تمر الْيَوْم 15 فبراير الذكرى الثامنة لاستشهاد الملازم هشام الشوشان العجيلي، الذي تمت تصفيته مع بداية أحداث فبراير في مدينة البيضاء. وعلق الكاتب الصحفي محمود البوسيفي، في ذكرى استشهاد العجيلي، في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلا "لولا ما حدث في مثل هذا اليوم من العام 2011 كان العريف بالقوات المسلحة العربية الليبية هشام منصور بوعجيلة الشوشان يحتفل الآن بعيد ميلاده السادس والثلاثين.. وكانت خطيبته قد أصبحت زوجته، ولعله أنجب طفلا اسماه منصور وطفلة اسماها مطيرة.. كان سيصبح رئيس عرفاء في وحدته العسكرية، وقد يكون نجح في الحصول على رغبته في النقل إلى منطقة قريبة من بلدته وحلمه في استعادة دفء ذكريات الصبا.. لكن كل ذلك لم يحدث .. في الخامس عشر من هذا الشهر خرج هشام من معسكره لمتابعة مباراة في كرة القدم بين فريقين محليين بمدينة البيضاء (شرق ليبيا) انتهت بمظاهرة غاضبة سقط فيها قتيل، كانت (قناة الجزيرة ) هناك، وكان مذيعها الموتور (.......) يصرخ أن مرتزقة أفارقة جلبهم القذافي لقتل الليبيين(ضع أيها القارئ ما شئت من علامات تعجب واستفهام وخطوط)..كنا مازلنا في الخامس عشر من هذا الشهر 2011..كان هشام الذي يصفه جميع من يعرفه بالدماثة واللطف يتحرك بمحاذاة الحشد الغاضب في طريقه للعودة إلى معسكره القريب حين هاجمه بعض الصبية وهم يصرخون: مرتزق، مرتزق.. استدعى ذلك الصراخ الغوغائي بقية الحشد الذي لم يكتف بالصراخ وتزاحمت لكماته وركلاته تنهش الجسد الخائف.. وفجأة ظهرت السكاكين تطعنه وهو يتأواه أنا ليبي أنا ليبي أنا عجيلي أنا أخوكم .. ضاعت نداءاته وسط اللعاب المتطاير من أفواه حاقدة .. والصراخ الفحيحي الأصفر ..استمرت حفلة القتل نصف ساعة كاملة قبل أن يلفظ هشام انفاسه الطاهرة ويتم تعليقه من رجليه كشاة معدة للسلخ ..كان شبه عاريا ومن حوله صراخ وعواء وأيادي غادرة تركل رأسه وتجلده بالعصي وأحزمة البنطلونات الساقطة في مشهد تخجل منه الدناءة والخسة .. كانت تهمته أنه أسود، وأنه يرتدي بدلة خضراء"، بحسب تعبيره.