في نهاية شهر نوفمبر 2020 أعلن الجيش الليبي القبض على 7 قيادات بارزة في تنظيم القاعدة بمنطقة أوباري في الجنوب الليبي، مشيرا إلى أن الإرهابيين المقبوض عليهم ينتمون إلى جنسيات مختلفة، وعلى رأسهم الإرهابي "حسن الواشي" العائد من دولة مالي.

وكان تنظيم القاعدة قد أعلن في وقت سابق، تعيين الجزائري مبارك يزيد، والذي يدعى "أبو عبيدة يوسف العنابي" كزعيم جديد لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، خلفا لعبد المالك درودكال، وهو واحد من أكثر الإرهابيين دموية في منطقة المغرب العربي والساحل.. وللمزيد من التفاصيل حول احتمالية عودة نشاط الجماعات الإرهابية في ليبيا، وتأثرها بتعيين زعيم جديد لداعش، كذلك معرفة تفاصيل عمليات الجيش في الجنوب ومسألة تأمين الحدود كان لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية" هذا الحوار مع مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي اللواء خالد المحجوب، وإلى نص الحوار


بداية.. حدثنا عن تفاصيل الأوضاع الأمنية في ليبيا؟

الأوضاع الأمنية بالنسبة للمنطقة الشرقية تعتبر جيدة للغاية وممتازة، حيث أن جميع المواقع التي تحت سيطرة القوات المسلحة الليبية مشهود لها من الجميع بأنها تتمتع بأجواء من الأمن والأمان ولا يوجد فيها أي نوع من العبث بالأمن أو ما قد يؤدي إلى خلخلة الأمن، كما تم خلال الفترة الأخيرة تشكيل غرفة أمنية لمدينة بنغازي والعمل جاري على قد ومساق وجميع الأمور جيدة.


ما هي أبرز المناطق التي تنشط فيها الخلايا النائمة في ليبيا؟

الإرهاب مازال متواجد في مناطق الغرب والجنوب، ورصدنا محاولات لبعض الأفراد للتحرك هنا وهناك ولكن تم توجيه ضربات قوية قسمت ظهر الإرهاب في هذه المناطق وخاصة الجنوب، وتم خلال العمليات الأخيرة القبض على قيادات ومجموعات كانت تخطط للعديد من الأعمال الإرهابية، وهي الآن في قبضة القوات المسلحة وجاري التحقيق معها.


ماذا عن تفاصيل عمليات الجيش الأخيرة في الجنوب؟

العملية الأخيرة اتسمت بعنصر المفاجأة، حيث استطاعت القوات المسلحة القبض على المجموعات التي كانت في المواقع أحياء، ولم يتمكنوا من المقاومة، وتم القبض خلال العملية على قيادي مهم جدا كان يقود العمل في منطقة الجنوب الليبي من حيث الدعم اللوجيستي والمجموعات الإرهابية، ونستطيع القوم أن العملية كانت موفقة وذلك نتيجة تضافر الجهود بين عدد من الأجهزة إضافة إلى تعاون المواطنين.


-ما هي أهمية الجنوب بالنسبة للجماعات الإرهابية؟

الجنوب بكل بساطة يمثل للجماعات الإرهابية مساحات شاسعة وحدود تمكنهم من التواصل مع تنظيمات إفريقية إرهابية أخرى مثل بوكو حرام.


ماذا بشأن مسألة تأمين الحدود الليبية؟

بالنسبة لتأمين الحدود الليبية فهو بالطبع يحتاج إلى العديد من الإمكانيات، ولكن الآن وإلى حد كبير أصبح يشهد تحسن عن الفترة الماضية، وذلك بحكم أن القوات المسلحة بدأت في الآونة الأخيرة تتفرغ لبعض من هذه المهام الخاصة بتأمين الحدود، كما بدء العمل على تقوية وتدريب حرس الحدود. 


-هل تعيين زعيم جديد لتنظيم القاعدة بالمغرب العربي له تأثير على خلايا التنظيم في ليبيا؟

خسارة التنظيم لمن يقودهم وبدء قيادة جديدة يعتبر بالنسبة للتنظيم مسألة روتينية، ولكن بالنسبة لنا في القوات المسلحة العربية الليبية يعتبر مسألة مهمة حيث قد يترتب على وجود زعيم جديد للتنظيم تغيرات من حيث طريقة واستراتيجية أسلوب تنفيذ العمليات الإرهابية الخاصة بهم، ولكن نحن نتابع بشكل جيد وأصبح لدى شبابنا خبرة كبيرة في التعامل مع التنظيمات الإرهابية وقادتها وخططها.


-ما تأثير هذه التحركات الإرهابية على العملية الأمنية والسياسية؟

بالنسبة للمناطق الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة ليس لها تأثير، لكن الموضوع يكمن في التنظيمات الموجودة في طرابلس.


أخيرا.. ماذا بشأن تركيا وملف نقل الأسلحة والمرتزقة؟

تركيا لازالت تهرب في السلاح، وأصبح الموضوع بشكل مباشر لدرجة يكثر حولها الأسئلة أمام الدول الكبرى ومن تم الاتفاق معهم على مخرجات برلين، وهذا يضع أكثر من سؤال وعلامة استفهام، وتركيا أصبحت في ورطة أمام المجتمع الدولي، والأيام كفيلة بإثبات أشياء كثير ولكن نحن في كل الأحوال مستعدين لأي تحركات ونحن نتابع ونرصد وقواتنا متمركزة في أماكنها ونحن نثبت يوم تلو الأخر أننا لسنا معرقلين للاستقرار في ليبيا، وإنما نحن من يسعى للاستقرار في ليبيا، والقائد العام هو الذي يناضل من أجل أن يتحقق لليبيين جميعا المساواة وخاصة فيما يتعلق باحتكار السيطرة على عصب حياة في ليبيا "النفط" وحصول فئة معينة عليه بحكم الفساد، لكن القائد العام بالفعل أوصل للمجتمع الدولي ضرورة حل هذه المشاكل التي تتعلق بالدخل وتفكيك المجموعات المسلحة وما إلى ذلك من الأشياء المتفق عليها، ونقول في الختام إنه لو توفرت الإرادة الحقيقية للدول الداعمة للحل في ليبيا بالتأكيد ستنعم ليبيا بالاستقرار عن طريق المؤسسة العسكرية وما يترتب عليها من انتخابات نزيهة وغيرها.