من الذي يروض الرئيس ويهذبه حتي لا يسعي في فساد و خراب الوطن، والاعتداء علي حقوق الشعب بدون محاسب؟!

 اذا حُكمتم بيد اللص اللعوس الشره، الغيرأنوف والاستبدادي، فستري بان له سلوكيات وطبائع لا تصلح للقيادة وبالأخص رئاسة وطن وشعب. وهي عديدة ومختلفة، ومن اهمها بعض ما سنطرحه هنا: مثل النرجسية المتعالية ذات السلوك الشاذ، او من يجمع باكثرمن شخصية فهلوانية الطبع، ما يعرف بشخصية "مكيافيلية" او مزدوج الهوية. اي الشخص الذي تجد غايته هي التي تسيطرعليه، وتتحكم في وسائل حكمه وقراراته وما يريد الوصول اليه. اي صاحب مبدأ "الغاية تبررالوسيلة" كنوع من مذاهبه ولو كانت مدمرة له وللاخرين! او ذو الانانية المتفاوتة، وحب الذات الشديد. اوالمسيطر المعتدي علي حقوق وحريات افراد الشعب.  والعنصري الذي يفرق ما بين نسيج الوطن الواحد، ولهجاته واعرافه وعاداته من الغرب الي الشرق وفي كل انحائه المترامية، اي الذي يميزفريقا عن الاخر بمنهجية لمصلحته (وهوالان بينكم للاسف). ومن اشر سلوكياته واعظمها كونه كذابا ملسونا محتالا، ذو النفاق والغش والافتراء، خائنا للمسؤوليه كنكث العهود ،وعدم الايفاء بما يوعد به، او ما يتفوه به، اي الذي لا يحفظ عهدا ولا امانة ولا وعدا ولا التزاما. هِطل لا يفهم اساليب ومبادئ وقوانين سياسة الرئاسة السليمة، ثم سكنتم له وخنعتم له وتركتموه حرا يسودكم! اي تعيشون تحت سقف فساده وسلوكياته وقراراته الخاطئة والبعيدة عن الموضوعية، والشاذة الحمقاء، التي تعوق وتهز سيادة الوطن وعزته. كما فعلت العديد من الحكومات التي أحتكرت الحكم من قبل عنوة، وشغلت بمنظومة غباء.  فأصبح الغباء نظاما سائدا وحكما سياسيا معوجا، وهلكت بسبب ذلك الشعوب، وخاصة العربية منها!  حيث تُرك الأنوك يصعد السلم، ويبقي في السلطة بدون متابعة ومحاسبة وتذمر شعبي، اوشكوي عارمة لتنحيته. وإن حاولتم من قبل! و لكنكم لم تتعلموا الدروس من انتفاضتكم الهائجة، فمات الهدف و فسد المسار!  شجع هذا النوع من الانسان، الغير مؤهل اطلاقا ان يسودكم، وذلك بسبب رضوخكم وصمتكم المستمر يا شعب! مما ساعده في ان يبقي في مكانه الي الان، منفردا بالحكم بكل ارادته.   ويُسير الوطن بنظام "أعرج" اهوج و فاسد البنية، بالي عتيق وفاشل المستوي، والفاعلية والانتاجية!  والبرهان الناطق الملموس هو حالكم اليوم وبؤسكم وضياع سمعة وطنكم! انه يعمل بمفهومه الضيق الضلالي، بأن الشعب عبارة عن "حاشية مستكينة " تسمع وتعمل  بما تؤمر كالعبيد، وهو الحاكم الفاهم في كل شيء!  فتُرك بهذا المفهوم والسلوك الاجوف، حتي تحول الشعب (نظريا) الي مثل القرود الثلاثة اي (لا يسمع ولا يري ولا يتكلم) وليس بينهم رابع نبيها مخاطبا العقول لينعش ما تبلد في القلوب!

 فعشتم ولا تزالون تحت نظام معاق في مفهومه، والمعمول به لسنيين واجيال ولم يتغيراو يتبدل بعد. ولن يتغير حتي تغيروا انفسكم، وثقافة الاستسلام هذه يا شعب!  فلذا خسائره تجدها في تدهور سيادة الوطن بشكل اوضح ومحزن، وعجز كبيرفي ثقافة الشعب بشكل مؤسف، وفي فقدان الطموح عند الشباب بوجه متهور ومحير. فالانتظار في امكانية التغيير ادي بهم الي اليأس، فاصبح الامل بذلك متبلدا في اتجاهه. ولذا فإنك لا تجد تغييرا يذكر ولو بأقل تقدير"مقبول"! فمثلا منذ 2011   (للإشعار فقط) تجد بان هناك تغييرا ساذجا و ساخرا في الاسامي والوجوه للأسف ليس الا، لحكومات توزع وتفرض علي الشعب بمزاج الامم المتحدة ومبعوثيها، الذين لا يفهمون ،كما يجب، في طبائع المواطن العربي وطريقة تفكيره. ثم رحلوا عاجزين وفشلهم يسبقهم، و لم يغيروا شيئا يذكرالا تأزم الحال المزري! فهذا يدل، في اعتقادي، بانهم ايضا مسيرون وحرية التفكير في إجاد الحلول لمشكلة البلد محدودة وغير موضوعية. اي مقيدون بما يمليه عليهم من عينهم للوظيفة، من التزامات فلا تري تجديدا! لانهم جاءوا بمعلومات قديمة غير دقيقة ولا كاملة عن الشعب، و بدون قراءات حديثة ودراسات عميقة و جذرية لعادات الشعب ومفهومه في كيفية معالجة اموره.  فمن المفروض ان يحصل هذا قبل التسرع في اعطاء رأيهم  المتحيز، او حشر فلسفتهم الغير ملائمة لأي تغيير. وبذا لفقوا للشعب عدة حكومات بمسميات هزلية المعني، تلهية و(تصبيرة) لصرف فكر الشعب عما يضنيه، والمؤسف بقي الشعب علي حاله ولم يعارض بل  جعلوه في حالة انتظار مريب! ولهذا لا أحد يسود البلاد الان بالمعني الوطني والقانوني والشرعي المستحق. فالحكومة الحالية لا يفقه حاكمها في علم القيادة ولو %1، لا اسلوبا ( ولا كارزما) ولا بروتوكولات ولا نظاما سياسيا. الا مهزلة سلطة وعقول غبية ضحكا علي الذوقون! كل هذا جعل من الوطن دراما هزلية حزينة، و حقول ارهاب لا حصر لها، ومسرحا سينمائيا سيئ الصنع والاداء. يشتغل بفساده علي مدار الساعة 24/7

