سلط الأكاديمي الليبي الدكتور سليمان كتي، الضوء على الأوضاع في مدينة مرزق بالجنوب الليبي.

وقال كتي في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان "مدينة القلم أم مدينة الألم" "هكذا يصبح المواطن عندما يسود الرعاع ويحكم الصعاليك، يصبح كل شيء مباح ومسموح به واستغلاله والعبث به من اقدس المقدسات إلى ابسط الأشياء" مضيفا "يتحول الإنسان إلى عدد حسابي فقط، وكل إرث الوطن لا قيمة له ولا حدود، فتُبنى القصور الفخمة على جماجم أبناء الوطن وتُعبَّد الطرق بأجسادهم، وتسقط القيم والأعراف وينتهي كل شيء".

وتساءل كتي "ماذا حدث لمدينة القلم مرزق" موضحا أنها مدينة تاريخية لطالما أهدت للوطن البهجة والفرح مدينة القيم والمبادئ والسلام والقرآن ومنبع الفنون والأنغام و الأشعار والتواشيح ويرقد بين ثناياها الامام "الشنقيطي" أحد كبار العلماء المسلمين كما  ينسب إليها أغلب الألحان الشعبية الليبية فهي الحاضرة في أفراح الليبيين دائماً وقد كانت  منارةً تشع منها قوافل الخير على ربوع الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا وحجاج بيت الله مضيفا كانت الفتاة في مرزق إبان دولة اولاد امحمد تُهدي عريسها مصحفاً كتبته وزخرفته وزينته بيدها.

وتابع كتي أن المليشيات خططت "للسيطرة على قاعدة الجفرة بمساعدة الخلايا النائمة هناك .. كما حدث في غريان، ولكي يحدث ذلك لابد من إخراج القوة الضاربة المتمركزة فيها، ففي البداية اشاعوا بانهم سيهاجمون الحقول والموانئ النفطية لكي يتم استدراج القوة الضاربة المتمركزة في القاعدة خارجها وفشلت هذه الخطة، ثم بعد ذلك هاجموا بلدة الفقهاء وزلة واستدراجها إلى اعماق جبال الهاروج لنفس الغرض وفشلت أيضا، ثم هاجموا مدينة سبها ومنطقة البوانيس التي بها قاعدة تمنهنت وأيضا فشلت وأخيراً حشدوا كل قواتهم من عصابات التبو التشادية والمعارضة التشادية وإرهابي بنغازي ودرنة وأجدابيا وبقية المرتزقة من تونس وموروتانيا وشنوا هجوماً بالأسلحة الثقيلة على مدينة مرزق بدعم كامل وشامل من حكومة الوفاق وارتكبت هذه العصابات أبشع الجرائم والانتهاكات والقصف العشوائي بالهاون والراجمات على احياءها العشرة وتهجيرها من ساكنيها ونهبها وحرقها وتشريد أكثر من ثلاثين ألف مواطن كل ذلك من أجل أن يسحبوا قوة الجيش المتمركزة في قاعدة الجفرة للدفاع عن مرزق و يقوموا بشن هجوم من المليشيات المتمركزة في السدادة مدعومة بالطيران المسير التركي من القاعدة التي تم تدميرها في مصراته ولا توجد حاضنة لهذه المليشيات في الجنوب جيوب عصابات التبو التشادية بقيادة حسن موسى سوقي المدعوم من حكومة المليشيات".

وأردف كتي أن حكومة الوفاق لا يهمها ما سيحدث لمواطني مدينة مرزق لأنهم في عقليتها عدد حسابي فقط لا قيمة لهم مضيفا "بالفعل دفعت مرزق الثمن غالياً فدخلت هذه العصابات وهجرت ونهبت وحرقت الأملاك العامة والخاصة وعاثوا فساداً وإفساداً".

وتساءل كتي "لكن ماذا بعد؟" قائلا فشلت خطتهم "مرة أخرى ولم يخرج الجيش من الجفرة ولم يدخلوا إلى منطقة الجفرة ولن يدخلوا " مضيفا "إن من يُحاول أن يدرس سلوك حكومة الوفاق بمفهوم الدولة الحديثة وأدواتها ورجالها فلن يصل إلى أي نتائج حقيقة".