في أول ظهور له منذ إعلان دحر التنظيم الإرهابي في آخر معاقله، نهاية أبريل الماضي، توجه زعيم داعش في تسجيل مصور إلى من يسميهم أنصاره في غرب أفريقيا، متوعدا بنقل معركته إلى منطقة الساحل التي تعتبر ليبيا قاعدة إمداد لها.

وأوضحت مجلة "جون أفريك" أن تونس استنفرت القوى الأمنية على الحدود مع ليبيا، وشددت إجراءاتها الحدودية الجنوبية، بعد ورود معلومات من التحالف الدولي تفيد بأن أبو بكر البغدادي، متواجد جنوبي ليبيا.

يذكر أن زعيم التنظيم الإرهابي كان ظهر في 29 أبريل الماضي، للمرة الأولى منذ خمس سنوات في فيديو دعائي نشره التنظيم المتطرف عبر قنواته على تطبيق "تليغرام".

في نفس السياق،قال مسؤولون ليبيون، إن بعض الإشارات تحمل بصمات وجود أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي  في ليبيا، إلا أنه لا يوجد أدلة قاطعة على ذلك في الوقت الراهن.

وحذر المسؤولون من تنفيذ عمليات إرهابية الفترة المقبلة في أي منطقة ليبية، خاصة بعد وصول أسلحة وذخائر إلى طرابلس، يمكن أن تستخدم في عمليات في الغرب او الشرق وكذلك الجنوب الليبي حسب قولهم.

من ناحيته قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، طلال الميهوب، إنه لا يوجد أدلة قاطعة حتى الآن بشان وجود البغدادي في الأراضي الليبية، إلا أن ثمة إشارات تشير إلى احتمالية ذلك.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم السبت، أن وصول عناصر إرهابية من سوريا والعراق يحملون جنسيات عدة الفترة الماضية، وكلك وصول شحنات عسكرية وأسلحة وذخيرة يشير إلى أن التنظيم وقياداته يسعون للاستفادة من الأوضاع في طرابلس، عن طريق التواجد في وسط العناصر والكتائب التابعة للمليشيات وجماعة الإخوان في ليبيا، بهدف صد عملية الجيش الليبي، ومن ثم الانطلاق نحو بناء قواعدهم، إلا أنهم لن يفلحوا، حسب قوله.

وشدد على أن البيئة الخصبة الآن متواجدة في طرابلس ومصراته، وأن أبو  بكر البغدادي إن وجد سيكون في طرابلس أو مصراته أو بينهما.

وتابع أن المجتمع الدولي يتابع بشكل دقيق ما يحدث من عمليات نقل للأسلحة والذخائر إلى العاصمة طرابلس من تركيا، وخرق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وأن ذلك يتطلب إجراءات عاجلة لوقف تلك العمليات.

وأوردت جون أفريك نقلا عن مصادر وصفتها بـ"الاستخباراتية"، أن تونس تلقت معلومات بشأن البغدادي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش" في كل من سوريا والعراق.

وفي وقت سابق، ذكر موقع "تونيزي نيميريك" التونسي أن زعيم "داعش" لجأ إلى ليبيا بعدما مني مقاتلوه بهزيمة في قرية الباغوز، بمحافظة دير الزور، شمال شرقي سوريا، المعقل الأخير لهم.

وذكر تقارير إعلامية، أن قوات بريطانية أجلت عددا من عسكرييها في ليبيا، بعدما تلقت معلومات عن احتمال وجود البغدادي في هذا البلد.

وكان تقرير للجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا حذر، عام 2018، بعد تحرير بنغازي من أن تقوم عناصر من تنظيم داعش وتنظيم أنصار الشريعة وتنظيم القاعدة، بتشكيل خلايا جديدة بمناطق أخرى من ليبيا وخاصة الجنوب الغربي للبلاد.

من ناحية أخرى،رفعت تونس في درجة التأهب الأمني بحدودها الجنوبية مع ليبيا بعد أن أفاد التحالف الدولي أن الخليفة المعلن لتنظيم داعش الارهابي أبو بكر البغدادي والذي تقلصت أراضيه في سوريا موجود في ليبيا ، وفق ما ذكرته مجلة "جون أفريك".

وكانت قوات التحالف الدولي قد فقدت أثر البغدادي في الأسابيع الأخيرة من "خلافته" في سوريا في فيفري الماضي، بعد فراره من بلدة الباغوز شرقي البلاد اثر محاولة اغتياله من قبل مقاتلين أجانب مقربين من دائرته الخاصة.

في نفس الإطار،يرى مراقبون أن معركة القضاء على المليشيات الإرهابية في العاصمة الليبية طرابلس، هي بداية النهاية للعمق اللوجستي الذي استغلته الجماعات المتشددة في منطقة الساحل الأفريقي، والتي كان يغذيها المتشددون في ليبيا بكل وسائل البقاء لزعزعة أمن واستقرار المنطقة.

لذلك،فإن معركة طرابلس تكتسي أهمية بالغة لما لها من  أثر فعال على منطقة الساحل، وستساعد المعركة وتدعم الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب في المنطقة، وعلى مساعي داعش في إعادة تشكيل نفسه في المنطقة عبر مليشيات طرابلس.

من ذلك،يرى مختصون في الجماعات المتطرفةإحباط مشروع البغدادي الذي يعد له العدة رهين نجاح الجيش الليبي  في تحرير ليبيا من الإرهاب وسيطرة قواته على المنافذ الحدودية التي تغذي من خلالها قيادات مليشيات طرابلس نظيراتها في المنطقة.