عقد اجتماع سري في فندق "موفنبيك" في العاصمة التونسية بين عدة أطراف عسكرية ليبية، وهو اجتماع دولي - ليبي مغلق حول توحيد مؤسسة الجيش .

الاجتماع عقد في السابع من شهر سبتمبر الجاري بحضور كلا من "العقيد سالم جحا من مصراتة، والعميد عون الفرجاني من المرج، والعقيد محمد موسى آمر درع الوسطى، وعسكريين من الزنتان".

الاجتماع دعي له جونثان واينر المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا بعيداً عن وسائل الإعلام، وكان شعاره "توحيد الجيش الليبي" تحت غطاء مجلس عسكري أعلى كحل للإشكال الحاصل منذ توقيع اتفاق الصخيرات.

والمعلن في الاجتماع كان تضمنه محضر الاجتماع الختامي بين الأطراف المشاركة في فندق "موفنبيك" بحضور جونثان واينر المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، والسفير المصري في ليبيا محمد أبوبكر، والمبعوث الإيطالي الخاص إلى ليبيا جورجيو ستاراتشي وممثلين عن دولة الإمارات العربية المتحدة فيما سُجل غياب سفير دولة قطر عن الاجتماع بالرغم من تواجده في فندق قولذن توليب المجاور، الذي شهد اجتماعات لجنة الحوار وسط دعم وتأييد بريطاني وفرنسي.

وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة أن الأمريكيين والإيطاليين يشعرون بالغضب اتجاه قطر لحصولهم مؤخراً على أدلة من سرت تثبت تورطها في دعم المتطرفين هناك بشكل مبكر.

وأكد الاجتماع على وحدة ليبيا ووحدة الجيش الليبي وضرورة وقوفه على مسافة واحدة مع مختلف المدن وبنائه بعيداً عن الجهوية والمناطقية والقبلية وأن يكون السلاح حصراً في يد الجيش على أن تكون أسلحة الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى بحسب المهام الموكلة إليها.

وشدد الإجتماع على عدة نقاط من بينها إطلاع المجتمعين بحماية الحقول النفطية والأهداف الحيوية للدولة وحماية حدودها وضرورة محاربته للتنظيمات الإرهابية كتنظيمات داعش والقاعدة وأنصار الشريعة وكل التنظيمات و الأحزاب الأخرى التي تمتلك أذرعاً عسكرية تستخدمها لمحاربة بناء الدولة.

وكانت أولي التعليقات جاءت علي لسان محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء ليل اليوم الجمعة الذي أعلن معارضته لوجود مجلس عسكري موحد كحل للأزمة الراهنة، قائلا: إن هذا الأمر يعد مخالفة للاتفاق السياسي الذى نص على ان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق هو القائد الأعلى للجيش وقال ان لا أحد يملك حق تعديل الاتفاق السياسي إلا بالآلية المنصوص عليها وهي التوافق بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بعد مباشرة عملهما وفقا لهذا الاتفاق.

أما غير المعلن بعد معارضة رئيس العدالة والبناء فهو معارضة دولة قطر لهذا المقترح الذى ينص على ترأس السراج لهذا المجلس العسكري بعضوية الفريق خليفة حفتر قائد عام الجيش وقد تم بالتزامن مع اعلان نتائج الاجتماعات الذى تعارض دولة قطر نتائجه وتمتعض لعدم اشراكها به.

من جهته اعلن مارتن كوبلر عن لقاء جمعه مع نائب وزير الخارجية الروسي والسفير الروسي الى ليبيا لمناقشة آخر التطورات بما فيها هذا المقترح بينما توجه أحمد معيتيق للجزائر التى قد ترفضه بقوة فيما قال مصدر ليبي دبلوماسي رفيع المستوى أن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج قرر إلغاء مشاركته فى قمة دول منظمة عدم الانحياز التى ستنعقد فى فنزويلا يومي 13 و 14 من سبتمبر الجاري.

كما أكد أعضاء فى لجنة الحوار ان تونس ستحتصن اجتماعاً هاماً بعد عيد الاضحى يتوقع من خلاله الاعلان رسميا عن ولادة "المقترح العسكري " لكن فتحي باشاغا عضو فريق الحوار سارع الى قطع الطريق وقال ان اجتماعات الحوار المقبلة ستكون لأول مرة فى العاصمة طرابلس وهو الامر الذى قد يبدوا شبه مستحيل لعدم تمكن العديد من الشخصيات والسفراء والمبعوثين ووسائل الاعلام من دخول العاصمة بسبب الاوضاع الامنية المتردية.

وبذلك تبقى الانظار متوجهة إلى ما بعد عيد الأضحى نحو العاصمة التونسية فى إنتظار نضوج حل محلي وإقليمي ودولي ينهي الأزمة الراهنة ويتيح لمجلس النواب الاطمئنان على تسوية نقاط الخلاف وبالتالي منح الثقة لحكومة الوفاق التى يسعى المجتمع الدولي إلى حشد التأييد لها وقد وصل في ما يبدوا إلى قناعة مفادها فشل طريقة المغالبة وفرض سياسة الامر الواقع وان ارضاء كتلة المعارضة داخل مجلس النواب وحلفائها من الجيش والقبائل أمرُ لا مناص منه ولا حياد عنه كسبيل لتسوية الأزمة.

اما فشل هذه المحاولة الاخيرة فسيعتبر بكل حال من الأحوال بمثابة رصاصة الرحمة على روح الاتفاق والاجسام المنبثقة عنه وبالتالي سيعود الحديث الى رحلة البحث عن البدائل وهو أمر مطروح بقوة لتوقع عديد الإطراف واستشرافها لفشل هذه المحاولات التى بات من الواضح أن التيار الاسلامي ممثلاً فى جماعة الاخوان المسلمين سيحاول إفشالها بكل قوة ليضع نفسه فى وضع لا يحسد عليه، فلا الرئاسي الذى كان للإخوان اليد الطولى بداخله باقٍ ولا الاتفاق بنصوصه المشجعة وبمجلس دولته الذى ابتلعه الإخوان عبر المسودة الخامسة باقٍ.