بعد مرور 5 سنوات على اندلاع انتفاضة 17 فبراير، يبدو الشعب الليبي غير سعيد وغير متفائل بنتائج هذه الانتفاضة، والتي حولها المتآمرون على أمن المنطقة إلى ثورة وهمية لإعطاء الحجة والمبرر لحلف النيتو حتى يسقط نظام القذافي، وتتمركز الجماعات الجهادية في ليبيا.

فالاحتفالات بذكرى فبراير هذا العام اقتصرت فقط على الغرب الليبي والعاصمة طرابلس، حيث تهيمن جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة الأخرى، فقد تم تزيين ساحة الشهداء بالعاصمة الليبية وإقامة السرادقات لكن المشاركين الذين جاؤوا تحت وطأة السيف الذي لا يرحم، وفي الوقت الذي كانت فيه مدينة بنغازي شرق ليبيا هي نقطة انطلاق فبراير إلا إن مدن برقة لم تحتفل هذا العام بالذكرى التي وصفوها بالمؤلمة، فلا توجد أسرة واحدة إلا وقد فقدت شهيدا أو أكثر ولا يخلو بيت من أرملة أو معاق. 

بعد مرور 5 سنوات انتفاضة.

وهو ما يؤكد عليه النائب بمجلس النواب الليبي الدكتور صالح فحيمة، حيث يرى أنه وبعد مرور 5 سنوات على أحداث فبراير 2011 تأكد الليبيون أن ما حدث ليس ثورة.

يقول فحيمة، لموقع البوابة نيوز المصري، إن أحداث 17 فبراير والتي عاشتها ليبيا عام 2011 لم تكن ثورة، وأوضح: أن ما حدث حسب تقديري انتفاضة شعبية كان هدفها تحقيق احتياجات المواطن لبعض المطالب المشروعة والتي لم ينكرها القائمون على البلاد في ذلك الوقت واعترفوا بها ولكن تم استغلالها وتوجيهها في غير مسارها وقد شعر الناس بهذا التحوير وبأن شيء ما يحدث ليس طبيعيا وانه مدبر من قبل بعض القوى الدولية والإقليمية صاحبة المصلحة الحقيقية في تنحية القذافي، وقد نجحت هذه القوى في إسقاط القذافي دون أدنى اكتراث للمطالب التي انتفض من أجلها بعض الليبيين، فالغرب كان همه إسقاط القذافي وليس إصلاح ليبيا وهذا ليس غريبا فمنذ متى والدول الغربية مهمومة بالإصلاح في البلدان العربية؟

لكن حينما تتقاطع المصالح يخيل إلينا بأنهم يمدون لنا يد العون لكن الحقيقة عكس ذلك تماما وشواهد التاريخ كثيرة من الصومال إلى العراق إلى سوريا إلى ليبيا.. والحمد لله أن مصر لم تكن لقمة سائغة كما تخيلوا.

ثورة.....

لم يفت السيد مارتن كوبلر مبعوث الأمين الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، أن يهنئ الليبيين بهذه المناسبة التي يراها عظيمة وانتصارا للحرية والديمقراطية.

فقد كتب كوبلر عبر صفحة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يقول: أتقدم بالتهاني إلى الشعب الليبي في ذكرى ثورة 17 فبراير 2011 التي أطاحت بالديكتاتورية، كما يثني على إرادة هذا الشعب وتضحياته التي لا مثيل لها والتي قدمها في سبيل السلام والحياة في حرية. فمنذ خمس سنوات، انطلق الرجال والنساء الليبيون بشجاعة في طريق التغيير والتحول، وضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية والديمقراطية إلا أنه لا يزال هناك الكثير من العمل المطلوب لتحقيق أهداف الثورة ببناء دولة تقوم على الديمقراطية والعدل وسيادة القانون وحقوق الإنسان.

كما قال مارتن كوبلر: "لتكن هذه المناسبة شرارة انطلاق "ثورة إرادة" ضد الانقسام ولاستعادة وحدة البلاد وشعبها الذي أسقط النظام الاستبدادي الذي حكم ليبيا لأربعين عامًا، فلقد بُذلت تضحيات كبيرة عام 2011 ولا تزال توجد حاجة لتقديم تضحيات كبيرة اليوم".

وأضاف: "يوجد لدى القادة الليبيين الآن فرصة فريدة لتوحيد البلاد ومؤسساتها بروح التضحية والمصالحة، ولإحلال السلام والاستقرار والازدهار في ليبيا. فالمسؤولية الآن تقع على عاتقهم لإنهاء معاناة شعبهم، إنني أناشدهم الآن لإقرار حكومة الوفاق الوطني بأكملها ودعم تأسيسها من خلال تجاوز مصالح بعينها من أجل المصلحة العليا للشعب الليبي"، كما يؤكد الممثل الخاص للأمين العام مارتن كوبلر على أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يقفون متحدين مع الليبيين في وقت حاجتهم وسيستمرون في تقديم الدعم للبلاد ومؤسساتها.

