كان منتدى الحوار السياسي الليبي برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يهدف إلى توحيد المجتمع الليبي، وغير أنه قد أثار موجة الغضب عند بعض القوى السياسية.

مهد وقف الأعمال القتالية في ليبيا الذي سبقه اتفاق السلام الموقع بين طرفي الصراع  في أكتوبر/تشرين الأول في جينيف، الطريق لتكثيف جهود دبلوماسية على المستوى الدولي. خلال الشهر الماضي، أجرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا سلسلة من مفاوضات ليبية-ليبية في سعيها إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق الوطني. عما منتدى الحوار السياسي الليبي الذي من المخطط إجرائه في تونس 9 نوفمبر/تشرين الثاني فيهدف إلى ترسيخ إنجازات المفاوضات في غدامس وبوزنيقة تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة التي ألقت نجاحاً نسبياً. ولكن تثير شذوذ في عملية اختيار المرشحين الشك بشأن نية البعثة في الوصول إلى احترام مصالح جميع الأطراف المعنية. 

أظهر تسريب قائمة مشاركين للمنتدى أنه من 75 شخصية المعددين على القائمة 42 شخصية هم مؤيدي حركة الإخوان المسلمين أم مرتبطين بالحركة بشكل أو بآخر. أثارت هيمنة الإخوان المسلمين غضب وسخط القوى السياسية التي ترفض الأيديولوجيا الإخوانية. لقد رفض مشاركة في المنتدى مؤيدو الزعيم الليبي السابق معمر القذافي التابعون للجبهة الشعبية لتحرير ليبيا.

أكثر من ذلك، القبائل طوارق وتبو وأمازيغ تم إزالتها من مشاركة في المؤتمر بالشكل الكامل. وأكد رؤوس القبائل إن غيابة ممثليهم تجعل من المستحيل التواصل إلى الاتفاق السياسي. وفي هذا السياق، أكد محمد المصباحي، رئيس مكتب المجلس الأعلى للمشايخ والأعيان الليبيين، أن المجلس «يرفض التزوير من أجل تمرير أجندة الإخوان المسلمين في ليبيا عبر بعثة الأمم المتحدة».

ومن الواضح أن منتدى تونس السياسي لن يصبح جهازاً فعالاً لحل الصراع الليبي. ويعد عدم التوازن في قائمة المشاركين وإقصاء أهم السياسيين الليبيين سببين رئيسيين للفشل المتوقع لمبادرة للأمم المتحدة.

وإضافة إلى ما تقدم، أغلبية المشاركين في الحوار السياسي، فهم ممثلون جماعة الإخوان المسلمين، سيتخذون قرارهم تحت ضغط أنقرة ما يمكن أن يؤثر صلبياً على سير المباحثات. ومع ذلك يشير التحيز بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تحت رئاسة المواطنة الأمريكية ستيفاني ويليامز ضد بعض مشاركيي المنتدى على محاولات المنظمة الدولية لتفعيل الإصلاحات السياسية التي تستفيد منها تركيا والولايات المتحدة فقط وليس الشعب الليبي.

لا يمكن الخروج من الأزمة الليبية التي طال أمدها إلا إذا كانت وجهات نظر جميع أصحاب المصلحة  في الاعتبار. وتقديم مرشحين الحوار السياسي وإقصاء الآخرين منه يتفاقم التناقضات الموجودة و يؤجل تسوية الوضع إلى أجل غير مسمى.

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة