تواصل تركيا تدخلاتها السافرة في الشأن الليبي من خلال استمرارها في ارسال المرتزقة والسلاح في محاولة لتأجيج الصراع في البلاد وتمرير أجنداتها عبر حلفائها في طرابلس،لكن تحركات أنقرة تواجه على الأرض بخسائر فادحة على يد الجيش الوطنى الليبى، الذى استطاع أن يسقط عددا من الطائرات التركية المسيرة، إضافة إلى عشرات القتلى والجرحى فى صفوف الجنود الأتراك.
تستمر تركيا في نقض تعهداتها الدولية بوقف التدخل في ليبيا مراهنة في ذلك على استمرار الصمت الدولي تجاه انتهاكاتها المتكررة.ففي مشهد متكرر منذ أشهر،كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين 09 مارس/أذار 2020، أن دفعة جديدة من الفصائل الموالية لتركيا سيتم نقلها إلى ليبيا من قبل أنقرة خلال الساعات القادمة.وقال المرصد إن 1900 مقاتل وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب.مشيرا إلى ارتفاع أعداد مقاتلي الفصائل الموالية لتركيا الذين وصلوا إلى العاصمة طرابلس حتى الآن إلى 4750.
وتحدثت تقارير اعلامية عن عمليات نقل للعناصر الارهابية الى الأراضي الليبية،وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أنه تم ترحيل مقاتلين من جنسيات شمال أفريقيا ومعظمهم من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية قبل أشهر من سوريا إلى ليبيا في عملية سرية.وأشار مدير المرصد السوري إلى خروج الجهاديين في عملية جديدة  إلى ليبيا خلال معركة إدلب  الأخيرة.


وقال عبد الرحمن وفي مداخلة مع قناة "الحدث"،السبت، وفقاً لما نشره المكتب الإعلامي للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المقاتلين الذين في ليبيا هم أكبر من الرقم الذي نتحدث عنه في المرصد ولكن ما يعنينا هم المرتزقة السوريين فقط.وتساءل، أين آلاف الجهاديين اليوم ،عددهم لا يتجاوز بضعة آلاف جرى نقلهم إلى ليبيا تحت العباءة التركية.
وبالرغم من هذه التحركات التركية المستمرة لتأجيج الصراع ودعم حلفائها،فان الوضع على أرض المعركة فى ليبيا، يؤكد أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فشل فى تمرير خططه الطامعة فى فرض سيطرته الاقتصادية والعسكرية على ليبيا،حيث تتواصل الخسائر في صفوف المرتزقة والجنود الأتراك في المعارك الدائرة على تخوم العاصمة الليبية.
وكشف رئيس جهاز المتابعة والرصد بالجيش الليبي غيث اسباق، عن حصيلة الخسائر في صفوف قوات الوفاق والمرتزقة خلال الشهر الماضي.وقال أسباق في تصريحات لموقع العين الإخباري، إن الخسائر بلغت الشهر الماضي أكثر من 370 قتيلا، بينهم 130 من جنسيات مختلفة أغلبهم سوريين، فضلا عن أكثر من 470 جريحا أغلبهم من عناصر متطرفة من جنسيات أفريقية وسورية، إضافة إلى تدمير أكثر من 180 آلية مسلحة وإسقاط أكثر من 40 طائرة مسيرة تركية، لافتا إلى أن قوات الوفاق شهدت هزيمة مريرة في أغلب محاور القتال بالمنطقتين الغربية والوسطى.


تصريحات اسباق أكدها المرصد السوري لحقوق الإنسان،السبت،حيث أعلن عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم أنقرة لليبيا إلى 117 قتيلا، موضحا أن قتلى المرتزقة سقطوا خلال الاشتباكات الدائرة على محور صلاح الدين جنوب طرابلس ومحور الرملة قرب المطار ومحور مشروع الهضبة.
ويتوافق مع هذا الرقم تقريبا،مع ما قاله مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، السبت،من إن ما يقارب 142 مرتزقا سوريا في ليبيا لقوا مصرعهم في المعارك الدائرة بالبلاد.وأوضح العميد المحجوب، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك محاولات للتكتم حول مصرع المرتزقة، لكن معلومات جرى الحصول عليها من مستشفيات العاصمة طرابلس أكدت مصيرهم.
