قال الكاتب والناشط السياسي عبد الله ميلاد المقري، إن القيادة المصرية دخلت وبشكل قوي سياسي وعسكري وأمني على المشهد الليبي وأبطلت كل التدخلات الخارجية التي تستهدف هذا المشهد الليبي.

وقال المقري، في تصريح خاص لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية"، "إن القيادة المصرية رفعت من نسق التعاطي مع الشأن الليبي بضرورة انسحاب تركيا فورا من ليبيا وتفكيك قواعدها وكل المرتزقة التي أحضرتهم وتفكيك سلاح جميع الميليشيات، واستلام سلاحها من قبل القوات المسلحة العربية الليبية"، لافتا إلى أن مصر اشترطت أن يتم تنفيذ هذه الشروط قبل عملية أي تفاوض بين الليبيين تحت مظلة الأمم المتحدة ويأتي ذلك مع مطلب القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية بعدم الدخول في أي حوار أو تفاوض الا بعد انسحاب العدو التركي من كل المناطق الليبية وجلاء قواته ومرتزقته من المجموعات الإرهابية عن أرض الوطن ورفض أي وجود تركي عسكري أو سياسي في التدخل في الشأن الليبي. 

وأضاف المقري، قائلا "أنه وبقراءة وطنية ليبية خاصة فان المبادرة المصرية واضحة ومحددة تفادى التناقض بين فقراتها وتكاد الوحيدة التي تمثل إطار عملي تتجاوز الغموض والخديعة في مبادرة برلين، وهي في جوهرها تنطلق من واعز اخوي تجاه ليبيا وشعبها من شقيقة كبرى حيث أن الليبيين وأطرافهم السياسية على اختلافاتها اتفقت في هذه النظرة للشقيقة مصر".

وتابع المقري، "مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم تكن لتحديد خطوط مواجهة بين الليبيين الا أنها كانت جرس إنذار خير  لليبيين لكي لا يعبثوا في مدخراتهم وثرواتهم التي يصنعون بها مستقبلهم، وأن المتابع للموقف المصري يعرف حجم الشخوص على تناقضها الذين استقبلتهم العاصمة المصرية بكامل مؤسساتها برعاية مؤسسة الرئاسة المصرية ففتحت المجال لاستقبال البرلمانيين وكذا النخب والاعلاميين ورئيس وأعضاء المجلس الرئاسي ومجلس النواب وعديد الوزراء من الحكومتين وأنصار النظام السابق وكذلك المكونات الاجتماعية من مجلس القبائل إلى مجلس الاعيان والمشايخ إلى عقد أول ملتقى لأراضيها للقبائل الليبية إلى المحللون السياسيون والعسكريون، وأنها ترفعت عن ردة الفعل التي تمت بحق مواطنيها في بعض المدن لتفهمها طبيعة المرحلة والصراع لكنها تدخلت وبشكل قوي أولا لاعتبارها أن ليبيا بكاملها تشكل عمقا استراتيجيا للأمن المصري، ثانيا عندما رأت أن التدخل الخارجي في ليبيا تعدى نصرة فريق على اخر على الرغم من اختلاف المواقف وتكويناتها ولكنه وصلت لحد العمل على السيطرة على ثروات الليبيين وبشكل متغطرس وفاضح، عندها فقط كان موقف مصر بحجم شعبها وتاريخها وحكمة قيادتها حاسما لذا وجب التذكير ووجب التدبير".