وفى هذا الجزء الاخير في كل ما تناولته من تحت هذا العنوان  . اريد التأكيد . بان الثابت الجغرافي المُسّترشد بميثاق الهيئة الاممية . سيضل - في تقديرى - الاداة الفعّالة . التى لا يطالها الطعن او التشكيك . حتى عندما تنتقل الهيئة من توّظيفه في ترويض وتطويع الفضاء الإقليمي والدولي لليبيا . للقبول برويتها حول تفكيك التأزم الليبيى .  الى حيث الداخلى والمحلى الليبيى . بغّية التعاطى والتفاعل معه . حول تمهيد بيئته الاجتماعية . كي تكون صالحة ومؤهلة لاحتضان الاسس والقواعد الثابتة لدولة ليبية . لا غياب فيها لتغّليب مصلحة الوطن ومواطنيه على ما سواه . ولا تعارض في توجهاتها الاساسية مع مواثيق الهيئة الاممية . 

   وبقول اخر . ان الهيئة الاممية وبحكم مواثيقها . لا تستطيع المشاركة في التأسيس لدولة تكون بعيدة . عن نهج المسار الديمقراطى . لأنه الوحيد وحتى اللحظة . الذى يمّتلك الآلية . التى تتيح استشارة الناس ومشاورتهم في مَن يُدير ويسّير ادارة بلادهم . وذلك عبر صندوق الانتخاب . وهو ايضا الآلية الجيدة .  التى  تقف وبفعالية في وجه تطبيق مقولة الفرعون  . ( ما اُريكم الا ما ارى . وما اُهديكم الا سبيل الرشاد ) من خلال القبول بتعدد الآراء . وحرية التعبير الخ . وهذا جيد للحالة الليبية . ولكنّه ليس بكافي . بل نحتاج الى ربطه بالجغرافية الليبية  بالتراب الليبي   . لنتمكّن عبر هذا الرابط وتفاعله مع الزمن . من تخّليق وبعث وتحّميل الجغرافية والتراب الليبيى  بُعدْ معنوي في نفوس الناس  . وبقول اخر لنجعل الجغرافية والتراب الليبي ذات بُعد معنوي  في ثقافة اللبيبين . عندها وفقط . سنشاهد العاصمة الليبية . تحاكى الجزائر العاصمة في تعاطيها مع الشأن الوطني . 

   ومن هنا . تظهر الحاجة الى استدعاء مفردة الاقليم وتفّعيلها داخل المشهد الليبي الحالي . كوسيلة واداة لا غير . وبقول اخر . بان ادارة الاقليم . ستكون وسيلة واداة وليست غاية . وسيله جيدة لربط الانسان بجغرافية وتراب بلاده . وسيلة جيدة توظف لغرض تحّميل الجغرافية والتراب بُعد معنوي في ثقافة الناس . لان في ذلك منّفعة ومصلحه لهم . وشاهِدنا على ذلك ومن داخل الجغرافية الليبية . يظهر ساطع وبوضوح . في اختلاف تفاعل وتعاطى شرق ليبيا مع الاحداث بالبلاد . اتنا الانتفاضة وبعدها . عن غيره في جنوبها او غربها . ويرجع هذا الاختلاف - في تقديرى - الى البُعد المعنوى . التى تَحَّمِله جغرافية شرق البلاد عند ساكنيها  . فبرّقة ليس مسمّى اجوف . بل مُسمى مُحمّل بمضامين معنوية  . اعطت اقليم شرق البلاد خُطوات مُتقدمة في اتجاه الوطن . على غيره من الجنوبي والغربي  . وذلك لغِياب وانعدام هذا البُعد المعنوى عن جغرافية غرب البلاد .  و تغّيبه بمحاولات وأده في جنوبها . خلال العقود الاربعة المنصرمة  . ولهذا يرجع عدم حضور مفردة  فزان في حاضر الشهد الليبيى الحالي .   

     ويجب القول هنا .  ان تفّعيل هذا التوّجه . يتأتى وفى المُجّمل .  باستدعاء مفردة الاقليم . من خلال افساح هامش واسع من طرف الهيئة الاممية  . لمفردات الاقليم  في داخل المشّهد الليبي الحالي . على غيره من المفردات التى تحْتلّه   . واعتمادها كركيزة اساسية . تتكى عليها الهيئة اتنا تفاعلها مع الداخلى المحلى الليبيى  . بهدف جَسّرْ الهوّة ما بين مرحلة اللادولة ومرحلة التأسيس لدولة .   فاستدعاء مفردة الاقاليم . عبر اجسامها ومكوناته المتجذّرة في جغرافيته . وليست الطارئة . المظمّخة والمعّجونة بأديم ثقافته . وليست الوافدة . هى المدماك الأساسي الذى يجب ان تنّحاز وتعوّل عليه الهيئة . في ازالت هذا العبث الذى عصف ويعصف بالبلاد مند عقود طويلة . 

         فمثلا . اقليم فزان . لا احد يستطيع اختزال هذه الجغرافية في مُسمّى سبها . كما حاولت - ولأمر في نفسها - واشّتغلت عليه العقود الاربعة الماضية . بغرض ترّسيخ هذا المفهوم في عقول الليبيين . فهذا الاقليم تكوّنه مُجّتَمِعة المفردات الاتية . وادى الشاطئ . سبها . وادى الآجال (أوباري) . حوض مرزق . وادى البوانيس .   ويتمدد شمالا ليضم منطقة الجفرة بكاملها . فبهده المفردات جميعها تتهجى كلمة اقليم فزان . و بحضورها في مُمَثليها تكتمل حيثية الاقليم . 

      وينسحب هذا على سبها المدينة . فمن العبث القبول باختزالها في مكوّن ولون واحد . فهذا مجافى للواقع الموضوعي . فهذا الموضوعي يقول  . بان سبها المدينة . تُكّتب بمكوّنات الأحياء الاساسية الاتية .   الجديد . القرضة .  عبد الكافي .  المهدية .  البناية الحمراء (المنشية) . وقرية غدوة . فبهذه المفردات جميعها . وبحضورها في مُمَثليها . تكتمل حيثية سبها المدينة .   

  كنت احاول ان اصل الى القول . بان هذه صيغة ووجه من وجوه . استدعاء مفردة الاقليم الى داخل المشهد الليبيى . في اقليم فزان كمثال . وفى تقديرى . ان استدعاء مفردة الاقليم بكل مكوناته . واعتمادها كركيزة واداة الى داخل المشهد الليبيى . هو ضرورة وحاجة للعبور من خلاله نحو التأسيس لدولة ليبية . لدولة تحتضن كل مواطنيها . 

    ففى استدعاء مفردة الاقليم . خطوة في اتجاه ربط الانسان بجغرافية بلاده . بتراب وطنه . وفي استدعاء مفردة الاقليم بكل مكوناتها . خطوة في اتجاه التأسيس للاستقرار .الاستقرار الذى يُعتبر اس وحامل ورافعة لكل تنمية ونهوض . وفي استدعاء مفردة الاقليم كأداة وركيزة داخل المشهد الليبيى  . خطوة في اتجاه تجاوز مرحلة وفضاء ما قبل الدولة . او الجموح الى ما بعدها . وهو وبهذا كله . خطوة في اتجاه المأمول في دولة المواطنة . والابتعاد بليبيا والليبيين عن الوقوع في دوامة  وعبث النظم الوظيفية . التى تعصف وعصفت بالمنطقة . .  .    

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة        

كاتب ليبي