مامن أحد منا تعامل بالكاش إلا ووقعت بين يديه عملة ورقية تالفة بسبب كثرة إستعمالها ، أو حتى أوراق نقدية مزورة وهو النادر، ورغم أن أغلب دول العالم تتعامل بالبطاقات الذكية منذ عقود خلت ، بل وتطورت وأصبحت تتعامل بالعملية الرقمية (الغير مرئية) منذ سنوات قريبة ، إلا أن التعامل بالكاش لم يختف نهائياً لأسباب كثيرة يطول شرحها، وأن البعض يرى أن التعامل بالكاش هو تقليد له نكهته الخاصة.

مما سبق ، قد يرى البعض أن استبدال العملة الورقية التالفة بالمعدنية هو الحل الوحيد عندما يكون التعامل بالكاش ضروري ولامناص منه ، ولكن هذا الأمر غير صحيح بالمرة ، فالعملة المعدنية أثقل يكثير من الورقية ، كما أنه يتم تهريبها عبر الحدود لصهرها عندما تقل قيمتها في بلدها، وبالتالي فإن هناك حل آخر مناسب وهو ليس بجديد ، ولكن قليل منا من سمع به ألا وهو العملة البلاستيكية .

فالعملة (النقود) البلاستيكية تُصنع من مادة البوليمر صديقة البيئة، وتتمتع بخصائص عدة ، حيث يزيد عمرها الإفتراضي ب5 أضعاف مقارنةً بالعملات الورقية ، كما تتسم أيضاً  بالقدرة على مقاومة الماء، والأهم من هذا كله أنها تساهم في خفض تكاليف طباعة النقود الاعتيادية.

وتعود الفكرة إلى ثمانينات القرن الماضي حيث بدأت جهود استراليا في أبحاث وتصميم الاوراق الجديدة عبر التعاون بين البنك المركزي وجامعة ملبورن ومنظمة الكومنولث لأبحاث العلوم والصناعة CSIRO ، وقد حرص القائمون على هذا المشروع على وضع خصائص أمنية جديدة لمنع التزوير تمثلت في بصمات تكنولوجية على أطراف العملة ، وقد كانت أُولى ثمار هذا التعاون هي إصدار ورقة العشرة دولارات أسترالية في العام 1988، وأستمرت الاصدارات حتى أصبحت استراليا هي الدولة الاولى في العالم التي حولت كل عملاتها الورقية إلى عملات بلاستيكية بحلول العام 1996.

أما اليوم، فإلى جانب استراليا فهناك 6 دول أخرى تستعمل العملات البلاستيكية فقط وهي كندا ونيوزيلندا ورومانيا وسلطنة بروناي وبابوا غينيا الجديدة وفيتنام ، وأن هناك 3 دول فقط تستعمل العملة البلاستيكية جنباً إلى جنب مع العملة الورقية وهي بريطانيا والمكسيك وروسيا، ومن جانب آخر فقد أعلن البنك المركزي المصري عزمه إصدار عملة بلاستيكية بحلول عام 2020 وقفاً لـ "سكاي نيوز عربية ، وجريدة الاقتصادية".

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة