المبدعة في عالم التصوير والفنانة التشكيلية "أماني محمد عبدالدائم" من مواليد مدينة درنة، تحمل المؤهل العلمي ليسانس آداب لغة إنجليزية 2003.. عضو مؤسس لتجمع الفنانين التشكيلين بمدينه درنه، وعضو باتحاد التشكيليين الليبيين. عضو في مؤسسات المجتمع المدني، وموظفة سابقة في مكتب التثقيف والنشاط التربوي قسم (الوحدة الفنية)..
عملت كمعلمة للغة الإنجليزية لعدة سنوات للصف الثالث ثانوي قسم الاقتصاد واللغة العربية، وأيضا الإشراف على الطلبة في المدارس العامة والخاصة بالاهتمام بمواهبهم الفنية، وإقامة معارض بأعمالهم وتحفيزهم . شاركت في معارض محلية ودولية وأيضا تنسيق المعارض والإشراف عليها.
ترجمة المشاعر من خلال ضربات الفرشاة
هل الفن التشكيلي علم أو رسالة ولماذا؟
الفن التشكيلي تاريخ عريق له مدارسه المُختلفة، الفن بشكل عام ليس الفن التشكيلي فقط، يعتبر رسالة ودوراً مهماً للتعبير عن المشاعر الإنسانية ورصدها وترجمتها للآخرين، كما ساهم بشكل كبير بنقل الأحداث المؤرخة عبر الزمن منذ قديم الأزل ،كان الرسم سابقاً للحرف للتعبير ،وأيضًا راصداً للجمال بين المرئي والمخفي فيظهر لنا بلون أو بحرف.
وحتى يظهر هذا العمل بإتقان لابد مع الموهبة والابتكار، أن تنضج وتُصقل بالعلم، الفن التشكيلي يحتاج أيضًا لأسس علمية مثل تعلم النِسب، والتكوين، والمنظور، ونظرية الألوان وغيرها من الأساسيات التي تندرج بشكل علمي لتساند موهبة الفنان وشغفه ونضج أدواته.
هل تنتمين إلى مدرسه معينة؟
بكوني لم أدرس الفن التشكيلي بشكل أكاديمي، وكانت رحلتي معه عصامية، وتعليم ذاتي، كنت مُغرمة بالمدرسة الكلاسيكية، ومحاولة محاكاتها أو الاقتباس من اللوحات العالمية كي أتعلم دراسة اللوحة والتحكم في ضربات الفرشاة، والإحساس باللون واستخراجه، والتعمق بالضوء والظل والكتلة وإلى باقي التفاصيل المهمة، لكن بعد ذلك وجدت أن التنوع شيء جميل والتنقل من مدرسة لأخرى، تجربة غنية تساعدني على التطور وفهم مدارس الفن التشكيلي الواسعة والغنية بالكثير من الفن والإبداع لذلك لا أجد نفسي اليوم أنتمي لمدرسة معينة، حتى أجد بصمتي وهويتي .الخاصة أين ستكون مستقبلًا .
من الأعمق الفكرة أو الألوان؟
ذلك متوقف على محتوى اللوحة، من يكون سيد الموقف الفكرة أو اللون، هنالك لوحات كالتجريدية والتأثرية مثلاً يكون اللون هو رمز العُمق أو الفكرة فيها، أما السريالية الواقعية تكون الفكرة سيد الموقف لفهم اللوحة، واللوحات مثل الكلاسيكية والانطباعية تعتمد على إظهار الجماليات والدقة اللونية أكثر من الفكرة، ورأيي أنا الشخصي العُمق قد يتجلى بفكرة أو يتجلى بالألوان.
هل مواضيع لوحاتك من وحي الخيال أو تستقينها من الواقع؟
أغلب اللوحات أستقيها من الواقع، وبعض منها من الخيال، أو بما أشعر به لحدث معين حدث في الواقع، أود نقله على اللوحة، من اللوحات القريبة على قلبي أسمها(وجع المدينة) نقلت فيها ماحدث في مدينتي الحبيبة درنة، عام2015 مالاقته من أهوال من خلال تلك اللوحة مثل قصف المدنيين)الأبرياء، واغتيال عائلة كاملة (عائلة الحرير) والكثير من الأحداث لُخصت في تلك اللوحة، أو وجه ما تستفزني ملامحه لأنها تُخفي حكايا لا يعرفها إلا صاحب تلك الملامح، والأعمال التي تأتي من وحي الخيال، تكون نابعة من حسّ ما ذاتي ، أو ترجمة مشاعر تخصني من خلال ضربات الفرشاة .