وأضاف المسؤول العسكري أن هؤلاء المرتزقة جرى الزج بهم في محاولة لتغيير ميزان القوة، وإحداث تغيير في وجه الجيش الليبي الذي يخوض حربا ضارية ضد الإرهاب، لكن هذه المساعي وصلت إلى حائط مسدود.وأشار إلى أن الأرقام ترجح وصول ما يقارب 5 آلاف مرتزق سوري إلى محاور القتال في ليبيا، تم توزيعهم في عدة مناطق لتغطية كافة المحاور التي تشهد المواجهات.
الخسائر التركية في صفوف المرتزقة الموالين لها تزامن مع خسائر في صفوف جنودها والتي تحاول أنقرة التكتم حولها وهو ما أكدته حملات النظام التركي ضد الصحفيين الذين حاولوا الكشف عن خسائر الجنود الأتراك في ليبيا.فقد قضت محكمة تركية في إسطنبول،الأحد، بالقبض على الكاتب الصحفي لصحيفة ينيكا، مراد أيرل، بسبب تقرير عن جنازة جندي تركي رفيع المستوى توفي في ليبيا، وفق ما أفاد موقع تي 24 الإخباري.
والأسبوع الماضي،اعتقلت السلطات التركية،مدير الأخبار في قناة "أودا تي في" باريش ترك أوغلو، على خلفية تقرير نشرته القناة تناول مراسم تشييع جنازة أحد أفراد جهاز المخابرات التركي الذي قتل في العاصمة الليبية طرابلس.وكانت قناة  "أودا تي في" عرضت اللقطات الخاصة بتشييع الضابط في مقاطعة مانيسا الغربية، قائلة إن "المراسم جرت بصمت، ولم يشارك في التشييع أي مسؤولين رفيعي المستوى، وهي ممارسة شائعة في الآونة الأخيرة".
وأثارت تحركات النظام التركي ضد الصحفيين وسياسة تكميم الأفواه التي انتهجها للتغطية على خسائره في ليبيا غضبا في الداخل التركي.واتّهم رئيس حزب الشعب الجمهوري وزعيم المعارضة التركية كمال كيليتشدار أوغلو، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتضييق على حرية الرأي عقب اعتقال الصحافيين.


و قال كيليتشدار أوغلو، في تصريحات نقلها موقع "تركيا الآن"،الأحد:"سنعيد سيادة القانون في تركيا خلال فترة قصيرة وسنؤسس معًا تركيا المستنيرة والمتفتحة".وأضاف أوغلو:"الصحافيون والمفكرون والمحامون والكتاب والرسامون والأكاديميون وجميع المواطنين تقريبًا يعيشون مرحلة صعبة للغاية بعد الانقلاب المدني الذي أحدثه أردوغان في 20 تموز/يوليو 2016 بإعلان نظام حالة الطوارئ في البلاد بحجة التصدي للانقلاب الفاشل".
وتابع:"نحن سندافع عن سيادة القانون في كل مكان.على أصدقائنا المعتقلين والمحاكمين أن يعرفوا جيدًا أنّ تركيا وجميع المفكرين وجميع المحبين للوطن يقفون بجانبهم لقد انتقلوا من السجن المفتوح إلى السجن المغلق فقط"، في إشارة منه إلى حالة القمع التي تسود في كل أنحاء البلاد وليس في السجون فقط.
وتصاعدت وتيرة الخسائر في صفوف الجنود الأتراك خلال الأسابيع الماضية،ففى وقت سابق، استطاع الجيش الوطنى الليبى ضرب معقلا للجنود الأتراك، وقام بقتل وإصابة العديد منهم، كبداية للخسائر البشرية التركية فى ليبيا، بين القوات التى أعلن أردوغان، إرسالها آواخر العام الماضى.وأكدت وسائل إعلام محلية حينها، وجود عدد من الجنود الأتراك الجرحى فى مستشفى مدينة نالوت "270 كيلومترا غرب طرابلس.
وتصاعدت وتيرة الخسائر في صفوف الجنود الأتراك خلال الأسابيع الماضية،ففى وقت سابق، استطاع الجيش الوطنى الليبى ضرب معقلا للجنود الأتراك، وقام بقتل وإصابة العديد منهم، كبداية للخسائر البشرية التركية فى ليبيا، بين القوات التى أعلن أردوغان، إرسالها آواخر العام الماضى.وأكدت وسائل إعلام محلية حينها، وجود عدد من الجنود الأتراك الجرحى فى مستشفى مدينة نالوت "270 كيلومترا غرب طرابلس.
