في خطوة تعكس اضطراب الموقف التركي في ليبيا، قال إبراهيم كالين، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر حول ليبيا عقد أمس في بروكسل، إن بلاده لا تريد حربا مع مصر، أو أي بلد آخر.

وقال كالين، خلال مؤتمر حول ليبيا في بروكسل، الخميس، إنه ما من أحد يرغب في تحول ليبيا إلى سوريا ثانية".

كما لفت مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أن بلاده لا ترغب في استمرار الحرب في ليبيا بين الفصائل أو بين الدول، داعيًا إلى العودة إلى الاتفاق السياسي لوقف الحرب وإطلاق النار، فيما أكدت بلاده في وقت سابق تمسكها بشرط سيطرة حكومة الوفاق على مدينة سرت والجفرة من أجل الموافقة على الهدنة.

وقال: "إن تكديس المقدرات العسكرية في شرق ليبيا، لا يخدم أغراض المسار السياسي"، في إشارة إلى تعزيزات الجيش الليبي، استعدادًا لأي هجوم مباغت على سرت.

في ذات الإطار،أعلنت الرئاسة التركية أنها اتفقت مع روسيا حول تشكيل لجنة مشتركة للعمل على وقف إطلاق النار في ليبيا.

هذا التوجه يأتي إثر إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي أكدا، ضرورة وقف التصعيد الفوري في ليبيا، بما في ذلك من خلال وقف إطلاق النار، والتقدم في المفاوضات الاقتصادية والسياسية.

وأبدى الرئيس الأميركي تفهمه للانشغالات المتعلقة بالتداعيات السلبية للأزمة الليبية علي المنطقة، مشيدا بالجهود المصرية الحثيثة تجاه القضية الليبية، التي من شأنها أن تعزز من مسار العملية السياسية في ليبيا.

يأتي ذلك وسط تقارير عن نقل تركيا آلاف المقاتلين السوريين إلى الأراضي الليبية، فضلاً عن إعلان البنتاغون أيضا قبل أيام وجود آلاف المرتزقة السوريين.

وفي وقت لاحق الخميس، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن دفعة جديدة من الموالين لتركيا تضم مئات المقاتلين وصلت الأراضي الليبية، ما رفع عدد المرتزقة إلى 16500 حتى الآن.

وأضاف المرصد أن مجموع من قُتلوا من المرتزقة خلال المواجهات في ليبيا، تجاوز الـ 480، من بينهم أكثر من 30 طفلا، إضافةً لبعض قادة تلك الفصائل.

في ذات الإطار،كشف تقرير للمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية في تونس، توجه تركيا وقطر تخططان لإرسال مرتزقة صوماليين إلى ليبيا.

وقال التقرير الذي نشر، الثلاثاء، إن التوجه هو أبرز مخرجات زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى العاصمة القطرية الدوحة الأحد الماضي.

وبحسب التقرير، فإن الزيارة تناولت الاستعدادات لمعركة سرت ـ الجفرة المرتقبة شرق ليبيا، مشيرا إلى أن تركيا تخطط للاستعانة بمرتزقة صوماليين سبق تدربوا في الدوحة، وبمعسكرات تركية وقطرية في مقديشو للقتال ضد الجيش الليبي في المرحلة القادمة التي ستكون مدينة سرت الاستراتيجية محورها الأبرز.

وأشار التقرير إلى أن قطر خصصت أموالا ضخمة لتأجير المرتزقة الصوماليين للقتال في ليبيا، خاصة أنها وتركيا تربطهما علاقات قوية مع النظام الصومالي الذي يديره من خلف الستار من سماه التقرير "رجل قطر"فهد ياسين، مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي.

يرى مراقبون أن خطاب التهدئة الذي تبنته أنقرة يأتي في إطار سياسة المواربة و ربح الوقت خاصة في ظل تنامي الضغوط الخارجية و الداخلية على النظام التركي فضلا عن فتح جبهات مختلفة في نفس الوقت.

هذا التوجه يؤكّده مواصلة تجنيد المرتزقة الأجانب في ليبيا مما يجعل حماس تركيا للحل السياسي في ليبيا أمر غير مطروح تماما.

وتسعى تركيا إلى مُحاولة رسم خطوط المواجهة في سرت والجفرة، بهدف خلق معادلات جديدة تفرض من خلالها توازنات أخرى تُمكنها من تغيير الواقع الحالي بما يخدم مصالحها في ليبيا، ومجمل المنطقة.