تتسم العلاقات الليبية الإيطالية بمحطات خاصة وهامة نسجت ملامحها العلاقات التاريخية لفترة الاستعمار وما بعد خروج الإيطاليين من ليبيا عام 1943، ثم عودة الدفء في العلاقات وتطور الروابط الاقتصادية بعد اكتشاف وتصدير النفط مطلع عقد الستينات من القرن الماضي، حين أصبحت إيطاليا الشريك التجاري الأول لليبيا في العقود الأربعة الماضية.

وشهدت علاقات طرابلس بروما فترات توتر اقتربت من القطيعة في المرحلة التي أيدت فيها روما السياسة الأمريكية الأوروبية المتشددة ضد ليبيا في ثمانينات القرن الماضي إلى درجة أنها سمحت باستخدام أجوائها وأراضيها لانطلاق الطائرات الأمريكية والبريطانية لقصف طرابلس وبنغازي وبالرغم من اتفاق الأجنحة السياسية الرئيسية المتناوبة على الحكم في إيطاليا على حيوية العلاقة مع ليبيا ،فإن السياسة الليبية في عقد الثمانينات وردود الفعل الغربية تجاهها لم تترك للحكومات الإيطالية مساحة للمناورة ،وظل التذبذب سمة العلاقات الايطالية الليبية.

إن المتتبع لتاريخ العلاقات الدولية بين ليبيا وإيطاليا يمكنه ملاحظة مدى تعقد وتداخل هذه العلاقة بالرغم من الارث الاستعماري البغيض الذي أودى بحياة الآف الليبيين والليبيات. لكن البعدين التاريخي والجغرافي دفعا البلدين في تنظيم علاقاتهما من خلال إبرام أكثر من 26 معاهدة وبروتوكول منذ حصول ليبيا على استقلالها السياسي عام 1951.

أهم المحطّات في تاريخ العلاقات الليبية الايطالية ما بعد 1951 :

بين عامي 1911 و1947 كانت ليبيا مستعمرة إيطالية، كلتا البلدان بدأتا علاقات دبلوماسية في العام 1951. لإيطاليا سفارة في العاصمة الليبية طرابلس وقنصلية عامة في مدينة بنغازي، في حين أن لليبيا سفارة (مكتب شعبي) في روما وقنصليتان عامتان في ميلانو و باليرمو.

عام 1974 توقيع اتفاقية روما للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني.

في عام 1986 ووصلت العلاقات الايطالية الليبية الى ادنى مستوياتها ،عندما اطلقت ليبيا صاروخا سقط في مياه صقلية ردا على القصف الأمريكي لطرابلس وبنغازي.

عام 1988 اتفاق طرابلس الشفوي المتعلق بقضية المواطنين الليبيين المبعدين إلى إيطاليا ،تبعه اتفاق روما الشفوي المتعلق بالبحث في الارشيف الإيطالي بخصوص المواطنين الليبيين المبعدين إلى إيطاليا خلال فترة الاستعمار لعام 1989.

في عام 1998 وقعت ليبيا معاهدة مع ايطاليا‏ من أجل اغلاق الحقبة السلبية للاستعمار الايطالي وتقضي بعدم فتح الملف في المستقبل‏ و انهاء النزاع التاريخي.

في العام 2000 توقيع  اتفاقية روما بشأن الحرب على الارهاب، والجريمة المنظمة، ومكافحة المخدرات والهجرة غير الشرعية.

في العام 2003 توقيع  اتفاقية طرابلس بخصوص التنسيق والتعاون الثقافي والعلمي والتقني.

في ديسمبر كانون الاول 2007 وقعت ايطاليا وليبيا اتفاقا لاجراء دوريات بحرية مشتركة لقمع عمليات تهريب البشر.

مايو 2007 طالب قائد الثورة الليبية معمر القذافي ‏,‏ بخضوع كل الشعب الايطالي لتحاليل الحمض النووي‏(‏ دي ـ إن ـ إيه‏)‏ للكشف عن هوية نحو ستة آلاف ليبي تم ترحيلهم قسرا الي ايطاليا خلال فترة الاستعمار الايطالي لليبيا‏.

في أغسطس اب عام 2008 وقع برلسكوني اتفاقا تاريخيا في بنغازي يقضي بأن تدفع ايطاليا خمسة مليارات كتعويض عن المساويء ابان حكمها لليبيا. وقال القذافي ان في هذه الوثيقة التاريخية تعتذر لليبيا عن القتل والتدمير والقمع ضد الليبيين أثناء الحكم الاستعماري ،أعقبها توقيع إبرام معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون بين ليبيا وإيطاليا

في يوليو تموز عام 2009 أول زيارة للعقيد معمر القذافي لايطاليا بدعوة الايطاليين الذين طردوا من ليبيا بعد ثورة 1969 الى العودة لليبيا. وشارك بصفته رئيس الاتحاد الافريقي في قمة مجموع الثماني التي عقدت في بلدة لاكويلا الايطالية التي ضربها زلزال.

في 2 مارس 2009 دخول معاهدة الصداقة و الشراكة و التعاون بين ليبيا و إيطاليا حيز النفاذ (معاهدة أغسطس 2008) وهي معاهدة تعرضت لخصوصية العلاقة بين الشعبين الليبي والإيطالي و  تعتبر نقطة انطلاق جيدة وجديدة للعلاقات الدولية الليبية الإيطالية في القرن الواحد والعشرين.

