لم يعد العداء بين "القاعدة" و "داعش" قائما في ليبيا ، بعد أن وفّق النظام التركي بينهما ، ودفع بعناصرهما الى القتال في صف واحد ضد الجيش الوطني الليبي ، مستفيدا من علاقاته الوطيدة مع التنظيمين الإرهابيين سواء في العراق أو في سوريا ، وقال أحمد المسماري المتحدث بإسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية أن مسلحي القاعدة وداعش يشاركون ميلشيات حكومة الوفاق القتال في مختلف المحاور ، تحت إشراف مباشر من ضباط وخبراء أتراك ، مشيرا الى أن الإرهابيين المحليين والأجانب إجتمعوا تحت غطاء الغزو التركي ، وهو ما يؤكد أنهم قد يختلفون تكتيكيا ولكن هدفهم الإستراتيجي واحد

وكانت مصادر أمنية من داخل العاصمة الليبية ، أكدت أن المئات من إرهابي القاعدة وداعش تم إخلاء سبيلهم من داخل سجون ميلشيا الردع الخاصة التابعة لوزارة داخلية الوفاق ، بعد أن وقعوا تعهدات بالقتال الى جانب مرتزقة أردوغان ، وأوضحت أن وسطاء أتراكا سبق أن أجروا معهم مقابلات داخل السجون ، لإقناعهم بضرورة توحيد صفوفهم لمقاتلة الجيش

ويقاتل المئات من فلول مجلس شورى المجاهدين المرتبطين بتنظيم القاعدة الفارة ، من شرق البلاد الى جانب المرتزقة الأتراك وميلشيات حكومة الوفاق ، وأغلبهم من الواردة أسماؤهم في لوائح الإرهاب الوطنية والدولية

وقال المحلل السياسي الليبي عبد الباسط بن هامل ، أن الجيش الليبي يواجه حاليا جماعات إرهابية تتبنى مشروع أردوغان ، من بينهم من تم إستقدامهم من الشمال السوري مثل مقاتلي جبهة النصرة ، وتنظيم داعش ، ومنهم ليبيون فروا من ضربات القوات المسلحة في درنة وبنغازي وسرت وغيرها ، لافتا الى أن سيطرة الميلشيات مؤخرا على مدن الساحل الغربي ، كشفت للداخل والخارج عن الخطر الذي يتهدد المنطقة والعالم ، بعد أن بادر مرتزقة أردوغان بإخلاء سبيل أعداد من الإرهابيين وخاصة من سجن البحث الجنائي في مدينة صرمان

ويرى المراقبون أن تركيا إتجهت الى تحويل مسلحي القاعدة وداعش الى جناح عسكري لجماعة الإخوان ، خصوصا وأن ليبيا كانت لها في العام 2012 عندما شارك منتمون الى الجماعة المقاتلة  التي يتزعمها الإإهابي المقيم حاليا في تركيا  عبد الحكيم بالحاج ، والتابعة لتنظيم القاعدة في الحكم ، وفي تسيير عدد من مؤسسات الدولة ،

وخلال الأسابيع الماضية ، دعا مفتي الإرهاب الصادق الغرياني ، من مقر إقامته في إسطمبول ، الى إخلاء سبيل جميع من وصفهم بالمجاهدين ، ليشاركوا في الحرب ضد الجيش ، فيما قالت قوى ليبية أن تلك الدعوات كانت تعبر عن وجهة نظر نظر المخابرات التركية ، وقد وجدت صدى لدى سلطات طرابلس ، تم إطلاق سراح إرهابيين من تنظيمي القاعدة وداعش والدفع بهم الى محاور القتال وخاصة في العاصمة طرابلس

الى ذلك ، أكد المرصد السوري  لحقوق الإنسان أن المخابرات التركية أفرغت مدينة إدلب من أخطر العناصر الإرهابية والمتطرفة من تنظيم داعش الإرهابي، ونقلتهم للقتال في ليبيا ضد قوات الجيش الليبي ، وقال « هناك دول تنتقد المرصد السوري لحقوق الإنسان لأنه يتحدث عن إرسال أردوغان مجموعات متطرفة ومرتزقة إلى ليبيا فلدينا 37 اسم من مقاتلي تنظيم داعش فقط. » مشيرا الى إن هؤلاء باتوا الآن في ليبيا وبعلم المخابرات التركية بالإضافة إلى تفريغ إدلب من الإرهابيين  وإرسالهم إلى ليبيا ومناطق أخرى في شمال إفريقيا.

ونوّه  المرصد الى أنه ، ومنذ بداية الثورة السورية ، قامت  تركيا بإدخال المجموعات الإرهابية  إلى سوريا من أجل تدمير الثورة وتحويلها من مطالبة بالحرية والكرامة إلى ثورة فصائل إسلامية متطرفة ،و اليوم الشيء ذاته تفعله مع ليبيا فتركيا تجند وترسل المقاتلين السوريين عبر أراضيها ومطاري غازي عنتاب واسطنبول إلى ليبيا.

ولفت المحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق الى أن المخابرات التركية لديها علاقات معلنة مع إرهابيي داعش والقاعدة ، وقد كانت منطلقا دخولهم الى العراق وسوريا ، وهي اليوم من تتولى نقلهم الى ليبيا ، لخدمة مصالحها عن طريق الخراب الذي يحدثوه في كل مكان يحلون به ، مبرزا أن أردوغان هو من يرفع راية الإرهاب حاليا ، وهو ما يجعل من الإرهابيين أداة لتهديد أمن وإستقرار الدول ، وخاصة تلك التي ترفض الدوران في فلك مشروعه التوسعي الإستعماري الجديد

وكان الجيش الليبي أعلن عن قائمة بعدد من قيادات تنظيمي داعش والقاعدة الذين نقلهم النظام التركي من شمال سوريا الى طرابلس ومصراتة ، ومن بينهم مصريون وتونسيون وأفارقة ، لافتا الى أن أردوغان يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد ، فهو بذلك يتخلص من العناصر الإرهابية الموجودة في مناطق متاخمة لحدود بلاده ، ويدعم حلفائه في الغرب الليبي.