حديثينا عن تجربتك في عالم التصوير؟
رحلتي مع التصوير، بدأت بالتقاط صور من خلال الهاتف، وبات لي شغف كبير به خاصة، إن قواعده تتشابه مع قواعد الفن التشكيلي. الرحلة الحقيقة بدأت عام 2016، وبعد جهد جهيد تكمنت من الحصول على كاميرا مستعملة، والتي مازلت أستخدمها للآن فرحتي كانت عارمة، ولا توصف! ولكن وجدت نفسي أمام آلة لا أفهم فيها شيء، ولا أعرف كيف أستخدمها، وكم أصابني الإحباط، لتعقيد الإعدادات، وكيف ألتقط، والإحباط الحقيقي حين وجدت الصور لاتختلف عن التصوير بالموبايل، وإنّ التعامل مع الموبايل أسهل! ثم واجهت عالم الكاميرا ومصطلحاته المُعقدة، كمثلث التعريض، وماهو؟ وماهي فتحة العدسة، والبعد البؤري، وعمق الميدان، والنسبة البؤرية وتصنيفاتها، وماهو العزل؟ وماهو التعريض والتعريض الطويل؟! ولماذا من المهم أن أعرف أهمية سرعة الغالق، والايزو وأن أتحكم بها يدويًا، وأن أجعلها تتناسب مع كل عنصر، أو لقطة معينه، وماهو البوكيه؟ ومن ثمّ الالتقاط لايكفي، يجب تعلم برامج المعالجة مثل lightroom photoshop لتحويل الصورة الخام ومعالجة الصورة وألوانها، مثل التباين والتحبب من زيادة الايزو، أو التنظيف الشوائب أو إضافة تأثير! أشياء معقدة أليس كذلك؟ ربما من امتهن هذه الرحلة سيفهم ماذا أعني، ولكن شاركتكم تعقيداتها، لأن اللقطة الفوتوغرافية ليست كبسة زر! إنه عالم أبحرت فيه والفضل لليوتيوب، ولكن لاتزال الرحلة بهذا العالم الجميل مستمرة وبفضل الله لدي الأعمال التي لاقت إستحسانًا وتحصلت على شهادات تقدير وفزت عدة مرات ونافست محترفين ومع ذلك أعتبر نفسي أحتاج للكثير .والكثير لأتعلمه في هذا المجال.
ينتج باللوحة تعاون جميل بين الحرف واللون
ماهو جديدك في عالم الرسم والتصوير؟
الجديد في عالم الرسم لوحة رسمتها لتكون غلاف الكاتب محمد التليسي، وهذه اللوحة مستوحاه من الرواية، وحتى أطلقت عليها ذات العنوان تلاحم الحواس، قد تأثرت بمحتوى الرواية، بكون الكاتب تواصل معي، وأطلعني على محتوى الرواية، وقد لامستني جدًا، وترجمت ذلك بتلك اللوحة لينتج تعاون جميل بين الحرف واللون، الرواية واللوحة وهذا التعاون الثاني معه، أيضًا كانت إحدى لوحاتي غلاف لرواية (آراك في كل مكان) وقد تحصلت على أجمل غلاف في مسابقة الشارقة للإبداع العربي العربي. أما بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي، لدي العديد من الصور المُلتقطة في محاور مختلفة.
هل لديك هوايات أخرى؟
لديَّ هواية الكتابة، والتعليق الصوتي، مؤخرًا منذ عام تقريبًا، بدأت اكتشاف عالم الصوت، وتعلم الأداء الصوتي، والتمثيل الصوتي، في البداية لم أهتم بهذا المجال، حتى دخلت ورشة للتمثيل الصوتي تحت إشراف المُخرج السوري(أنمار السيد) هنا اكتشفت إن أمتلك موهبة التمثيل الصوتي، وذلك بشهادة المخرج أنمار وأيضًا مُخرج من قطر أشاد موهبتي، وطُلب مني أن أشارك ببعض الأعمال الصوتية، وأيضًا اكتشفت عالم التعليق الصوتي الذي لديه عدة آداءات مختلفة تحتاج للتمرين والتمرس، مثل الدوبلاج، أو القراءة الوثائقية أو الرد الآلي وغيره من المجالات المُختلفة، التي تحتاج إلى سلامة مخارج الحروف، والنطق السليم، الوقفات السليمة مصطلحات عديدة تحتاج للتعلم والممارسة وقد شاركت بأعمال صوتية منها "برومو" لمسلسل صوتي، وإعلان لشركة إنتاج.
ذكرتِ التعليق الصوتي والتمثيل الصوتي هل هما المجال نفسه؟
التمثيل الصوتي مجال مختلف عن التعليق الصوتي، فالتعليق الصوتي كيف تقرأ النص، ويجب أن تكون خامة الصوت جميلة ومميزة لتكون معلق صوتي، وهنالك ضوابط للتعليق الصوتي مثل خامة الصوت، تمكن اللغة والآداء المناسب. أما التمثيل الصوتي ليس شرطًا أن يمتلك الشخص خامة صوت مميزة كل الأصوات تصلح إذا كان هنالك موهبة بالتمثيل، قد يلتقي التمثيل الصوتي مع التعليق الصوتي في "الدوبلاج "أو السرد والتقمص بفارق "الدوبلاج " قد تستخدم طبقات مختلفة ، أو استعارة طبقة أما التمثيل الصوتي لايحتاج إلا للصوت الطبيعي والانفعالات التي يحتاجها المشهد المسموع، والشخصية التي يؤديها.