هي  الرؤية  المفتاح لا تصدر إلّا  عن شاعر مبدع وفارس يدرك معاني اللفظ وروح الكلمات ، وقفد قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة رئيس الوزراء حاكم دبي خلال إستقباله رئيس الحكومة التونسية المهندس مهدي بن جمعة 

تلك الرؤية إختصرها محمد بن راشد في التعبير عن أمله في أن يعود  للمشهد التونسي الداخلي جماليته واستقراره وانفتاحه الثقافي والسياحي والاقتصادي على العالم

ومحمد بن راشد يعرف تونس وموقعها ودورها التاريخي والحضاري والقومي ، ويعرف طبيعة شعبها الطيب المسالم والمجتهد والمحب للحياة والعامل من أجل السعادة والرفاهية والرافض للتطرف والتشد والظلام ،وعندما زار تونس في العام 2008 عمل على أن يشعر بنبض التونسيين عندما زار المدينة العتيقة ومرّ بشارع الحبيب بورقيبة وشرب الشاي المنعنع بضاحية سيدي بوسعيد 

والشيخ محمد بن راشد يعرف حقيقة المشاعر الرائعة التي كان يكنّها الشيخ زايد ،رحمه الله ، لتونس ،ويدرك مدى إعجابه بوسطية التونسيين وإعتدالهم وإعتمادهم على قدرات الإنسان في تحديد معالم المستقبل وبناء التنمية ، وعدم تدخلهم في شؤون غيرهم 

والشيخ محمد بن راشد يعرف أن الدول تبنى كما يبنى الإنسان إنطلاقا من داخله ، من جماليته الداخلية ، ومن روحه الطبية ،ومن طاقته الإيجابية وإصراره على النجاح والتميز 

ورسالة الشيخ كانت واضحة ، فالإمارات رئيسا وحكومة وشعبا تدعم تونس في الظرف الإستثنائي الذي تمر به ، ولكنها تريد للتونسيين أن ينتصروا لطبيعة وطنهم الجميل والمسالم والمحبّ والبعيد عن الصراعات والأحلاف ولجماليته التي كانت دائما مرتبطة بالتاريخ والإسطورة والشاعرية ، بحضارة الفينيقيين القادمين من الخليج الى الساحل السوري ثم الى حيث بنوا قرطاجة ،وبقصائد الهلاليين وصولات زغبة وفكر إبن خلدون وشعر الشابي ،وبأن تونس كانت أول دولة عربية تصدر دستورا وتحرر الرقّ  وتحرّر المرأة وتؤسس للمساواة بين الجنسين 

وأمنية محمد بن راشد هي أمنية الشقيق لشقيقه ،والأخ لأخيه ،والمحب لمن يحب ، والودود لمن يود

وجمالية تونس  لا تعود إلا من خلال الفكر التونسي 

والإبداع التونسي 

والنموذج التونسي 

ومن خلال مميزات المجتمع التونسي المتحضّر والمنفتح على العالم 

ومن خلال العمل من أجل تونس بعيدا عن الشعارات والمواقف المتشنجة 

ومن خلال الملامح التونسية الأصيلة التي كانت دائما عنوانا لهوية محلية تجد ثراءها في الإنفتاح الإيجابي على الأخر 

ومن خلال الروح التونسية الإيجابية والفهم التونسي الأصيل للدين بعيدا عن التطرف خصوصا وأن حكام دبي كحكام أبوظبي كآل مكتوم كآل نهيان ، كالفلاسين كالفلاحيين كبني ياس ،ينتمون للمذهب المالكي المعتمد في تونس والمغرب العربي 

والشيخ محمد بن راشد الذي صنع من دبي قلعة تعانق الشمس والقمر وتلتحف بالنجوم يعزف قيمة تونس وقدرها ،ويدرك أنها قادرة بإستعادة جماليتها وبطاقة أبنائها الإيجابية أن تهزم  المستحيل وأن تحقق أحلام شعبها 

والشيخ محمد بن راشد القومي والعروبي لا يتمنى لتونس كما لا يتمنى لكل العرب إلّا  الخير والرفاه والتقدم ،وهو لا يتأخر عن دعم التونسيين ومساندتهم في تجاوز الأزمة ، ولا يتراجع عن مد يد المساعدة لهم عبر الإستثمار المباشر والتعاون الإقتصادي والتجاري 

وعندما تمنى لتونس أن تستعيد جماليتها إنما دعا من خلال ذلك  التونسيين الى التوافق والمحبة والسلام والإنحياز لبلادهم بعيدا عن الشعارات والصراعات الإيديولوجية والتحالفات المشبوهة والمواقف غير المحسوبة ، 

وعلى التونسيين أن يدركوا أن الزمن زمن تحديات وبناء وعمل وإنطلاق ،وأن نجاحهم في بلادهم هو الذي يفتح أمام كل الأبواب ،ويرتفع بهم فوق كل العقبات ، ويجعلهم في قربى من جميع أشقائهم من المحيط الى الخليج