من البديهي، أن تلاحظ بسبب رعاية وخدمة الرعية بمناهجها الواضحة، واساليبها القوية المتزنة، والانسانية، أن تنبع  منها صناعة الحضارات العالية الراقية، والبعيدة بالطبع عن ثقافة الجهل! لانها نبل وشهامة وذكاء سياسي فطن لمن يحترم شعبه ووطنه فعلا!   فقد استخدمته فئة لا باس بها من الناس من عصور خلت، وهم النخبة الذين ابهروا عالمهم آنذاك بجودة القيادة وحسن العمل، وفاعلية الخدمة، و بحكم الرعية السوي المبهر لشعوبهم.  فتطورهم الملحوظ  يشهد لهم تاريخهم بذلك في العلوم والفلك،والهندسة والرياضيات، و الفلسفة، والصناعة، والبناء والعمارة ، والفقه والعلم والتحصيل خاصة. 

و لهذا سجل التاريخ عنهم في اوسع سجلاته وعن حكمهم واعمالهم الثابتة الحكيمة عبرالاجيال وبفتوحاتهم، وسطرها لهم بحبرمن ذهب! عصر ما سمي حينئذ الا بالحكم "الرشيد" استحقاقا وبجدارة. اي نافورة علم وخدمة الرعية! عرف عنهم كيفية بناء المجتمعات الصالحة، التي تأتي بثمارها لهم ولشعوبهم، وهم بينهم ومن بعدهم بعصور تشهد لهم بذلك! جاءوا الي الحكم بنية وبفكر النهوض بهم، واخذهم من حياة الفقرالي العيش الطيب، ومن الجهل الي العلم، ومن الضعف الي القوة معنويا وماديا. اي بنوا الانسان قبل بناء الجماد. فالجماد ما يبني الا بأيدي شعوب قوية البنيان ورجاحة عقل، والتي تعشق تراب ارضها لسيادة اوطانهم! الحاكم البناء الحكيم يحترم المسوؤلية كاملة ويسهرعليها ويقوم بمهامه بأمانة. فهو الذي يرشد ويبني، ويعلم وينصح، ويقود شعبه الي النجاح الفعلي الملموس برؤية العين، وليس مجرد بيع احلام، وتلاعب بعقول السذج من الشعب استغلالا من اجل البقاء!  ففي مفهوم اي إدارة و خاصة قيام بناء دولة بمؤسساتها القوية الثابتة، سننظر بل نبحث في اصلح اعمدة  قيامها. ومن يجعل بنائها صاعدا متماسكا بقوة ثابرة لتعزيز تراب الوطن ومن فيه. 

ستري ان بدونها لا تتكون الدولة وتسرق ولا يقوم لها قائمة، ولا تكون الا صحراء تعيشها وتمرح فيها الوحوش بأممها، وهو فاعلية وجود الشعوب المستنيرة، التي تنعم بالصحة الطيبة مع النفسية السليمة. والواعية المتعلمة الطموحة لمستقبل كريم،. والتي لها نظرة افقية مستقبلية منيرة. ومتطلعة الي ما ينفع ويساعد في ازدهار نفسها وارضها، مع التمسك باوطانهم. هذا يحدث بثقتهم الغير مهتزة، وبمعرفتهم المتناهية بانهم هم بالفعل أساس البنيان لقوة ونجاح الوطن! ومن غيرهذا المفهوم بالثقة يضيع الوطن، وينكسر بسهولة، والحال يسرد الواقع! وعليه فالشعوب الراكدة السلبية في كل شئ، تجدها هي من شجعت وربت وانعشت وجود الحاكم الضعيف الغبي بينهم، وأن يستمر في فساده وفشله وخنق امالهم حيفاً. لانهم وجدوا انفسهم عبيدا له، و بدون ارادة او استقلالية فكر، و ان يكونوا بدون صوت ولو بالهمس همسا! فاستلهام الشعب علي التفوق والابداع، واحترامه وتقديره وتثقيفه، بان يكون عنصرا اساسيا وجوهريا وضروريا في بناء الدولة، اي شريك فعال، يحتاج الي نضج وذكاء إرشاد ، وتوجيه بتأثير فعال، وقيادة امينة بدراية فكرمنير شغال، وضميرحي ملهم لقيادة وطن! أي لا تأتي إدارة الوطن هكذا عشوائيا وكيفما تكون، وبجهل بدون وضع برامج اصلاح وإعمار قوي، او كيفما يشاء بها الجالس علي مفاتيح الحكم ان تكون بمزاجه المتقلب، وبمقياسه الشحيح الاناني والشاذ، او متي تكون. وإلا كان من كان يأتي اذن ويحكم!