بعد مرور 5 سنوات ..انتهازية

اما الاستاذ محمد صالح أبوصير المستشار السياسي السابق لعملية الكرامة الليبية والكاتب السياسي الليبي فقد قال: إن الانتهازيين هم من يقولون عن فبراير نكبة أو مؤامرة بينما الوطنيون هم من يحتفون بالثورة المجيدة، وأضاف أبو صير متهكما في تصريح لـ"البوابة نيوز": تبا للانتهازيين فقد ادت الثورة إلى تعزيز سيادة الدولة والمحافظة على الوحدة الوطنية وصيانة التراب الليبي وتحصين الحدود اضف إلى ذلك تنشيط الاقتصاد وتنمية الثروات.

وتعزيز سيادة القانون واستقلالية القضاء وحماية الحريات العامة وحقوق الإنسان، وزيادة فرص العمل أمام الشباب من الجنسين وضع خط للفقر وتأمين الأسر الليبية ضده رفع مستوى الخدمات الصحية، وتحقيق الرعاية التربوية للنشء استنهاض النظام التعليمي في اتجاه توطين العلم.. إعلان الصندوق الوطني للثقافة والفنون لرعاية المبدعين وإنتاجهم.. تحقيق نهضة في مجال الرياضة.. وهي بعزم رجالها ونسائها حققت ذلك خلال خمس سنوات فقط، وباقي "الخير في الطريق".

وأضاف أبوصير، هذا ما يجب أن نقوله إذا أردنا أن نسبح في أوهامنا ونجعل من أنفسنا أبطال تاريخيين، لكن الحقيقة على أرض والواقع وبعد مرور 5 سنوات على فبراير فالأوضاع في ليبيا يعكسها بكاء الليبيين أمام شاشات التلفاز والدعوة للتدخل العسكري لتدمير ليبيا، والتسول للاجنبي والدعوة لقصف مدننا وتحطيم كل بنيانها.

وكذلك فتح بيوتنا للمخابرات والتعلق بذيول الآخرين والقبول بالانتقال ليلا بين بؤرة تآمر وأخرى والتحالف مع الارهابيين، ودفع الرائعون من شبابنا لتقديم ارواحهم، وفقدان أطرافهم من أجل أهداف لم نفصح لهم عنها.

وتابع أبوصير لم يكن العيب في الثورة فقد كانت هناك مطالب مشروعة ولكن العيب في نتائجها المفزعة، والتي تعد بمثابة حرب أهلية يعيشها المجتمع الليبي منذ فبراير 2011.

وبهذه المناسبة يقول أبوصير: أودّ أن أشارك احزان كل من فقد عزيزا خلال الحرب الأهلية التي عصفت بوطني وبأهلي وأحبائي منذ خمس سنوات، أودّ أن أشد على يد كل ام وكل اخت وكل ابنة وأن أعانق كل أب وكل ابن وكل أخ وأن أمسح دموعهم إن استطعت وأن أخفف أحزانهم لو تمكنت. فالكل عزيز علينا. من أي طرف كان ومن أي اتجاه إصابة الرصاص، لا يمكن أن تحزن على طرف وأن تشمت في الآخر، فكلهم لنا سواء من سقطوا وهم يؤمنون بانهم يخوضون ثورة أو من سقطوا وهم يؤمنون بأنهم يدافعون عن الوطن.

بعد مرور 5 سنوات ..مؤامرة.

يؤكد المستشار رمزي الرميح المستشار القانوني السابق لعملية الكرامة والخبير الليبي بالشؤون الاستراتيجية، أن أحداث 17 فبراير لم تكن ثورة بل مؤامرة على أمن ومقدرات الشعب الليبي، وأضاف الرميح: أن دمار ليبيا يقف من وراءه جيفر فيلتمان مستشار الشؤون السياسية لبان كي مون. فالأمور ومنذ 17 فبراير 2011 تسير في اتجاه التقسيم بتعميق الفوضى والانفلات الأمني بمساندة بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا وقطعا سيشكل هذا خطرا كبيرا على دول الجوار إذا نجح سيناريو التقسيم في ليبيا. فعندما تقسم السودان وتقسم ليبيا فإن المشروع سيستهدف دول الجوار خاصة مصر والجزائر ففعليا نرى دول مثل سوريا والعراق واليمن على الأرض مقسمة اذن نحن نقترب من مشروع الشرق الأوسط الكبير، ضع خطين تحت الكبير، يعني أنه كبير في زيادة عدد الدويلات وبالتالي ضعف منطقة الشرق الأوسط يكمن في مزيد من التقسيم لتكون إسرائيل صاحبة الكلمة العليا في المنطقة.