استطيع ان اقول مند البداية . بان كل وجه من وجوه التضيق والقمع والحصار . على أي حراك بفزان . يتبنى قضايا الاقليم الخدمية - في تقديرى – فعل يُجانبه الصواب , ليس فقط , لان ما يمارسه هذا الحراك من ضغط على اجسام ما بعد الصخيرات  . يستهدف توفير مطالب مُحقّة , يترتب على عدم حضورها فى الحياتي اليومي  داخل جغرافيا فزان   . مكابدة ومعانة . تسّحق آدميّة الانسان وتمتهن بها كرامته , داخل هذا الاقليم البائس  . بل ان في هذا التضيق والقمع  .   محاولة لخنق الروح التى شرعت في إيقاظ هذا الجسم (فزان)  . وجعلته يتحسس ذاته . ويسّتعيد بها وعّيه المفقود . الذى غُيّب عبر العقود الاربعة المنّصرمة   .  فقد عملت هذه العقود . بجد وجهد كبيرين . بان تختصر الجنوب الليبيى بكامله , وتخّتزله في مُسمى ( سبها ) . كخطوة رئيسية في هذا الاتجاه  . بعدما اعادة تشكيل التركيبة الديمغرافية لهذه المدينة . وقد نجحت بعد ذلك . وعلى نحو ظاهر ومستفِز .   لتجعل من سبها اكثر قربا لنيامي وانجمينا  .  ومدن بلدان جنوب الصحراء .  منها الى بنغازي والزاوية وبراك ومرّزق وكل مدن ليبيا . . 

      وبقول اخر ان كل المحاولات في اصحابها سوى كانوا يعلمون او لا يعلمون  . والتى في مجملها . تسعى للتضّيق على اى  حراك نبيل بفزان يهدف الى تبنى قضايا الاقليم الخدمية . والذهاب نحو قمّع هذا الحراك . هى في الواقع .  محاولات  لوأد هذا الوعى الوطنى . الذى استفاق من غيبوبته  . فشرع به  الاقليم ومن خلاله . لإعادة ربط وشائجه الطبيعية مع الجغرافية الليبية . مع وطنه الام .     

      فالسلوك المسؤول الذى يعي أهمية هذا الاقليم وبما يخّتزن   من مواد طبيعية . يجب ان يكون حذرا في التعاطي مع مطالب سأكنى هذا الاقليم المُحفة  . ولا يجب ان ينحاز الى خندق الشركات البترولية ودولها . ويجعل من نفسه لسان وقرّن لها .  في مواجهة هذه المطالب الوطنية   .  فمن الواجب - في تقديرى - ان نحافظ على هذا الاقليم اولا . داخل جغرافية ليبيا . ولا نذهب في اتجاه  خلق البيئة المناسبة لانسلاخه عن الجغرافيا  الام  . فالحقيقة الموضوعية تقول . بان ذهاب هذا الاقليم على نحو مباشر او غير مباشر . سيذهب بالشركات ايضا , والعكس صحيح  . 

     وبوجه اخر . ان أي حراك بفزان يطالب بما قد يخفف وقع الحياة الثقيل على الناس . داخل هذا الاقليم البائس . هو في الواقع . وجه من وجوه التعبير والاحتجاج والمطالبة السلمية .  خاصتا عندما تبدو مطالبته هذه . مُحقّة ومشروعة لكل متابع منصف  .  فمن واجب السلوك المسؤول , إن وُجد . ان ينّصت  لهذه المطالب  ولا يتغافل عنها. ان يُرشّدها لا يقّمعها ان يُجدّرها لا يخنقها  . وذلك من خلال احتوائها    بالحوار والتعاطي معها على نحو إيجابي  . معّلن  ومكشوف صوت وصورة . 

     فالذي عايش انطلاقة الانتفاضة مع نهاية شتاء 2011 م . والبيئة التى تخلّقت وتشكّلت في رحم بؤسها . يعّرف بان من الدوافع الاساسية . التى حرّكت الناس في فبراير 2011 م . للانتفاض  ومواجهة الرصاص باللحم الحى  . هى المطالبة بحق التعبير والاحتجاج السلمى بوجهه المتعددة  . ومن هنا  يجب احتواء أي حراك  يتبنى مطالب وطنية نبيلة . من خلال فتح ابواب الحوار معه على نحو بناء . والذهاب في التعاطى مع مطالبه   اذا كانت محقة ومشّروعة على نحو ايجابى . لان في ذلك خطوة على طريق الالف ميل . التى ابتدئها  فبراير الانتفاضة مع نهاية شتاء  2011 م . 

        وفى النهاية   اقول .  من غير الصواب التضيق على أي حراك بفزان يرفع مطالب الناس . بغّية التخفيف عنهم في هذا الاقليم البائس . ومن غير الحسن السعي نحو حصاره وخنقه  . بل يكون من المفيد والايجابى احتوائه بالحوار وبتفهم مطالبه والتعاطى معها على نحو فعال ومنتج  . لان في ذلك مساعدة لفزان على استعادة وعّيها المغيّب مند عقود كما بيّناه سلفا . وفيه ايضا . تأسيس لحق المطالبة بالاحتجاج السلمى المشروع عبر الاعتصام والتظاهر . 

          امّا الذهاب عكس ذلك . بالقمع والترهيب والتضيق  . هو فعل لا ينسجم مع انتفض الناس في فبراير وتوجهاتها . التى جاءت لمحو هذه المفردات من قاموس التداول اليومي  . لترفع به ومن خلاله . في منسوب آدميّة الانسان وكرامه . التى كانت مغيّبة عنه  ولعقود طويلة  . داخل جغرافية ليبيا . 

         واختم بالقول . ان  محاصرة اى حراك بفران يتبنى مطالب الناس بعيدا عن الفئوية وما في حكمها . ليخفف بحراكه هذا . عنهم بعض من اثقال الحياة داخل هذا الاقليم.  . والذهاب نحو . عدم التعاطي معه على نحو إيجابي وبناء .  هو في الواقع  محاولة من  هذه الاطراف ,  سوى كانت في الداخل او الخارج .  لتجعل من فزان   . كالذي قال فيه الشاعر  .   كالعير في الصحراء يقتلها الظماء *** والماء فوق ظهورها محّلا  . .          ولكن . هل تقبل فزان بذلك ؟ ! !. . 

       الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة