتعارض مع الإسلام.
وتؤيد هاجر دحماني، هذا الرأي، بقولها أن هذه العادة من العادات القديمة المتوارثة منذ زمن بعيد، ومن جهة أخرى هي هدية عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تهادوا تحابوا ).معتبرة أن العمل بهذه العادة هو إكرام الخطيب لخطيبته ومن المهم أن تحظى بقيمة ونصيب من الأضحية قبل أن تدخل ذلك البيت، وليس الغرض هنا مادي، بقدر ما هو معنوي و رمزي.

و في فيديو فكاهي، نشره أنس تينا أحد نجوم وسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر، سجله مع إحدى رائدات التواصل الاجتماع من روسيا، ناقش فيه عادات الجزائريين خلال العيد الأضحى، وكيف لا يترك الجزائريون أي شيء من أضحية العيد، ومنها عادة المهيبة التي تتميز جميع ربوع الجزائربها، و ربما حتى في المغرب العربي و البلدان العربية.


هذا جزء من موروثنا الاجتماعي لزيادة التلاحم و المحبة بين الأسر و الجزائريين، بمناسبة العيد الأضحى، و لست أشك أنها سمة مشتركة بيننا جميعا، و من الممتع أن نتقاسم خبراتنا الاجتماعية، فدعونا نتعرف على عاداتكم بمناسبة العيد الأضحى، بترك ردكم الجميل على هذا المقال.