في أغسطس 2010  الزعيم الليبي معمر القذافي يزور  العاصمة الإيطالية روما للاحتفال بتوقيع معاهدة الصداقة الليبية الايطالية، ولإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني.

في أواخر عام 2010 ارتفعت حدّة الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني بسبب ارتفاع نسبة الاستثمارات الليبية في إيطاليا ،كما دفعت هذه الانتقادات إلى استقالة رئيس بنك اونيكريديت ايساندرو بروفومو بسبب مشكلة زيادة الاستثمارات الليبية في اكبر البنوك الايطالية.

في 21 فبراير 2011 ندّد رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني بالعنف الذي تمارسه القوات الليبي بحق المدنين ووصفه بأنه "غير مقبول ،كما نفى برلسكوني تهمة تزويد المحتجين بالصواريخ في اتصال هاتفي بالقذافي في 22 فبراير بعدما وجه القذافي هذا الاتهام للولايات المتحدة وإيطاليا، كما دعا برلسكوني القذافي للتوصل إلى حل سلمي للأوضاع المضطربة في ليبيا.

في شهر آذار/مارس من عام 2011 ألغت روما اتفاقية الصداقة مع ليبيا احتجاجا على أعمال عنف واكبت انتفاضة شعبية على نظام القذافي 

21 يناير 2012 وقعت ايطاليا وليبيا في طرابلس اعلانا مشتركا سيشكل "اطارا سياسيا" لعلاقاتهما بعد سقوط نظام القذافي بمناسبة اول زيارة لرئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي لهذا البلد.

سبتمبر 2013 وافقت إيطاليا على تسليم وزارة الثقافة الليبية الأرشيف السينمائي الإيطالي, والذي يضم أشرطة وثائقية حول الاحتلال الايطالي والحرب العالمية الثانية.

مع بداية 2014 توقيع اتفاق ليبي إيطالي خاص بالتعاون العسكرى بين البلدين ،يرمى البرنامج الى تعزيز الدعم السياسى الدولى والمادى للقوات المسلحة الليبية ،وقد شرع الجيش الإيطالي في برنامج يهدف إلى تدريب 2000 مجند ليبي.

في بداية مارس 2015 ، أجرت إيطاليا مناوراتها البحرية السنوية "البحر المفتوح" قرب سواحل ليبيا، وقال الأميرال، بيرباولو ريبوفو، إن المناورات لا ترتبط مباشرة بالأزمة في ليبيا، لكن ربما يساهم وجود قطع البحرية في المنطقة في تحسين الأمن!

في 4 مارس 2015، قام رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رنزي بزيارة موسكو، في محاولة إيطالية لإشراك روسيا في الملف الليبي

مايو 2016 ناقشت وزارة الخارجية الإيطالية مع ليبيا تجديد إتفاق يرجع إلى عام 2008 تعهدت بمقتضاه إيطاليا باستثمارات بمليارات الدولارات، في مقابل عقود للطاقة والسيطرة على الهجرة غير المشروعة من شمال أفريقيا.

أغسطس 2016 أعلنت الحكومة الإيطالية عن إبرام اتفاقية مع ليبيا من أجل اتخاذ تدابير عاجلة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.

30 سبتمبر 2016 الإعلان عن تشكيل غرفة "إيطالية - ليبية " لمراقبة الشواطئ والحدود الليبية ،وقد طالبت بذلك إيطاليا لإيجاد غطاء لتواجدها بالجنوب الليبي، لا سيما أنها من ضمن الدول الفاعلة في عملية "صوفيا" البرية، التي تعمل من أجل مراقبة الشواطئ الليبية، للحد من الهجرة غير الشرعية.

جانفي /يناير 2017 ،اتفق المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني مع إيطاليا على البناء على معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون وإعلان طرابلس الموقع بين البلدين العام 2012، واعتبر الطرفان أن ذلك التزام مشترك في سياسة مكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر ومكافحة تهريب الوقود.

الخميس 2 فبراير 2017 وقع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج ،مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني معاهدة لدعم مراقبة الهجرة غير النظامية عبر ليبيا، ومكافحة الاتجار بالبشر وتهريبهم، والسيطرة على الحدود الجنوبية، تعتبر تفعيلاً لاتفاقيات سابقة هي "معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون" الموقعة في بنغازي 2008، و"إعلان طرابلس" الموقع في 2012.

يوليو 2017  أعلن نائب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أحمد معيتيق، ووزير الخارجية الإيطالي انجيلينو الفانو، في بيان مشترك لهما إعادة انطلاق التعاون الاقتصادي بين ليبيا وإيطاليا.

أغسطس 2017 أصدر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، تعليمات إلى القوات الجوية والبحرية بالتصدي لأي قطعة بحرية تدخل المياه الإقليمية الليبية.

أغسطس 2017 وصول فرقاطة إيطالية للمياه الإقليمية الليبية في إطار تفعيل اتفاق ليبي-إيطالي موقّع في عام 2008، وقالت إيطاليا إنه من حق لليبيين عند الإيطاليين يقضي دعم القوات البحرية وحرس السواحل الليبية فنياً ولوجستياً.

هذا اعتبرت وزارة الخارجية بالحكومة الليبية المؤقتة أن دخول القطع البحرية العسكرية الإيطالية للمياه الإقليمية الليبية  يشكل استفزازاً لمشاعر الليبيين الذين لازالت ذاكرتهم تحتفظ بما تعرض له آباؤهم وأجدادهم من ويلات خلال حقبة احتلال ايطاليا الفاشية لليبيا.