علي من يعتمد الفريق عنان وهو يخوض معركة انتخابية صعبة‏,‏ تشير كل الدلائل أنها شبه محسومة للمشير عبدالفتاح السيسي بسبب شعبيته الطاغية‏..,‏

وهل يدخل في حساب عنان أنه يمكن أن يحوز أصوات جماعة الاخوان وحلفائهم من امثال جماعة6 أبريل والاشتراكيين الثوريين أتباع السلفية الجهادية, أم أن أصوات هؤلاء سوف تذهب إلي مرشح آخر آكثر قربا لهذه الجماعات.., وإذا كان الفريق عنان علي يقين من أن أصوات هؤلاء يمكن أن تحمله إلي القصر الجمهوري, فهل فكر جيدا في الثمن الفادح الذي يطلبه هؤلاء؟!

أنني لا أتصورأن ترشيح الفريق عنان في مواجهة السيسي يمكن أن يؤثر علي وحدة المؤسسة العسكرية كما يعتقد البعض, لأن الأوزان النسبية لكل المرشحين وسط جماهيرالناخبين ليست طلاسم او ألغازا غير معروفة, لكنها مدركة بوضوح بالغ من غالبية الشعب المصري, ولأن المؤسسة العسكرية أعلنت في مشهد تاريخي مساندتها ترشيح الفريق السيسي,ثقة في انتمائه الوطني وتقديرا لشجاعته, عندما وعد بحماية حق المصريين في التعبيرعن رأيهم الحر في30 يونيو, ونجح بالفعل في حماية إرادة الشعب المصري, ولانه دخل في اختبارصعب مع قوي الهيمنة الدولية التي أرادت ان تشطب30 يونيو من حياة المصريين, وترغمهم علي قبول جماعة الاخوان شريكا في اللعبة السياسية رغم كل ما فعلوه!, لكن السيسي صمد في وجه التحدي.
إننا لا ننكرعلي الفريق عنان حقه في الترشح, بل لعل ترشحه يعطي للمعركة الانتخابية طابعها التنافسي ويزيد من سخونتها, ويضمن حضورا حاشدا إلي صناديق الانتخابات, لكن الخطر يكمن في ان تتصورجماعة الاخوان المسلمين وأنصارها أنها يمكن أن تلعب علي إمكان وقوع خلاف داخل المؤسسة العسكرية يصل إلي حد الانقسام, وهو امرمن المستحيل حدوثه لان الجيش المصري مؤسسة احترافية لا شان لها بالسياسة, ولان المرشحين السيسي وعنان قد اصبحا منذ ترشحهما خارج إطار هذه المؤسسة, مجرد مواطنين يتنافسان علي منصب رئيس الجمهورية في انتخابات نزيهة تحكمها إردة الشعب المصري.

صحيفة الاهرام المصرية