2) إنه المناضل العروبي الوحدوي الشهيد صالح مسعود بويصير مواليد مدينة بنغازي/ ليبيا عام 1925م تلقى تعليمه في مدارسها وذلك أثناء الحكم الفاشي الإيطالي واحتلال ليبيا ومن ثم أرسله والده إلى القاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف من عام 1937م وحتى عام 1946م، خلال دراسته في الأزهر الشريف

2) أشترك صالح بويصير في جميع الهيئات الليبية السرية التي أسسها الطلبة الليبيون في مصر في ذلك الوقت، وكان لها دورها الفعال في إذاعة ما ارتكبه الفاشيين من ضروب التنكيل بالليبيين المجاهدين.

 3) عاد صالح بويصير إلى بنغازي عام 1947م حيث عمل صحفياً في جريدة (برقة الجديدة) ومن ثم رئيساً لتحريرها وليصدر بعد ذلك مجلة الفجر الليبي وجريدة الدفاع ، وأنتخب صالح بويصير بعد الاستقلال عضواً في مجلس النواب الليبي ووكيلاً للمجلس، حيث قاد المعارضة البرلمانية في مجلس النواب الليبي خاصة ضد توقيع المعاهدات مع فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية،  وقد أستطاع خلال فترة نيابته والتي أستمرت حتى عام 1955م أن يلهب المجلس بآرائه لتثبيت قواعد الدستور والقانون، 

 4) غادر صالح بويصير ليبيا بعد أن ضيقت عليه  حكومة بن حليم  الخناق وحاصرت قوات من الشرطة منزله في طرابلس تمهيداً لاعتقاله في يوليو 1955م وبعد أن رفعت عنه الحصانة البرلمانية، توجه متخفياً إلى تونس ومنها إلى القاهرة، وتم بعد ذلك  بفرض الحراسة على أمواله وممتلكاته داخل الأراضي الليبية 

 5) غادر صالح بويصير في القاهرة الفترة بين يوليو 1955م وسبتمبر عام 1969م وأثناءها حصل على درجة الماجستير في التاريخ وكان عنوان رسالته (جهاد شعب فلسطين) ،ورغم مروره  خلال منفاه بأزمة مالية قاسية بعد فرض الحراسة على ممتلكاته، رفض برفضا باتا أن يكون له مرتب شهري من الخزينة المصرية.

 6) كان صالح بويصير أول الذين تبرعوا وساندوا حركة فتح، كما ساند جميع الحركات التحررية في شتي الأقطار العربية وكان بيته قبلة لكل قادة التحرر العربي من أبو عمار وبومدين وبن بله وغيرهم كثر، كما شكل لجنة للدفاع عن فلسطين، كما أنشأ اللجنة الإسلامية في مصر عام 1968م وكان هدفها تبني الطلبة الفلسطينيين الدارسين بعد هزيمة حزيران عام 1967م وتحمل تكاليف دراستهم.

 7) عندما قامت ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969م ،عاد الى بلاده في بعد أسبوع واحد  ليكون أول ناطق رسمي باسم الثورة،  ثم تبوأ منصب وزير الوحدة والخارجية في أول وزارة لها ثم وزيراً للإعلام ،وفي عام 1972م ترك الوزارة ليخوض انتخابات المجلس الاتحادي وفاز عن دائرة توكره بنجاح ساحق، حيث أنتخب عضواً بمجلس الأمة الاتحادي عن الدائرة الثالثة في بنغازي واختير رئيساً للجنة الشؤون الخارجية بالمجلس.

 8) عندما سئل صالح بويصير عن غايته من رسالة الماجستير قال: (أعددت الرسالة لنصرة الشعب الفلسطيني بعد أن ظلموه، نصرته من واقع الوثائق التي أمضيت في البحث عنها وجمعها سنوات طويلة)، كما سجل رسالة دكتوراه عن جهاد الشعب الليبي ضد الغزو الإيطالي، إلاَّ أن القدر لم يمهله طويلاً وأستشهد صالح مسعود بويصير يوم 21/فبراير عام 1973م عندما أسقطت الطائرات الإسرائيلية طائرة الخطوط الجوية الليبية التي كان يستقلها فوق سيناء، وشيع مع رفاقه في جنازة مهيبة ودفن بمقبرة الشهداء في بنغازي.

