جدد وزير الشؤون الخارجيةالجزائرية، صبري بوقدوم، اليوم السبت، رفض بلاده لأي تدخل أجنبي في ليبيا، مشيرا في ذات الوقت إلى أنكافة الاطراف الليبية تطالب “بتدخل الجزائر و استكمال جهودها في إطار حل الازمة الليبية“.حسبما أعلن عنه التلفزيون العمومي اليوم.

وأكد بوقدوم خلال نزوله ضيفا على منتدى جريدة الشعب أن الجزائرتعمل مع مختلف الاطراف المهتمة بالشأن الليبي، لاسيما دول الجوار للوصول في أقرب الآجال إلى إنجاز مخرج يضمن استعادة السلم والاستقرار في هذا البلد الشقيق”.

وقال “ان المقاربة التي تعتمدها الجزائر بالتنسيق والتشاور مع أشقائها من دول الجوار تهدف الى إيقاف التصعيد بجميع أشكاله وجمع الاشقاء الليبيين حول طاولة الحوار دون أي تدخل خارجي ”

وأوضح أن هذا المسار “يبدأ بوقف إطلاق النار والتخلي عن الحسابات الظرفية لاستعادة الثقة بين الأطراف الليبية والبدء في حوار يضم مختلف مكونات الشعب الليبي لاستعادة السلم وتحقيق التطلعات المشروعة لهذا الشعب الشقيق”.

كما جدد التأكيد على أن الجزائر “تقف على مسافة واحدة من الفرقاء الليبيين و تحثهم على الانخراط في مسار التسوية السياسية التي يزكيها الشعب الليبي من خلال استشارة واسعة بدعم من دول الجوار وبرعاية أممية“.

وذكر بما أعلنه رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، خلال انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا في مطلع السنة الجارية، حين أكد استعداد الجزائر لاحتضان لقاءات بين الأشقاء الليبيين لاستئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة في ظل الاحترام التام للإرادة السياسية للشعب الليبي.

وأشار إلى احتضان الجزائر لاجتماع تشاوري لوزراء خارجية دول الجوار العربي-الافريقي “الجوار الكبير” في إطار آلية الحوار يوم 23 فبراير الفارط لبحث الأزمة الليبية وإيجاد حل ينهي معاناة الشعب الليبي. وأكدت الجزائر خلال هذا الاجتماع على أهمية الحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها ودعوة الفرقاء الليبيين للعودة إلى المسار السياسي برعاية الامم المتحدة وانتهاج أسلوب الحوار الشامل كوسيلة لإيجاد حل للازمة في ليبيا.

وعن مسار التسوية للازمة الليبية ودور الجزائر في ذلك، أكد بوقدومأمام الحاضرين من برلمانيين ورؤساء جامعات وأساتذة وإعلاميين-  أن “كل الاطراف الليبية تطالب بتدخل الجزائر لان الجزائر  كما قال “هي الدولة الوحيدة التي لم ترسل ولا سلاح ولا مرتزقة إلى ليبيا إذ بعثت برسالة أمل لكل الأطراف الليبية”.

وأشار بالمناسبة إلى أن وقف إطلاق النار الذي حصل في شهر فبراير الماضي تم الاتفاق عليه في الجزائر بعد العمل الذي قام به رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، حيث كان هناك وعد بوقف إطلاق النار والبدء في العمل السياسي.

وقال أن الطلب لمواصلة الجهود الجزائرية في حلحلة الازمة الليبية “لا يقتصر فقط على طرابلس وبنغازي بل من جميع الاطراف المعنية “، مؤكدا أن  “مصلحة الجزائر هو استقرار ليبيا ووحدتها”.

وحذر وزير الشؤون الخارجية من أن “ما يجري من حرب بالوكالة في ليبيا يضر الليبيين أكثر”، مضيفا أن “التدخل الخارجي أصبح مشكلا كبيرا فلو تركنا الليبيين لوحدهم بدعم سياسي لما طالت هذه الازمة بهذا الشكل

وأكد في هذا الموضوع قائلا: “نرفض بشكل تام وقاطع أي تدخل أجنبي بليبيا”، داعيا الى “ضرورة احترام حظر تدفق الأسلحة الى هذا البلد واحترام السيادة والقرار الليبيين”.