والتاريخ مصدركم لملاحم انكسار شعوب وامم بأكملها!  فلابد من يختاره الشعب ان يكون حقا "كابتن" السفينة ويأخذهم الي شاطئ السلام. اي أن يكون جاهزا بخطة مرتبة معلومة لديهم وواضحة المغزي، وفيها دراسة فكرية منطقية ومادية مؤثرة صالحة لانجازها. وما يترتب علي ذلك من قرارات وسلوكيات، وما تحتاجيه من ميزانية مخصصة لتنفيذها. وان يكون لها مدة ووقت معلوم لتشغيلها ولاكمالها، بدون انقطاع وتأجيل وحجج غير مبررة وواهية. او بشعارات وكلمات رنانة وعاطفية  لتغرير الشعب البسيط واستهباله! او التغاطي عن تنمية  البلاد وبنائها، ثم الفساد المهول يليه! اي كن شعبا مثقفا، وحاجي من يرأسك بشجاعة وأعلم بخطته! لأن مادة الكلام رخيصة ومستهلكة اذ لم يساندها عمل وتنفيذ! اي يقال عن الكلام ،برأي الحكماء، بأن" كل شئ ينقص" الا الكلام!   فالذي جاءوا به اليكم، ظهر في اطار مفكك الصورة! جاء ليس لينهب الحكم فقط، بل ليسرق الوطن مستغلا الفراغ الامني والسياسي والقانوني والقضائي بالطبع، مع غياب فاعلية الشعب في المنظومة ايضا. كما أن   للأسف، لا يوجد هناك جيشا موحدا بطل يحمي الارض من امثاله، فالساحة مؤهلة لفساده بشكل يلفت النظر! فما هو الا قناص جاء لهذا المركز ليصنع ما يشاء بالوطن، ولا قانون قائم قوي يحاسبه او يحد من فساده!   فلذا يسرع عند وجود الفرصة لبيعه بالرشاوي لمنفعته الخاصة، و لجهله المتعمد بحرمة سيادته ومكانته الإستراتيجية والمهمة. ولهذا لا تمحي من ذاكرتك ما فعل السراج بكم عندما استهان بالوطن، لخوفه علي نفسه من اقتراب جيش القوات المسلحة انذاك. حيث كان علي وشك تحرير المنطقة الغربية من الارهاب، كما نجح ،بشكل مبهر، في المنطقة الشرقية لنفس الغرض ذاته.  فاستنجد الجبان لحماية نفسه وكرسيه بدولة تركيا، فرحبت بدورها بهذه الفرصة المواتية بل (وزغردت)! فسكنت في الارض بجيشها ( استعمارا مضيافا) حالمة بارجاع امبراطوريتها وبما مضي ولم تخفي طمعها! والذي بينكم الان فاردا جناحيه مثله، يقرر بفهلوة، ويصدر قرارات، ويبرم معاهدات، ويسرع بالتوقيع والتصديق عليها والشعب ( ولا داري!)  وذلك بدون حق ولا فهم، ولا قراءة ذكية، او بحذر لفهم النصوص القانونية المكتوبة فيها، وذلك لتفادي لاي قيود قد تفرض علي الوطن فتضره، او خيانة اخري! ولكنه فسد، مقلدا الفكرة من الذي سبقه وباع كلأعمي، ولا فرق بين ما يضمران! فبطمع واستهزاء بقيمة مركز الشعب وثرواته، يعمل امثال هؤلاء علي طمس هوية الماكتون فيه.  من شعب اضمرته وافشلته سنيين الاهمال والحروب العشوائية، ومن ضياع سيادة وعزة الوطن.  بسبب حاكم مثله عديم الوطنية، الذي امتلكه الجشع فاصبح كاداة مرنة للارتشاء. ولهذا اختياره، بدون مبايعة صادرة مباشرة من الشعب، تبقي إلا لعبة سياسية مدمرة للبلاد ومدبرة إستراتيجيا، كأي لعبة (استغماية) فهلاوانية!  ليستمر الوطن في جو التأخر والاهمال والخراب المقصود، ويبقي في النزول، ولا دولة مؤسسات متماسكة ستراها في الافق! ولذا مفهوم نظم السياسة بأسسها المفروضة للعمل بها، ليس لها مكان ولا مفهومية  في (لا دولة) بسبب ضعف الهمة عند رأس القمة! اي تجد منهج العمل لصاحب السلطة مفكك مثله، وباختصار نراه كالأتي: فمثلا منهج العمل غائب بلا خطة لخدمة الشعب، او فقيرة مبعثرة المهام ولا عجب. كما ان التواصل المهني بين طاقم الحكومة والتفاعل مع بعض، يكاد يكون غير حاضر بينهم. فلعل الشعور بالتعالي طمس مفهوم روح العمل كفريق واحد بينهم، كعادة خسيسة من لا ثقافة له. والاتصالات الحرفية والمهنية لانجاز الاعمال، بروح واحدة، وبفكرة  فريق العمل غائبة بينهم كذلك. وذلك، لسؤ توزيع الاعمال ومسؤلياتها واهدافها كخطة رسم بناء وإنتاج.  فلذلك لا تحتوي علي وقت زمني لاكمالها، اولها سلاسة تنسيق مالي للتنفيذ حتي تتوازن او تتعدل بها الميزانية عند الضرورة. اي للأسف، ليس هناك توضيح  للمسؤوليات والخدمات للمكلفين بها كل علي حدة، سواء أكان هذا بين(الريس)اوالمرؤوسين كملحمة عمل موحدة الاهداف. لان قمة الهرم فاقد صلابة الهدف. واحتمالا ايضا لأنه يعمل بشمخرة وبعقل فارغ عديم الابتكار والتجدد! مما ساعد هذا علي وجود التحدي الغير صحي بين الحكومة وبين طاقمها، والغير مفيد بأي معايير! اي الكل يحكم ويقرر بالنيابة عن الاخر(وذلك بوطئهم علي اقدام  بعضهم البعض) بدون احترام المسؤوليات والخدمات بينهم!  و من هنا تجد التخبط  المشهور! لان السفينة المخرومة هي التي تغرق بركابها لعدم التزام "الكابتن" بمسؤولياته كراعي!  