9) وفق تقرير لموقع « العربية » :كانت الطائرة، وهي "بوينغ 727" تابعة للخطوط الليبية، أقلعت ظهر 21 فبراير 1973 من مطار بنغازي في الرحلة 114 إلى القاهرة، وقبل اقترابها من وجهتها النهائية وهي في حالة هبوط، وجد قائدها الفرنسي جاك بورجيه، بيانات غير عادية في 7 أجهزة توجيه بقمرة القيادة وسط عاصفة هبت فجأة، ومنعته من معرفة موقعه للاستمرار بالهبوط، فانحرف شمالاً ثم جنوباً إلى حيث صحراء سيناء التي كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي ذلك الوقت، وسلم قيادتها للطيار الآلي.

كان ينوي من تغيير مسار الطائرة كسب الوقت ليعرف موقعه، لكنه فوجئ بما جعله يسرع للاتصال ببرج مطار القاهرة حين لمح مساعده الليبي عواد مهاوي 4 طائرات حربية، فظن هو وكابتن الطائرة أنها مصرية، وقال الكابتن لبرج المراقبة، طبقاً لما اتضح حين العثور بعدها على الصندوق الأسود: "يا قاهرة، نواجه مشكلة. لدينا مشكلة في الاتجاه، وطائراتكم الميغ بجوارنا مباشرة، فهل بإمكانكم إعطاؤنا تحديداً راداريا لموقعنا؟".

وقبل أن يأتيه الجواب من المطار المصري أدرك أن الطائرات إسرائيلية، ثم رأى إحداها تلتف لإطلاق النار على طائرته وسط حالة ذعر سيطرت على الركاب، خصوصاً حين خاطب أحد أفراد طاقم الطائرة ركابها بالمايكرو، وقال مذعوراً: "نتعرض الآن لعدوان صهيوني. إن عشنا فنحن سعداء، وإن متنا فشهداء"، ثم تلا آيات من القرآن الكريم، داعياً الركاب لقراءة ما تيسر لهم منه أيضاً.

وسط ذلك الجو المرعب، أطلقت إحدى الطائرات الإسرائيلية زخات صاروخية هوت معها الليبية أشلاء إلى الصحراء، فتناثرت جثث ضحاياها داخل وحول هيكلها المغروز معظمه في رمال سيناء، وكانت كارثة قضى فيها 108 ركاب ومن الطاقم، منهم رجال أعمال ليبيون ومصريون وفرنسيون، وآخرون كانوا عائدين من زيارات عائلية، بينهم أطفال ونساء.

ونقل"ي" الذى كان يقود الطائرة الاولى، الى مقر قيادة السلاح الجوى تفاصيل الطائرة:بوينج727 رقم كذا "الطيران العربية الليبية"، وبعد عشرين عاما من اسقاط الطائرة وفى مقابلة وحيدة اجراها مع "يديعوت احرونوت"..اخذ يستعيد الامر الذى تلقاه: اجعلها تهبط بأى ثمن.. واخذ يعدد الجهود التى بذلها كى يوضح للطيار مقصده، كيف انه حلق الى جواره بمحاذاة جسم البوينج وكيف انه اشار اليه بالأبهام الى اسفل وكيف انه حلق الى امامه ولوح بالجناحين واطلق النار على مقربة من جسم الطائرة..قال انه فعل كل ما يمكنه كى يوضح مقصده، لكن "بورجى" ولسبب لن يعرف ابدا رفض الاستجابة لكل الاشارات.

 10)  أقيمت جنازة شعبية ضخمة للضحايا  في مدينة بنغازي التي ينتمي اليها أغلب الضحاياحضرها معمر القذافي ،و في مارس 2008 بدأ نجل وزير الخارجية الأسبق صالح بويصير إجراءات لملاحقة حكومة إسرائيل قضائيا لمطالبتها بالكشف عن الحقائق المتعلقة بإسقاط طائرة الركاب المدنية الليبية العام 1973، وذلك عن طريق محامي معتمد في تل أبيب، والذي تقدم بمذكرة لرئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت ومينى ميزوز المدعي العام في وزارة العدل الإسرائيلية.

وفي  2005 دعا  مؤتمر الشعب العام في ليبيا في بيانه الختامي الذي صدر في يناير 2005 إلى "أهمية متابعة الجهود المبذولة للمطالبة بالتعويض العادل عما لحق به من أضرار معنوية وبشرية ومادية ناجمة عن العدوان على الطائرة المدنية التابعة للخطوط الجوية العربية الليبية التي أسقطت فوق سيناء بمصر من قبل الإسرائيليين في شهر النوار 1973" كما ورد في البيان