أكدت مصادر ليبية مطلعة من داخل العاصمة طرابلس أن تحركات مشبوهة لمرتزقة أردوغان في منطقة الجبل الغربي للبحث عن سيف الإسلام القذافي الذي يفترض أنه يقيم بمدينة الزنتان تحت حماية أعيانها ووجهائها
وأضافت أن جهاز المخابرات التركية هو من يقود حملة التفتيش عن نجل القذافي ، وأن الحملة تجري من قبل غرفة جديدة يديرها الإرهابي خالد الشريف القيادي في الجماعة المقاتلة المصنفة كتنظيم إرهابي ، ويديرها من الداخل التركي الإرهابي عبد الحكيم بالحاج
وكان الشريف قد عاد من مقر إقامته في إسطنبول الى طرابلس أواخر أبريل الماضي بعد طرده منها في العام 2017 عندما سيطرت ميلشيات مناهضة للإسلام السياسي على أغلب مؤسسات الدولة بما في ذلك سجن الهضبة الذي كان يشرف على إدارته
ووفق ذات المصادر فأن النظام التركي هو من أعاد الشريف الى طرابلس وكلفه بإدارة غرفة عمليات تابعة لمخابراته في مناطق غرب البلاد ، من بين أهدافها البحث عن سيف الإسلام القذافي لاغتياله أو اعتقاله وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية لإنهاء دوره كرمز سياسي لا يزال مؤثرا في أنصار نظام والده
وكانت تقارير محلية ذكرت أوائل مايو الجاري أن عناصر تحريات من ميلشيا قوة الردع الخاصة التبعة لوزارة الداخلية التابعة لحكومة السراج قد تسللت الى مدينة الزنتان لتحديد مكان وجود سيف الاسلام القذافي ، وأن العملية تمت بدعم من الشق الموالي لحكومة الوفاق في المدينة والذي يتزعمه المجلس العسكري والقيادي الإخواني أسامة الجويلي آمر ميلشيات حماية المنطقة الغربية الموالية لأردوغان
وتعرف مدينة الزنتان ، الواقعة 136 كلم جنوب غرب طرابلس ، في أعلى قمة الجبل الغربي ، انقساما بين داعمين للجيش الوطني الليبي وأخرين موالين لحكومة الوفاق
ولكن المصادر أكدت أن رئيس المخابرات التركية هكان فيدان كلف خلال زيارته الأخرة الى طرابلس غرفة العمليات التي يديرها خالد الشريف بالتكفل بملف القذافي ، موجها أوامره بأن تكف ميلشيا الردع عن التدخل فيه ، وأضافت أن هناك قرارا تركيا بتحييد سيف الإسلام نهائيا من المشهد السياسي في ليبيا ، نظرا للشعبية التي يزال يحظى بها في أغلب مناطق البلاد
وأردفت أن قرار تعقب وملاحقة نجل القذافي جاء بعد اجتماع انعقد في إسطنبول وشارك فيه عناصر من المخابرات التركية وعدد من قيادات الارهاب في ليبيا من بينهم علي الصلابي وعبد الحكيم بالحاج وخالد الشريف وعلي الديبية وذلك في إطار الإعداد لترتيبات ما بعد انتهاء تركيا من بسط نفوذها على غرب البلاد ، ونظرا لأن نجل القذافي يمثل عقبة في وجه استئثار الإسلام السياسي بالسيطرة عل مفاصل الحكم في طرابلس
وتم خلال الاجتماع إعداد خطة لتعقب كل ما يمكن أن يدل عن مكان وجود سيف الإسلام ، وخاصة الاتصالات الهاتفية وتحركاته أو تحركات كل من قد تكون له صلة به
وكان قد تم في العاشر من يونيو 2017 الإفراج عن سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بعد أن كان محتجزا في مدينة الزنتان منذ نوفمبر عام 2011 بموجب قانون للعفو صادر عن البرلمان الليبي ، ونفذته الجهات المحلية التابعة للحكومة الؤقتة التي تتخذ من شرق البلاد مقرا لها
وذكرت كتيبة أبو بكر الصديق التي كانت وراء اعتقاله، أنها "أطلقت سراح سيف الإسلام مساء الجمعة الرابع عشر من شهر رمضان" لكنه منذ ذلك الوقت لم يظهر في مكان عام ، واكتفى باستقبال وفود قبلية موالية لنظام والده
وقبل عام ، قالت حكومة الوفاق أن أجهزتها قبضت على خبراء روس اجتمعوا به في الزنتان ، في ظل اتهامات الإخوان لموسكو بالعمل على إعادته لواجهة العمل السياسي
ووفق الناشط السياسي الليبي، محمد العباني ، فأن سيف الإسلام بصحة جيدة، ويوجد في مكان محصن، وآمن، وتحت حراسة مشددة