انه علم  يمتاز بمقامة عالية واحترام، عند من يٌقدر ويحترم ويفهم مكانة الرعية والحفاظ علي عزة الوطن، وكيفية الاعتناء والدفاع عن سيادتهما معا. ومدي ثقل المسؤولية الجسيمة التي يتطلبه الحكم الامين والواعي النبيه، وما يأتي معه من التزامات وتعهدات وواجبات واعمال وقرارات جسيمة. فالقدرةعلي تأثيرٍاي شعب كان، للقيام بالعمل لانجاح الهدف المشترك بينهم، يحتاج الي ذكاء اجتماعي وحكمة، وتأثير اذكي لقيادة رشيدة. مع نضج سياسي بنزعة وطنية، وبأفق واسع حرغيرمحتكر بل مستقل. اما النوع السائد القائم والمعتاد به منذ اجيال ، ففيه ما "يصدع الرأس"ويحزن النفس حقا، لما فيه من جهل وعدم الامانة والاخلاص للوطن. مما ادي هذا الي نكسات وبؤس للمجتمعات الانسانية وخاصة العربية، و جعل مركزها مستهان به في العالم. لأنها اُهملت وفقدت الاحترام بسبب حكم الفرد، والذي يتسلطن بكرسي مركزه زهوا ورياءا مفتخرا بغباء بمساندة الغرب له. 

الذين يتباهون امام العالم بديمقراطيتهم وبحقوق الانسان. ولكنهم تلقائيا وظلما، هم ذاتهم الذين لا يتخيلون بامكانية وجود هذه المبادئ الانسانية عند الدول الاخري، وخاصة ذوات السلطة الضعيفة.  مستخدمين بذلك انطباعاتهم، التي لا تتغييرعنهم، وبمنظار القوة. وهذا له مقصد سياسي استراتيجي لا شك، وايضا للتحكم فيهم و للتعدي علي سيادتهم في اي فرصة، وكحجة للاستيلاءعلي خيراتهم التي لا سند لها! أي لا يريدون هذه او تلك المبادئ  بمفردهما و لا حتي معا، او تكونان في الشعوب ذوات البلدان المنهارة سياسيٍا، فما بالك في فكرة   وأمل ظهورالدولة المرتقبة فيهن! بمعني، تلقائيا يستعملون قوتهم كالعصا اي "كعقاب" عند عدم  تفعيلهما! والمدهش، هم السبب ( الخلفي الخفي)، في عرقلة النهوض الانساني كمنظومة ديمقراطية. اي تعدي واعتداء وعجرفة الاقوي علي الضعيف. ونكرر، هذا يحدث بعيدا عن اهم واصلب صوت ينعش (روح الديمقراطية) وهوالشعب، فلذا يندسون بينهم لمنع اي تفوق كان.  كما يعرقلون بحماس وبدناءة لفكرة وجود وقيام جيش يحمي البلد، مستخدمين مقياس القوة ايضا وبدون انسانية. لأن وجوده سيؤخر مخططهم، وسيحارب من يعتدي علي أرضه عند الاعتداء، دفاعا بالطبع عن وطنه الجريح، وكحقه قانونيا ودوليا! ولذا يختارون بالقصد و باللؤم المبرمج، الاسم الفاسد بتاريخه، الذي لا ينفع ان يكون قائدا لشعب أتعبته الحروب.  فينقونه ويفرزونه بطريقتهم من بين المجموعات المطروحة عليهم من قِبل ذوي المحسوبية. فتجد القائمة تحتوي علي الاهوج والمنافق، وضعيف الضمير، والنذل والجبان، والارهابي والسارق، وكل ما تعرفه عن الخصال الدنيئة لا شك! فيسعون في تثبيته في السلطة (بضحكة ماكرة)، ليُسير قراراتهم و يتبع ارائهم بخناعة كالرقيق!

