استشهد آمر الكتيبة 36 صاعقة العقيد عبد الحميد عقيلة الورفلي ، جراء الاشتباكات المسلحة مع تنظيمي (أنصار الشريعة) وما يعرف بـ مجلس شورى مجاهدي درنة ، فجر الثلاثاء الماضي بمنطقة تمسكت قرب درنة.

والشهيد عبد الحميد احمد محمد الورفلي من مواليد 1963 بمدينة سلوق، انضم للقوات الخاصة 1984 وتلقى دورات قيادية في روسيا وأخرى خارج وداخل ليبيا حتى قاد قوات النخبة فيها الـ36 .

 وشارك الورفلي في حرب تشاد على إقليم إوزو، وقاد قوات حفظ السلام بين تشاد والسودان في دارفور وقاتل الخوارج في درنة سنة 1996 تحت إمرة اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي وقاد كراديس ليبيا في كل من فنزويلا والسنغال، وحصل على أوسمة وأنواط تكريم منها ، ودافع على مقرات القوات الخاصة عندما هاجمها الخوارج في 2014 قبل أن يقود العودة إليها لتطهير بنغازي من الإرهاب .

 بدأت جوانب من حياة القيادي الفقيد في الظهور للعلن بسبب تجنبه للظهور الإعلامي واختياره للعمل بصمت في ميادين القتال والعسكرية بعيدا عن  الإعلام. 

و تلقى الفقيد الراحل العقيد عبد الحميد تعليمه بمدارس سلوق قبل أن يلتحق بالكلية الحربية طرابلس بصفة موجهٍ عام 1982، ليتخرج منها برتبة ملازم ثان عام 1984 ، وعُين بالقوات الخاصة عام 1984 منذ تخرجه وذلك بالكتيبة 21 صاعقه مقاتلة وأمضى فيها سنة كاملة بمكان تمركزها في منطقة الدرسية جنوب بنغازي، وانتقل منها الى ثانوية الصاعقة ليمضي في التدريب ثلاثة سنوات تخرج فيها على يده عديد الرجال الذين انظموا إلى القوات الخاصة وأصبحوا من خيرة ضباط الصف بها حاليا. ومن ثم انتقل الى الكتيبة 97 صاعقة مقاتلة وأمضى بها سنتان وكان مكان تمركزها بمنطقة المنقار ببنغازي، قبل أن ينتقل إلى الكتيبة 36 صاعقة عام 1991، حيث كلف بها بصفة آمر فصيل ثم آمر سرية حيث يذكره زملاؤه بحزمه وجديته في عمله الذي تميز به.

 تحصل ابن مدينة سلوق على عديد الدورات مثل دورة صاعقة، ودورة مظلات، و دورة إسقاط ثقيل، التي تلقاها في الجمهورية الروسية عام 1991. 

كما تلقى أيضا دورة آمرى سرايا مشاة لتزداد كفائته النظرية إلى جانب خبرته العملية في الميدان. 

أما في المهام التي كلف بها فيذكر منها على سبيل المثال لا الحصر خوضه لغمار حرب تشاد على إقليم إوزو، ومهمة حفظ السلام والفصل بين قوات كل من تشاد والسودان في اقليم دارفور، إضافة إلى دوره القيادي في محاربة الخوارج سنة 1996 في مدينة درنة تحت أمرة اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي

استلم العقيد عبد الحميد الورفلي مهام الكتيبة 36 صاعقة كآمر رسمي عام 2012، حيث قادها منذ ذلك الحين حتى يوم استشهاده، خاض خلالها معارك وحروبا طاحنة في مواجهة المتطرفين في كل من بنينا وبوعطني والقوارشة والليثي 

وتعتبر كتيبته من الكتائب التي ترتكز عليها القوات الخاصة كونها الأشرس قتالا وجل جنودها من النظامين وفيها خيرة ضباط الصف والذين قادوا معه الكتيبة والمعارك ضد الخوارج.

أما فيما يختص بالأوسمة والأنواط  : فقد تحصل الشهيد العقيد عبد الحميد الورفلي على نوط الواجب من الدرجة الأولى ثلاثة مرات، وتحصل على نوط التدريب مرتين، وتحصل على نوط الخدمة الطويلة ، كما تحصل على وسام من فنزويلا والسنغال على قيادته لكراديس ليبيا في العروض العسكرية التي جرت هناك أواخر سنوات النظام السابق. 

من المواقف التي مر بها العقيد عبد الحميد الورفلي هي تآمر الجماعات الارهابية عليه حيث شنوا هجوما على معسكره بالكتيبة 36، وقاد معركة 319 والكتيبة 36 عندما هاجمها الخوارج قبل أن يتوجهوا إلى المعسكر الأم بالقوات الخاصة ، وكان أول من صدهم رفقة الشهيد أدمين التاورغى.

لقد قاوم الفقيد الراحل  ورفاقه الجماعات الارهابية دون دعم يذكر حتى انسحبت القوات الخاصة من بنغازي إلى بنينا، قبل أن تعود الأسود إلى عرينها في معركة ثأر بدأت بتطهير معسكراتها وتطهير بنغازي وشوارعها منهم واحدا تلو الآخر، ولن تنتهي عند ملاحقة المتطرفين والمليشيات في درنة وما وراء درنة.