في تعليقه على التطورات الأخيرة على الساحة التونسية، رأى الكاتب والمحلّل السياسي فوزي النّوري، أن الخناق بدأ يضيق على حركة النهضة واقترب موعد المحاسبة.

وقال النّوري، في تصريح خاص لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية"، إن "حركة النهضة بدأت تظهر عزلتها رغم محاولات الإعلام تسويق صورة مغايرة ورغم الجهود الجبّارة التي يبذلها حزامها الحقوقي ومحترفي السياسة السياسويّة".

وتابع "المشهد الجديد بدأ بالفعل بالتشكّل ليعلن مسارات جديدة وموازنات جديدة وطبقة سياسية جديدة ولن يستمرّ من القوى القديمة سوى بعض قوى اليسار رغم ضعفها وتشرذمها والخطّ الوطني داخل الحركات الدّستوريّة إذا قبل بالانفتاح والتعدّدية السياسيّة التي ترسّخت وأصبحت أمراً مقضيّاً لا رجوع فيه بمقتضى التحوّلات الكبرى وتوجّه السياسة الدّوليّة نحو كلّ أنماط الانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهناك تنظيمات سياسية فارغة طفت على السطح في سياقات الثورجيّة المفتعلة بعد 2011 وتلاعبت بالمزاج العام بشعاراتها الطهوريّة القصوويّة دمّرها مسار 25جويلية/ يوليو وافتكّ منها مبرّر وجودها ومسانديها".

وأضاف، "انتهت الرسائل السياسية المبتذلة وانتهت تجارة الدين وانتهت معه ذلك الخطاب "البرّاق كثياب الرقّاصات" على حدّ تعبير نزار القبّاني. سنتّجه هذه المرّة لمشهد مستقرّ بعد سنوات العبث السياسي لأنّ ذلك من مصلحة الجميع في الداخل والخارج ولأنّ الواقع الموضوعي لم يعد يتحمّل ولأنّه لا بدّ أنّ يستعيد العمل السياسي جدّيته وبريقه للعبور لجمهوريّة ثالثة".