ها هي تركيا مرة أخري، استباح لها بالدخول لفقرالنظام السياسي وفساده في البلد، فانتهزتها كفرصة ذهبية اخري، وبدأت تسرح باحلامها بسلطنة الحكم العثماني فيها بجد! والمدهش، بأنك تسمع ببرلمانها المتغطرس، وهو يؤيد الفكرة لطمعهم بما في البلاد من خيرات، لكسرالعجزالاقتصادي لديهم، فيقرر بالنيابة عن شعب البلاد، وعلي حساب كرامته بتمزيق الوطن! فيصوت بالسماح لاستعماردولة، تعتبر مستقلة باعتراف كل العالم!  فبماذا ستشعر تركيا ياتري، اذا ما انقلبت نفس المائدة عليها ٍمن دولة عظمي؟!  ثم اليك ايطاليا المغترة التي أصابتها الغيرة بالطبع، ونست ما فعلته من اجرام وغبن في الوطن، وفي اشجع شيخ محارب أسن عرفه التاريخ كله. والذي دافع عن سيادة تربة ارضه بلا مساومة، بل بإيمان وبشهامة، وفخر متعالي بشجاعة!  وتريد عودة الكرة حالمة بامبراطوريتها العاتية والتسيطرعلي الوطن، حيث تظنه جزء من ارضها، او لها حق فيه! اعتقادا ما بين نفسها، بانها هي الاجدران تمرح في ارض الجهاد و ليس غيرها! غافلة بان لا زال هناك احفاد" المختار"متربصون لامثالها. فلينتظروا قيامهم وهي غافلة! واليونان الاخري تحديا وغيرة من عدوتها تركيا ومكرا، فرأت ان لها الحق ايضا، ان لم يكن لها الاسبقية علي وفي مياه البحر المتوسط ذو المياه الزرقاء النقية للتنقيب، نكاية بتركيا وهلم جرا! أتعتقدون بمثل هذا التلاعب الشيطاني، والحرب النفسية المره، والاستهانة بكرامة وبسلامة وأمن الشعب أن يحدث ويكون، لو كان بينكم رئيسا شهما شجاعا، وراعيا امينا محافظا علي وطنه، وليس بخائنا ومرتشيا! بمعني، هل كان يذاع مثل هذا الفكرالاستعماري المتخابط في وجوده، هكذا جهرا، وبهذه الكثرة، ويكون معلنا بهكذا سفالة وبلا حدود، لو ان من يسودكم يتسم بالحزم والقوة، ومعروفا عنه بالوطنية الحقة، ومتمسكا بوطنه باسنانه؟! وايضا (كما اسلفنا) لو كان هناك وجود حاضرا لجيش عظيم المركز، وقويا بعتاده، أكان هذا اللغو والحرب السافرة ايضا، واللعب بأعصاب الشعب أن يجهرهكذا به؟! ولكن في الواقع، والسبب الاكبر في هذا الهراء الغير قانوني تجاهكم، والمعارض لاي بروتوكول عالمي في احترام سيادة الاوطان، والخارق في عدم احترامهم  لكم  كشعب، هو انتم يا شعب! لسلبيتكم المحيرة تجاه الاستغلال والفساد المستمرفي ارضكم من قبل.   والان ها انتم  تحت حكومة نَوْكاء غير شرعية، ولم تفعلوا شيئا! حكومة ماكثة بغبن، وتبرم العقود وتأخذ القرارت التي ليس من اختصاصات حكومة متسولة مثلها، او حتي من حقها! وخاصة بدون موافقة برلمان البلد، الذي استهانت بمؤسستة وبوجوده. مع انه الشرعي الوحيد ومنتخبا(علي الاقل)من الشعب، بغض النظرعن تجاوزه الغير سليم لمدته المقررة له( وهذا له شأن وموضوع أخر)!  كما ركنت جانبا بالنائب العام وبمركزه. اي تجاهلت في استشارتهما قاصدة بالازدراء بمركزهما. ولهذا، فالتعدي الفكري الحاقد هذا، والمعلن من جانب الغرب تجرؤا عليه بلا روابط، لأن الوطن وأمنه ضعيف منكسر، بل قابل للانكسار بالدقيقة والثانية. حيث يجول فيه الارهاب بكل تحدي! فاصبح كالبقرة  الحلوب والورقة البيضاء للسماح لأي انتهازي بالدخول !

يحدث كل هذا تحت سمع الدول الكبري لعدم الغرابة هنا. فلا يأتي منهم حتي ارتجاج حسي ولا سخط ما، الا عندما  يكون الامر يمسهم وفي اتجاههم! اي فليذهب الوطن للجحيم، حتي يتقاسمون الوجبة فيما بينهم من بعد الطوفان !  هذا فقط يحدث لسلبية شعب لم يرتقي بأن يكون السند الاكبرلارضه، و يدافع عن وطنه كجندي نبيل مهاب، و يطرد الخائن ويكسرانفه بكل وسائله، ولو بصوته الذي لا يجب ان يخفت او يمل! هذا السكوت الذي لا يشوبه سكون، اداة يحلم بها المفسد و يأخدها كاقوي ألة من آلات اساليب حكمه للتغلب علي الشعب المستكين له، وبكل أداة فساد يراها في بقائه، وبمساعدة وتخطيط الغرب. ولكن، الي متي يستمر الشعب بهذه الاستكانة والسلبية والرهبة، منمن يقهرونه معنويا وماديا!  فالحاكم السوقي سيعلم بهذا الخمود بانه امام شعب ساذج فعلا، اي لم يراه ينهض من سباته الطويل "بعد" علي الرغم من كل هذه الاعاصير السياسية المدمرة حوله! او لأنه بدوي الحضارة   "قبلي"  فينعته كما ينعتونه في الغرب. اي انه قليل الثقافة، ولربما جاهل بالفطرة!  متناسيا بالطبع من اين أتي!  ولذا يري الغرب بان من يحكم  سيكون الا من صلب الشعب، ولا فرق في المعدن! اي( التفاحة لا تسقط بعيداعن شجرتها) و بهذا يختارونه. لينساق لهم ويتبع اوامرهم كوكيل وجاسوس لهم !  وهذا ما يحدث فعلا الان في البلاد، فتجري المؤامرات والدسائس في(مربوعة) شاي، ويتقاسمون القسمة. لغرض البقاء في كرسي" ابليس" حتي جعلوا منه "مقعد الخزي"ّ وليذهب الشعب الي الجحيم !  متناسيا بانه كان واحد مغلوبا علي امره مثلهم يوما، و مقيدا تحت رحمة جاهل مثله، اوخادما له مرتشي! فهو يأمل بان جلوسه علي الكرسي سيجعله أعلي فكرا، وأكثر علما وثقافة، وانه من بيئة غير بيئه عامة الشعب، او من ارض غير ارض، ولا غيره يحاديه! اي هو المفكر فيهم! فسيفكر لهم كيف يعيشون واين يتعلمون وماذا يأكلون ومتي يحصلون علي حقوقهم. ثم يعتقد بانه قد فاز فيمشي مختالا ! ثم  بعدها يسمسر ويبيع وطنهم! يا للغباء المفرط! سموق من جذوع   بالية، وشموخ تلوحه وتأخذه الا رياح ماكرة عاتيه!

