أكد المحلل السياسي والخبير القانوني محمد صالح جبريل أن التدخلات الخارجية تؤدي إلى تعثر حل المشكلة الليبية وبين في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن المجتمع الدولي يدعم كل الأطراف في ليبيا بما يتماشى مع مصالحه فهناك دول تدعم عبد الحميد الدبيبة وأخرى تدعم فتحي باشاغا.

إلى نص الحوار:

كيف قرأت تمديد عمل البعثة الأممية في ليبيا ثلاثة أشهر فقط؟

هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تمديد مهام البعثة الأممية، ولا أعتقد أن عمليات التمديد هذه سيكون لها أي نتائج، وما يحدث في هذا الشأن يشبه قيام شخص بري الصحراء متوقعا أنها ستنبت أزهارا وهذا أمر غير منطقي.

برأيك لماذا لم يتم إلى الآن اختيار مبعوث أممي إلى ليبيا؟

الإشكال الليبي هو إشكال دولي وليس محلي حيث أن التدخلات الخارجية تؤدي لتعثر حل المشكلة الليبية وأعتقد أن عمل البعثة يتم الآن من خلال مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز وأن الأمم المتحدة لا تريد حل الأزمة الليبية وهذا يتضح من خلال التمديد للبعثة الأممية وعدم تكليف مبعوث أممي وإعطاء أهمية لهذا الملف.

إلى أي مدى يمكن القول إن ويليامز ساهمت في تأزيم الوضع في ليبيا؟ 

وليامز وقبلها مارتن كوبلر وبرناردينو ليون وكل من تولى مهام العمل في البعثة الأممية سواء مستشارا أو مبعوثا يعملون بنفس السياق وهو إيجاد عثرات أمام أي حلول مطروحة للتوافق بين الأطراف المتنازعة على السلطة أو الثروات، وأرى أن وليامز لم تقدم شيئا لليبيا بل إن إحاطاتها لم تكن مجدية وغير واضحة ومحددة بشأن من المتسبب في الأزمة الليبية وبموجب هذا لم يتم تطبيق قرارات مجلس الأمن رقم 2570 و2571 بشأن معاقبة من يعطلون العملية السياسية بعد اتفاق برلين.

لماذا كل هذا التذبذب في المواقف الدولية حول ليبيا؟ 

الأمر مرتبط بمصالح المجتمع الدولي التي تتعارض مع أي استقرار في ليبيا حيث أن بعض الدول الفاعلة في المنظومة الدولية ترى أن استقرار ليبيا يؤدي إلى انتعاش اقتصادها بما يتعارض مع تحقيق مصالح الدول الطامعة في الموارد الليبية لذلك يتم اختلاق مشكلات سياسية وأمنية واقتصادية وقد شاهدنا خلال السنوات الماضية عمليات زراعة تنظيمات إرهابية في ليبيا مثل داعش والقاعدة، وأنا أتحدى الساسة في جماعة الإخوان المسلمين أن يتحدثوا بالسوء عن الظواهري وبن لادن والمجتمع الدولي يدرك ذلك ويتوافق معه لزراعة الفوضى.

هل حان الوقت لحوار ليبي-ليبي بعيدا عن الوساطة الدولية؟

لابد أن يكون هناك حوار ليبي- ليبي بعيدا عن الأجندات الدولية ولابد أن يكون صوت للشارع الليبي في قراءة المشهد ودعم الطرف الذي يمكن أن يكون أداة لبناء الدولة الحقيقية ولابد أن يكون هناك حوار صادق بين الأطراف المعتدلة وليس المتطرفة والإرهابية.

 كيف يمكن الحديث عن استحقاقات انتخابية في ظل وجود جكومتين؟

بشكل واقعي من الصعب النظر في الاستحقاقات الانتخابية الآن بسبب أن البعثة الأممية لم تكن صادقة منذ البداية في رعاية الانتخابات التي كانت مقررة في 24 ديسمبر الماضي رغم إصدار قرارات مجلس الأمن وعقد اجتماعات في برلين وجنيف وتونس وأعتقد أن المشهد الآن تعقد بسبب عدم جدية المجتمع الدولي في تحقيق رغبة 2.5 مليون ليبي في الوصول للانتخابات التشريعية والرئاسية.  

برأيك وهل ترى أن مواقف المجتمع الدولي من ليبيا واضحة أم هلامية؟

المجتمع الدولي يدعم كل الأطراف فهناك دول تدعم عبد الحميد الدبيبة وأخرى تدعم فتحي باشاغا فالمصالح الاقتصادية واللوجستية لبعض الدول هي التي تحدد مواقفها وهي ما تدفع بعض الدول لدعم أطراف مغتصبة للسلطة في ليبيا.  

هل ترى أن ليبيا ربما تشهد صراعا عسكريا قريبا؟

هذا الأمر متوقع جدا، فربما نصل لصراع عسكري بين المجموعات المسلحة في الغرب الليبي والجيش فلو حاولت التشكيلات المسلحة المساس بموارد ليبيا الاقتصادية المتمثلة في الحقول النفطية فستجد القيادة العامة للجيش نفسها حاصلة على تفويض شامل من المواطنين بالدفاع وصد أي هجمات إرهابية خاصة بعدما نشهده من سرقات للمشتقات النفطية من قبل المجموعات الموجودة في المنطقة الغربية  

بقراءة المشهد الحالي.. ما السيناريوهات المتوقعة في ليبيا في المرحلة القادمة

أعتقد أن الطرف الذي سيكون له القوة والنفوذ والدعم الشعبي هو الذي سيتعامل معه المجتمع الدولي وأعتقد أن الحل سيكون عسكريا في ظل التجاوزات التي يقوم بها الدبيبة والمتمثلة في إنشاء أجسام عسكرية خارجة عن المؤسسة العسكرية وهو الأمر الذي يرفضه الشعب الليبي.