رغم التنبيه الذي أصدره الديوان الوطني للأرصاد الجوية، اليوم الثلاثاء، بتسجيل درجات حرارة مرتفعة جدا بالجنوب والشرق الجزائري، إلا أن رحمة الله وسعت أهالي ولاية خنشلة اليوم بالشرق الجزائري، وبالضبط في منطقة عين ميمون وما جاورها، حيث نزل الغيث فكان بردا و سلاما على أهالي أولاد ميمون، وساهم في إخماد الحرائق التي جندت لها إمكانيات 7 ولايات كاملة.

نعم قد يبدو للوهلة الأولى وكأننا نسرد لك لكم قصصا من الخيال أو التراث الانساني، التي تحقق فيها الإعجاز الرباني وتدخلت اليد العليا للتصرف في شؤون الرعية، ولكن الحدث اليوم كان بأرض سقيت بدم شهداء الثورة الجزائرية، فبعد أن عرفت منذ يوم الأحد الماضي، اشتعال نيران أتت على الأخضر و اليابس، ولم تترك المساحات الغابية والحقول والبساتين، وامتدت الى مساحات كبيرة بالولاية وكادت تنتشر الى ولاية باتنة المجاورة.

ولكن الذي وقع في سويعات وفي عز الظهيرة، أن حملت سحابة أمطارا الى الهدف المنشود، ونزلت قطرات المطر التي اهتز لها كل من حظر، فحمد الله وكبر على هذه النعمة التي لم تكن في بال أي أحد.



الحرائق ومع ارتفاع درجات الحرارة الموسمية، زادت قوتها وخاصة مع هبوب الرياح التي ساهمت في قوة انتشارها، وهو ما اضطر مديرية الغابات والمديرية العامة للحماية المدنية تسخير إمكانيات كبيرة، شملت رتلا من العتاد والرجال، من 7 ولايات مجاورة وطائرتين مروحيتين لإخماد الحريق.

 كما تجند الأهالي في الولاية والمناطق المجاورة، لإمداد العاملين على إخماد الحريق بخزانات المياه، ومياه الشرب وكذا بعض المساهمات العينية وحتى البشرية من أجل التخفيف على أعوان الحماية المدنية وأعوان الغابات، لهول وشساعة الحريق.


وبينما أكتب هذه الأسطر لإيصال روح التضامن و المواطنة التي عرفتها المنطقة، وجهود الشباب والمجتمع المدني، حتى زف إلي أن القدير القادر قد أرسل رحمته الى المنطقة، ونزل الغيث ، ولكنني لم أصدق ما أرى، فرحت أبحث بين صفحات التواصل الاجتماعي، علني أجد تكذيبا لما رأيت لأن الشائعات و التخاريف أصبحت سمة قرينة بهذا الفضاء، لكنني وجدت التأكيد و الحقيقة جلية أمامي، وتكبيرات شباب يعانقون رجال الإطفاء من شدة الفرحة بالغيث، في منظر يقشعر له البدن ويرتاح له البال.

نعم، هي رحمة الله وسعت كل شيء وفي كل مكان و زمان، وقد تكون دعاء طفل أو شيخ أو رجل صالح، فنزل المطر لتهدأ النفوس وتستقر أحوال المنطقة، بعد ثلاثة أيام عاشها أهل عين ميمون والضواحي في ترقب وخوف، وتكبدوا فيها الخسائر الكبيرة.