علي الشعوب ان   تستيقظ وتقوم وتنادي بحقوقها وما تريد حتي تأخذ حقها في الحياة. اي كفي الاستسلام والاعتماد علي من يعلو كرسيه، والعيش بأحلام النهار. عليها ان تفوق و تعارض بشجاعة من فقر العيش المتعمد، وحرمانها من اسس حقوقها الانسانية بكل لؤم، متأكدة بأن ارضها جوادة وتقدران تعينهم! لا شك، بان هناك القلة التي يدفعها حب الوطن وعزة نفسها، بأن ترفع بصوتها متذمرة وتطالب بحقوقها. وان فعلت القي عليها القبض، ثم نهايتها السجون المظلمة، وهذا اقصر طرق إسكاتها والخوف من اصواتها، او بقتلها ظلما، متبعين اقدم واحقر بل أجبن الطرق في تكميم الافواه، مما يزيد من فشله، وسخط الشعب عليه. او تقررهذه الفئة الرحيل اضطرارا، وهذا ايضا ردة  فعل سريعة والهروب من واقع مأساة الوطن المستمر ومن يسيطر عليه!  فالنمط الفكري الارهابي والخوف من المعارضين، ادي الي ثقافة الجهل توارثها الحكام كقانون لتثبيت اقدامهم في سلم البقاء! اي بان هذه الاصوات ما هي الا شوشرة ريح عاتية في قاموسهم، وانها مجرد فوضي وشغب وستمضي، ولابد من إخمادها، بدلا من فهم تذمرهم وما يسيئهم، وسماع افكارهم كقائد عادل. وتفعيل روح الديمقراطية في شعبه، بالانصات الي معارضيه بثقة،  فلعل صوت الحق يصلح من قيادته. ولكن منطق سياسة  التعالي والبقاء أعماهم ! ولذا تري بأن الشعب الخمول السلبي الغير فعال هو الذي زاد من فسادهم، او بالأحري بسبب الضعيف فيه الذي يركن مستسلما و يعبد الحكام، كمن يعبد صنما لا ينفعه باي حال من الاحوال، او بسبب الذي يهابهم فيمدحهم عبر التبجيل والتصفيق والتضخيم والتغني بهم، تشجيعا علي اهمالهم له! اوعبرالرضوخ لهم، وجعل نفسه كخدم تؤمر وتطاع باستكانة وقهر وذل. مقيدا بسلبية وخوف، حتي اصبح الخوف، الغير ارادي، من أحد عاداته وسلوكياته السلبية، وساكنا في عقله الباطن حتي اعتاد عليه! ولذا فالذي لا ينفض لكرامته مطالبا بحقوقه المسلوبة، ويرفض الاستكانة للظلم، والانتهاكات الحقيرة لحقوقه الانسانية المشروعة، سيعتقد الجميع عندها، سواء محليا اوخارجيا، بانه عبارة عن علامة استفهام كبيرة معلقة وغير مفهومة النوايا. اي اغلب الظن والاعتقاد به، بانه شعبا "عبيط وجاهل" راضيا بالمذلة، سلبيا لا يفقه شيئا، بل لا يبالي! ولذا ابتزازه شيء جائز وسهل التنفيذ، والتحكم فيه حق وأمر طبيعي!  فادراج هذا المفهوم الدنئ والمتوارث اصبح من اعمدة خطة الحكم لكل حاكم مستفز مغالط. اي استعمار محلي و يستند عليه بشدة! وبه يتبني سياسه الاحتكار والتسلط والظلم، مع سهولة بيع الوطن واقامة الفساد. مثل هذا الحاكم يتفقه باساليب بعيدة،عن القيادة الوطنية الناجحة، ويعتقد بأنها الأصح!  والامثلة والسيناريوهات امامكم تحكي المأساة! فنيته ومسعاه ،كما هو واضح، ليس الاهتمام باي شيء قيم وراقي ينفع الشعب، مع أن الوطن قادرا وكفيلا بذلك!  

فما يحيرالعقل حقا، هو ما يجبر مثل هذا المتربع في (صالون) الحكم ويدفعه،ألا يفكر في الحفاظ علي سيادة وعزة وطنه الذي هو كيانه وهويته! او يعمل جاهدا علي رفع منزلة الوطن عالميا، ويصون بذلك كرامة شعبه، بدلا من هكذا انحطاط  لمركزهما الملفت؟!  ولكنه مفسد وعقيم العلم والثقافة للأسف! كما انني دائما اتعجب بمستوي فكر الشخص الحاكم الذي لا يري او يشعر بأن نجاح الوطن من نجاحه هوحقا! وايضا تقديرالوطن واحترامه والتمسك به و بشعبه، يعتبرمن جمال القيادة الصحيحة الحكيمة، وستكتب له في تاريخه. علاوة علي ان هذا سيمده بالتقديرلنفسه ايضا، و بالتالي احترام شعبه له! ولضيق افقه ايضا تجد الفشل يسري حتي في طاقم  فريق الوزراء في حكومته، وبحقائبهم فارغة المحتوي بالطبع.  مما ساعد في عدم الإفاء بواجباتهم، او قدرتهم علي امكانية توفيرها للوطن وللشعب بأمانة.  يعود هذا لفقدان خطة العمل واهدافها، ولانهم يسيرون بنفس المنطق الفقير والنفسية الضعيفة، والفشل المسبق في المهمة كمن عينهم فيها لإخفاق قيادته! لأن مخططه الاول، وسياسته هو الا يعبأ بتلبية احتياجات الشعب لبخله، علاوة علي انه انسان شحيح الطبع طامعا في مال بلاده! فلهذا، مثل هذا الركن الهام من مسؤولياته ركنه في احدي سلات القمامة، او جعله في أخر القائمة، اوعندما ينفد المال فتنسي  بذلك الواجبات مع الحقوق! كما أنه يراه كمشقة وسيشغله عن ما يحب فعله، او ما ذلك الا تضييعا لوقته، ولذا فليذهب الشعب الي الجحيم! لكي يسيطرٍعليه ويجعله معتمدا عليه ايضا! ولما لا، وليست هناك في الواقع دولة بكل مقاليدها وقوانينها ومؤسساتها، او لها دستورمحكم مدروس، او موجود وقائم  للعمل به. لردع من يحكم  بحرية النشال المعتدي كيفما يريد ولا من يحاسبه حسابا عسيرا وبالقانون!  فأين النائب العام من كل هذه الخرقات القانونية، والاستهتار بالحكم وبالشعب يا تري؟! ضف الي ذلك اهم ما في معادلة قيام الدولة، (ونكررها مرارا لاهميتها)هو عدم وجود لجيش واحد موحد قوي، درس اصول الدفاع، وعن كيفية حماية عزة وسيادة الوطن كهدفه الوحيد لا غير. حتي اصبح لقيام الدولة المفترضة، مرادف" كوميدي" يستخدمونه كلعبة سياسية سخيفة و فقيرة المذهب، وكبضاعة محرمة يسترزقون من خلالها!  فاذا ما استمرهذا الفساد والمفسدين في مشوار فسادهم، فستمحي البلاد من الخرائط، وهذا ليس مجازا بل حقيقة بسبب شعب، وكأنه برضوخه سلم مفاتيح الوطن كهبة.

