المرحوم الحاج بشير النفيدي من ابرز رجال الاعمال السودانيين واحد العلامات الفارقة في الاقتصاد السوداني ينتمي لاسرة ختمية  وتوثقت عرى الصداقة والمحبة بينه والسيد علي الميرغني وأصبح أحد أبرز المقربين له وترقي في سلم الطريقة حتي بلغ رتبة الخلافة التي منحها اياه السيد علي الميرغني والذي كان يوفده للقيام بالمهام الخاصة التي تتطلب قدرا من الحكمة وبعد فاة السيد علي الميرغني ظلت صلة الحاج بشير  النفيدي متواصلة بابنائه ليغدو اكثر المقربين للسيد محمد عثمان الميرغني والذي بات موضع ثقته كختمي أصيل.
ولأنه كان صوفي النزعة فقد كانت تربطه علاقة محبة بالخليفة الشيخ حسب الرسول الشيخ الطيب بدر وصارت هنالك علاقة مصاهرة بين الأسرتين كما كانت له علاقة محبة بالشيخ عبدالرحيم البرعي وابنائه وكان نادرا ما يقدم البرعي للخرطوم ولا يلتقي بالحاج بشير النفيدي او يتصل به.
تلقى مبادئ القراءة وعلوم القرآن في القطينة و عند بلوغه الرابعة عشرة من عمره غادر البلدة قادما للخرطوم ليلحق بشقيقيه محمد احمد محمد صالح ومحمد صالح احمد اللذين كانا يديران متجرا بالسوق العربي كان  يعمل ساعات النهار بالمتجر مع شقيقيه وفي المساء التحق بأحد كورسات محو الامية بنادي العمال بالخرطوم. برزت العقلية التجارية للحاج بشير النفيدي  في وقت مبكر فقد توسعت أعمال الأشقاء الثلاثة في اوائل السبعينات ونسبة لتشعب اعمالهم قرروا فض الشراكة فاتجه الحاج بشير الى العمل في مجال النقل لخدمة أعماله التجارية التقليدية بمعاونة ابنه الأكبر عمر.
و  في اعقاب تخرج أبناءه وعودتهم للبلاد اتجه إلي تغيير نهج أعماله من التجارة التقليدية إلى شركات مساهمة خاصة تنتهج العلمية ومستعينة باحدث تقنيات العصر فكانت شركتا النورس وريبا للنقل واللتان تعتبران اكبر شركات النقل العاملة بالبلاد ذلك ان النورس هي الشركة الوطنية التي قامت بترحيل انابيب خط البترول الاول وكافة معدات مصفاة الخرطوم بالجيلي وقد تمكنت الشركة من انجاز المهمة على الوجه الاكمل وقبل ثلاثة اسابيع من التاريخ المحدد مما دفع برئيس الجمهورية الي منح الشركة وسام الانجاز تقديرا لهذا الدور الوطني في وقت كانت فيه البلاد مواجهة بالحصار الاقتصادي ثم واصلت النورس وريبا العمل في نقل بقية الخطوط الثاني والثالث والرابع باشراف مباشر وتشجيع من النفيدي الذي كان يؤمن بأن ما تقوم به مجموعة النفيدي للنقل في مجال نقل انابيب البترول يعود خيرا على اهل السودان جميعا فكان يخاطب السائقين ان ما تقومون به عمل وطني.
 ترك لابنائه فرصة ارتياد الآفاق الاقتصادية الجديدة ويبارك أى توسع في الأعمال خاصة اذا كان يتيح خلق فرص عمل للعباد فكان مصنع زيوت النفيدي وكانت الشركة العقارية التي تعمل في مجال انشاء وتشييد الفلل والتي تعتبر من اوائل الشركات التي تقوم ببناء الفلل ثم تمليكها للمواطنين وكانت التوكيلات التجارية اذ تعتبر النفيدي للسيارات الوكيل الوحيد لسيارات (B.M.W) بالسودان كما اصبحت وكيلا لعربات الهونداي التجارية ولمجموعة النفيدي اسهم مؤسسية في البنك الاهلي السوداني والبنك الاسلامي السوداني وميناء الخرطوم البري وبحلول عام 2005م تكون مجموعة النفيدي قد خلقت اكثر من (5) الاف وظيفة ثابتة اضافة للاعمال الموسمية التي تستوعب (3) الاف فرصة عمل لتكون المجموعة بذلك احد اكبر مساهمي القطاع الخاص في التوظيف.
 كان صديقا شخصيا للسيد اسماعيل الأزهري والذي اخذ بآرائه في الكثير من القضايا الوطنية والقضايا المتعلقة بالحزب الوطني الاتحادي وبرزت حكمة الراحل المقيم في ازالة اسباب الفرقة التي كادت تذهب بالحزب في عام 1967م وكانت للفقيد علاقات انسانية نبيلة بكافة القيادات السياسية البارزة خاصة آل الهندي واسرة السيد  عبد الرحمن المهدي، فقد كانت غيرة الفقيد على وطنه أكبر من دائرة الافاق الحزبية الضيقة.
ومن ابرز إنجازاته تاسيس خلوة تعليم القرآن الكريم بمسجد السيد علي بالخرطوم بحري وكان يتولي مسئولية الانفاق على الخلوة وطلابها ويقف على كافة متطلباتها حتي رحلة استشفائه الاخيرة .
كما قام بتشييد مدرسة قرآنية بالشجرة ذلك اضافة لمساهماته المتواصلة في تشييد المساجد والمدارس.
فكان مثالا لرأس المال الوطني الذي انعكس ايجابا على مجتمعه من خلال خلق آلاف الفرص للعمالة بكافة انواعها كما اسهم في النهوض بالاقتصاد الوطني عبر مشاركته الفاعلة في نقل خطوط الانابيب ومساهمته في تحريك قطاع الانشاءات وامكاناته التي اقتنعت بها كبريات الشركات العالمية في مجالات النقل فكان ان صار وكيلا لها ليفتح بذلك ابوابا جديدة في التعامل المباشر مع الشركات المصنعة بعد ان كان التعامل مع الاسواق الخليجية والذي يكلف الاقتصاد الكثير.