دعا المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب فتحي المريمي دول الجوار لتفعيل العمل باتفاقيات الدفاع المشترك لصد العدوان التركي على ليبيا مطالبا في حوار مع صحيفة المرصد الجامعة العربية باتخاذ موقف حازم حيال التدخل التركي في ليبيا والذي يشكل اعتداء على دولة مستقلة ذات سيادة.


إلى نص الحوار:


** كيف تنظر إلى خطورة التدخل التركي في الملف الليبي وأبعاد هذا التدخل؟

تركيا تتدخل بشكل سافر في الشأن الليبي فهي تعتدي على ليبيا الدولة المستقلة ذات السيادة وعضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي واتحاد المغرب العربي ورغم هذه الاعتداءات فإن المجتمع الدولي إلى الآن لم يأخذ موقف حازم تجاه تركيا التي تتدخل في ليبيا بمعدات عسكرية ومرتزقة وخبراء فقد عاثت فسادا في ليبيا ودمرت المنازل وقتل المواطنين واعتدت على المدن والقرى.

** كيف تنظر إلى موقف دول الجوار من التدخل التركي في ليبيا؟

نحن نتساءل أين الدول الصديقة والشقيقة والجامعة العربية واتحاد المغرب العربي من هذا الاعتداء التركي السافر المتمثل في سفن وطائرات ومعدات عسكرية ثقيلة وغيرها لذلك فإن السكوت على هذا الأمر غير مبرر ولا تقره الأعراف والقوانين الدولية.

ولابد من التذكير بوجود اتفاقيات دفاع مشترك بين ليبيا ودول الجوار لذلك يجب على هذه الدول والجامعة العربية أن تقوم بواجبها حيال الاعتداء التركي على ليبيا وأن تتخذ موقف حازم ضد هذا التدخل وتساند ليبيا في صد هذا الاعتداء.


** كيف تتابعون التطورات العسكرية جنوب طرابلس؟

نتابع التطورات في طرابلس باهتمام بالغ فقوات الجيش تقوم بما يجب من أجل تحرير طرابلس من الجماعات الإرهابية ومن المطلوبين دوليا من الإرهابيين المتواجدين في طرابلس ويقاتلون إلى جانب الجماعات الإرهابية 

الأوضاع في طرابلس لا بأس بها فالجيش لازال موجود في المحاور التي دخلها جنوب طرابلس ويرد بقوة على أي هجوم من قوات الوفاق المليشياوية.

** البعض يقول إن الجيش بدأ يخسر مواقعه وضعفت قوته خاصة بعد خسارة قاعدة الوطية ...ما رأيك؟

انسحاب الجيش من الوطية هو انسحاب تكتيكي عسكري فنحن نعرف أن الحرب كر وفر وما يحدث في المنطقة الغربية هو إعادة تمركز وهو لا يعني أن القوات المسلحة أصيبت بالضعف بل إنها تمركزت في مواقع أخرى قد تكون أكثر خطورة على قوات الوفاق من قاعدة الوطية.


** إلى أي مدى أثرت التطورات العسكرية على الواقع السياسي في ليبيا سلبا أو إيجابا؟

بالفعل التطورات العسكرية أثرت إيجابا على الواقع السياسي في ليبيا حيث أن العالم أصبح أكثر اهتماما بليبيا وهناك دعوات للحوار ووقف إطلاق النار وتسليم المليشيات سلاحها وأنفسها للجيش كما أن هناك اتصالات مكثفة من عدة دول لها تأثيرها في العالم وكذلك بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وأيضا مجلس الأمن ما يعني أن العالم مهتم كثيرا بالقضية الليبية في ظل التطورات العسكرية الراهنة.

** هل يمكن أن تشرح لنا تفاصيل مبادرة رئيس مجلس النواب؟

المبادرة تقوم على تشكيل مجلس رئاسي جديد لأن المجلس القائم حاليا مرفوض من عدد كبير من الليبيين كما أنه جاء عبر اتفاق الصخيرات الذي لم يضمن في الإعلان الدستوري وبالتالي طالب رئيس البرلمان بإعادة تشكيل المجلس الرئاسي ليتألف من رئيس ونائبين ليكون ممثلا لأقاليم ليبيا الثلاثة وكذلك اختيار رئيس للحكومة ونائبين وكل إقليم يختار من يمثله فيها وبحسب المبادرة يقوم بعملية الاختيار العقلاء والحكماء من الأقاليم الثلاثة والمشائخ والسياسيين والمثقفين الذين لم يشاركوا في الحوارات السياسية التي تواصلت لتسع سنوات ولم تصل لحل للأزمة الليبية وإنما أزمت الموقف وتقوم المبادرة أيضا على  الدعوة لانتخابات رئاسية وتشكيل مجلس لصياغة دستور البلاد وإطلاق المصالحة الوطنية بين مكونات المجتمع   


** حدثنا عن ردود الفعل المحلية والدولية حول المبادرة ؟

هناك اهتمام محلي كبير بالمبادرة فالعديد من الوفود من النخب الاجتماعية والسياسية والثقافية ناقشت مع رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح هذه المبادرة التي تصلح أن تكون حلا مرحلي بين الليبيين إلى أن يتم إعداد دستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية كما أن هناك الكثير من الدول تواصلت مع رئيس المجلس عبر وزراء خارجيتها وسفرائها منها الولايات المتحدة وروسيا وايطاليا ومالطا وفرنسا للتعبير عن تأييدها للمبادرة والدعوة للحوار حولها والتفاهم بشأنها ما يعني أن هناك اهتمام كبير محلي ودولي بمبادرة رئيس البرلمان لحل الأزمة الليبية.