اجمالا، إنتاج وحصيلة هذا  النوع من الفكرالقبري الجاف هو ما  نراه من ثقافة التخلف. فتري الدمار المنتشر بالعيون المجردة، ولا يخفي علي احد من اهمال طال زمنه. والذي متشكل في خراب طرق أكل الدهر خريطة سيرها، فامتلأت بالحفر القاتلة، والتي تشاهدها في كل مدن البلاد الصغيرة منها والكبيرة ولا تخفي علي احد. ايضا، والتي مات بسببها المئات من الناس الابرياء، بسبب الاهمال و التجاهل الكبير في ترميمها وتطويرها لكل الشعب. وهذا مؤسف للغاية، حيث الوطن بثرواته وخيراته قادر ، ويستطيع ان يكون في اعلي مستوي حضاري، ولكنها تسرق منه بواسطة سلطة الارهاب! و ايضا لم تخلي الطرق والشوارع من حوادث السير العنيفة لسؤ التنسيق وقواعد المرور بسبب الغفلة، والتي ايضا تهلكها الامطار وسؤ الجو وتغييرالمناخ  فتعوم في مياه نتنة بمجاريها، الغيرصالحة او قادرة علي جرف المياه، حتي لا تسبب في هلاك الناس والبيوت والشوارع والاملاك. وذلك لعدم الامانة والاخلاص في الاهتمام بالبنية التحتية كما يجب. مشاهد واحوال بيئية تشيرالي ثقافة الجهل وعلامات الاهمال ومناظرغير حضارية البتة!  فالريس و فريقه يلعبون في الوطن وبه لعبة الشيطان، ويمزقونه ويشردون اهاليه بدون استحياء ورحمة!  فهذا الاستهتار وبلادة القلب سببه بقاء الساحة كملعب كرة كبير يتسابق عليه من يريد، بدون حارس امين مدرب يحرس المرمي. ولذا ملاعبهم يملئها الشر والاكاذيب والمحسوبية وبعزقة لأموال الشعب! وبمأن الفرقة لعبتهم فجندوا المليشيات الارهابية كجيش لهم، و كتحدي سافرلمن يعارضهم من الشعب ومن مؤسساته الباقية، ولذا لا يوجد هناك من  يحمي ويحرس البلاد!  فالحكم الهشيش الرخو تري فيه الكثير من الاعاقات والمثالب، وسؤ الانتاج والكثير من الامراض النفسيه التي تهيمن عليه. ولذا، فعندما ينتظرالفرد في التغيير من الاخرين، فالانتظارهنا ليس بتغيير، بل هو بلادة  فكر، وكسل والاعتماد علي الاخرين، وحينها يكون قد فات القطار! والحال الذي انت تعيش فيه برهان بغيض! فما يلفت النظر تجد بان هناك بطالة بدرجة قاسية بين افراد الشعب، والتي تقدرالي ما يقارب من او تجاوزت +19% من العاطلين عن العمل منذ سنين طوال الي اليوم ولم تتغير، ولكن ليذهب الشعب الي الجحيم بمنطقهم الفاضح! فكر اجرامي جاحد ، وبوليسية مافية بمعناها المطلق!  فغالبية الحال في ارض الجهاد يشير الي فقر النظام الاجتماعي وتخلف ثقافته. والتي لا تطابق احصائيا بما تنتجه بلاده من براميل ذهب اسود يوميا، اي ليس هناك نسبة وتناسب للوضع الحالي! بُعثرت ثرواته وسرقت منه، واصبح تسويقها كأي بضاعة مسروقة وضد القانون، و يكاد يكون هذا ايضا يوميا. ومع هذا لم يحتج الشعب بعد! بل تري الارض تشتكي وتحتج بذبولها، من زرع فسد واهمل بسبب سياسة الاغفال والتقصير المقصود. وهناك اشجار ابيدت بجهالة  ففسدت الارض فلا تنبث رزقا  للناس، ولا حتي تُركت بهجة للناظرين كبلد متحضر. ولا زراعة منتجة لتكفي الناس احتياجاتهم اليومية، او خدمات ومراكز مؤهلة لخدمة البلد، ولم يتذمر الشعب بعد! ونري الجماد يشتكي من دماره والتكاسل عليه ، ومن مباني وبيوت متأكلة تقع علي ساكنيها ولا من يحميهم من الهلاك المميت.  بسبب الاستهتار والتراخي والتقصير في تنفيذ قوانين البناء والترميم والصيانة وما الي ذلك. واليك المدن انظر وتمعن ما تعانيه، اينما ذهبت في شوارعها وازقتها كشاهد من اهله، فاصبحت لها واجهة وانطباع غير مشرف و تدل علي ثقافة الجهل.  وأنظر الي الخراب والدمار وفقر العيش الذي اصبح من جملة الثرات البائد القديم ايضا. والشعب مع ذلك لا زال صامتا يري ويعلم ولم يتحرك. ولكنه يسأل دائما بأسي وبشفقة، عن ثرواته واين ينفق ماله وهذه المليارات من بيع براميل النفط اليومي، وكيف ولمن ولماذا؟ وحاله لم يتغير بل يتدهور امامه. ولكن لا من مجيب لانه ليس بالقوة التي تخيفهم، و تجبرهم علي الرد علي تساؤلاته، او تتراجع عن الاسراف خشية منه!  فتخيل لو أن هذه الاسئلة سؤلت من مصدر البلدان الكبري، فكيف يكون مدي سرعة ردهم ؟!  