وكانت تقارير إعلامية أفادت بمقتل قائد القوات التركية في ليبيا الجنرال خليل سويسال،إثر إصابته خلال قصف للجيش الليبي استهدف سفينة تحمل أسلحة تركية بميناء طرابلس. وبحسب تقارير إخبارية، أصيب الضابط التركي بجروح خطيرة في القصف يوم 18 فبراير/شباط الماضي، قبل أن يلقي حتفه في تركيا التي نقل إليها للعلاج..
وفي 10 يناير/كانون الثاني الماضي، تحدثت مصادر مسؤولة في ليبيا عن مقتل 3 ضباط أتراك آخرين وإصابة 6 في معارك العاصمة قبل إعلان وقف إطلاق النار 12 يناير/كانون الثاني الماضي.وأوضحت المصادر أن الجثامين الثلاثة نقلت في وقت متأخر، على متن طائرة تابعة لشركة الأجنحة المملوكة للإرهابي عبدالحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة فرع تنظيم القاعدة، إلى إسطنبول عبر مطار معيتيقة.

وفى 22 فبراير الماضى، جاء أول اعتراف من أردوغان، بوجود مقاتلين سوريين وأتراك فى ليبيا، وسقوط قتلى أتراك فى المعارك الدائرة فى العاصمة الليبية طرابلس.ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان، قوله إن مقاتلين سوريين مرتزقة يوجدون حاليا فى ليبيا، ويواصلون ما أسماه الكفاح ضد قوات غير الشرعية.
وتثير الخسائر المتتالية في ليبيا مخاوف النظام التركي من تأليب الراي العام المحلي عليه خاصة في ظل الزمات التي تعيشها تركيا.وقال عضو مجلس النواب محمد بشير لصحيفة "الشرق الأوسط" السبت، إن إردوغان "وقع في مستنقع يزيده كل يوم إرباكاً في سياسته، وسيفقد الموالين له من المعارضة السورية".مرجعا تستر إردوغان على خسائره في معارك ليبيا، إلى "الضغوط التي تحاصره من الأحزاب التركية المعارضة".واضاف بشر أنه "ليس من صالحه الإفصاح عن الحقيقة".
ويشير تورط تركيا في الصراع الليبي الى مدى انخراط نظام أردوغان في دعم التنظيمات الارهابية ومساعيه لاعادة احيائها وتحويل ليبيا الى ملاذ جديد لها بعد الضربات التي دمرت معاقلها سابقا.وأكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري،أن تركيا تريد تحويل ليبيا إلى قاعدة للإرهاب، من أجل استهداف دول الجوار.
وكشف المسماري في حوار لصحيفة "البيان الاماراتية" عن تهريب ما يقارب 25 مليار دولار من ليبيا إلى تركيا، بينها ملياران خلال الشهرين الماضيين، كما أكد أن قطر وراء الاغتيالات السياسية في ليبيا، ومخابرات تركيا وراء اختطاف 650 ليبياً، مشيراً إلى أن الجيش الليبي لا يحارب أشخاصاً، بل يحارب إرهاب دول تسعى إلى تفتيت البلد، لضرب المنطقة العربية، وقال إن هناك دولة أخرى تسعى إلى الحرب بالإنابة، بينما أشار إلى أن الأوروبيين سيتحركون قريباً لمنع وصول إرهابيين إلى ليبيا وتهريب الأسلحة.
وكانت تركيا تعهدت في مؤتمر برلين في شهر يناير/كانون الثاني بعدم تسليح ميليشيات حكومة الوفاق لكنها تنكرت لتلك التعهدات وواصلت نقل الأسلحة والمرتزقة الى طرابلس.وتناول مؤتمر جنيف الذي عقد قبل اسبوعين مسالة التدخل الاجنبي في الشان الليبي وطالب بوقف التسليح ونقل المرتزقة الى ليبيا والعودة الى طاولة المفاوضات واستئناف المباحثات السياسية.
ويعارض جزء كبير من الشارع التركي التدخل العسكري لبلادهم في ليبيا،فيما يمارس نظام أردوغان ضغوطا كبيرة على سائل الإعلام لمنع الحديث عن الخسائر التركية في المعارك التي تدور في طرابلس.ويؤكد مراقبون أن المؤشرات على الأرض تؤكد أن أردوغان في طريقه الى هزيمة أخرى على الأراضي الليبية خاصة في ظل اصرار الشعب الليبي على رفض الغزو التركي والوقوف ضده عبر دعم الجيش الليبي الذي يسعى للقضاء على التنظيمات الارهابية واستعادة مؤسسات الدولة بما يضمن اعادة الاستقرار الى ليبيا ومواجهة التحديات القائمة.