اعلم بأن السلطة النابغة يتحكم فيها ميزان الامانة والعقل والحكمة مع نزغة روح الوطنية. فلا يمكن ان تكون خامة لمهزلة و مساومة وسمسرة وسوق مفتوح للبيع والشراء، حيث يباع فيه الوطن ويداس بذلك بكرامة شعبه! ولا يكون مركزا للابهة ليطمس فيها باحلام الشباب واماله وامواله كما يريد، حالما بالملوكية والتمسك بالكرسي! بل هي عمل كبيروجليل، وجهاد ومواكبة، وجهد بضمير حي. وليس بلعبة " الكراسي " ايضا، اوتملك والغاء هوية الشعب!  فرعاية نفسية وصحة الرعية من مسؤولية الراعي. وايجاد عمل وتوفيره لافراد الشعب، لحماية لهم من المكوت في البطالة المزمنة والحاجة، ايضا من اكبرمسؤوليات ومن خدمات الراعي الخديم لرعيته. بالاضافة الي توفير مناخ التعليم الجيد لكل افراد الشعب في كل مدنه، ليأسس مستقبله ويجتهد ولينمو ويفوز في حياته، وهذا ايضا من مسؤوليات الراعي المجتهد. ثم اضف الي الاهتمام الجيد والعمل علي توفير المناخ والعلاج الصحي والضروري، بمستشفيات عالية المستوي. وباحترام الدكاترة الاكفاء فيه لرعاية المواطن في ارضه، بدون عراقيل فتضر بصحته، وهذا من مسؤولية الراعي الامين. او يتعرض الناس للاذي  بسبب عدم الامن والامان، وهذا من خدمات الراعي المثقف المسؤول عن رعيته ايضا. أضف الي توفيرالمناخ اللائق ليعمل ويبتكر ويخترع ليصلح المجتمع به. ولتساعده علي التفوق والابتكار والتجدد في عدة ميادين الحياة كذلك من مسؤوليات الراعي الجدير بالثقة وهلم جرا... فالراعي عليه ان يكون بمثابة الاخ الاكبر او الاب المسؤول الذي يربي ويخدمهم بقلبه الكبير. لانه هو المعلم وليس السجان الارهابي، او رئيسا لمافيا من الخارجون عن القانون! والا لماذا هم جالسون علي كراسيه ويسرفون امواله وهو بعيد  كل البعد عن الحسبة !

فأدرك   إذن، بان صاحب الضميروالوطني لا تجده متعطشا مهووسا، وقافزا بحماقة للقيادة تلقائيا، بل سيكون وراءه  من يعرف عن تاريخه السليم فيصوتون له عند الاقتراع، كأي حق ديمقراطي وواجب! اي ليس ممن يتمسك بجنون بالمركز، و بدون احترام لقانون السلطة الديمقراطي،ا ي (سلم واستلم) عند نهاية المدة! لان الهدف هو خدمة مجتمعه، و بالقانون الذي سيلزمه ويقاضيه ويحاسبه عند الاخفاق في مهمته وخدمته لشعبه. اي يتبع ثقافة بانه خادم لرعيته كمبدأ عالي المقام لحكم حق الرعية من الراعي.  مثل هذه الثقافة الراقية عملا ومفهوما ومبدأ لا يعرفها من جاءوا لنية "تبهديل" وسرقة اموال الشعب!  فقوتهم واهية و متضعضعة البنيان باحلامهم. سلطة تعمل علي تمويل الارهاب ليكونوا لهم جنود، وذلك بملئ جيوبهم وبطونهم بمال الوطن والشعب، كرشوة الخدمة ولارهابهم للشعب، الذي ترك لهم الحبل علي الجرار!  اي لم يستيقظ ويطرد الحاكم الذي يلج به ويأخذه الشوق دائما الي استغلال رعيته، يظنهم مجرد ارقام   "وعبيد له"، جاهلا عواقب غفلته وفساد حكمه!  بل نري ان من يحارب بقوة ويحشد جيشا من الارهابيين كجيش له ليحرس مقره ومسكنه وعائلته، الا مخلوق جبان أخرق.  فلماذا ياتري كل هذا الاحتياط المسفر، وما سبب هذا الرعب، ومن المقصود من هذه الحراسة المشبوهة؟! اهو خوفا من الشعب او من الارهاب نفسه الذي يكفله؟! معادلة ارهابية بحته! ولذا جعلوا من البلاد مرتعا رخيصا وليس بوطن،ا يستهزء به الداخل والخارج، ولذا فليذهب الوطن الي الجحيم! منطق عجيب تراه حقيقة وليس ضمن الافلام الرخيصة. فالجالس الان لا يعرف من اين يبدأ، ولكنه يدري" البقاء الابدي" في كرسي" الغفلة"! انه اذن الإرهابي بعينه! إلا أن إرهابه جاء مغلفا ومقننا وراء ما يسمي رئاسة او سلطة.  وخنة وشرعممه علي رقاب الشعب بقوانينه الزائفة، التي تتغير كبدلة رخيصة الذوق تحيك له كيفما يشاء، وبكلام فضفاض زائف يروق للسذج من عامة الشعب المتعشم في التغيير! والذي لا يأتي ولن يأتي او يكون إلا بتغييره لنفسه اولا!