تدخل المجتمع الدولي في ليبيا كان بحجة حقوق الانسان,فجلب معه اناس اوهمونا بأنهم معارضون للنظام,لكنهم اثبتوا لنا ومنذ ان وطأت (اجسادهم) النجسة ارض الوطن بأنهم مرتزقة وعديمي ضمير,دفعت بهم الدول الاستعمارية لقيادة البلد,بعضهم ترك البلاد بعد ان اغترف من منهلها (اموالها)وساهم في احداث فتن بين مكونات الشعب,البعض الاخر يراقب الوضع عن كثب يستغل الفرص التي قد تسنح له للحصول على مبتغاه اللامتناهي,وآخرون لا يزالون يواصلون المسيرة التي تقود البلاد نحو الهاوية,واتضح للعامة ان الشعارات التي رفعت ابان التحرير من رغد العيش والرفاهية تمتع بها اصحاب تلك الشعارات,بينما المواطن العادي يتسول بالطرقات لأجل سد الرمق,ناهيك عن انعدام الخدمات الصحية والوضع الامني السيئ.

لقد اوجد التدخل الاجنبي الارض الخصبة لنمو الميليشيات الجهوية والإيديولوجية,فهي التي شكلت الحكومات المتعاقبة,اعزت البعض وأذلت اخرين فأصبحوا مطاردين,وإذا بزعماء الميليشيات هم الحكام الفعليين يتحكمون في كافة مفاصل الدولة,يهربون النفط ومشتقاته اضافة الى السلع التموينية الى دول الجوار والاستفادة من ايراداتها في شراء الاسلحة ومنح مرتبات مغرية للمنتسبين الذين عادة ما يكونوا شبابا عاطلين عن العمل.

العديد من المجازر ارتكبت في حق الشعب ومنها على سبيل المثال لا الحصر,مجزرة (غرغور) بطرابلس التي تمر ذكراها الخامسة هذه الايام (15\11\2013)حيث سقط فيها اكثر من 50 قتيلاً و518جريح,هناك مطالبات متواصلة بالتحقيق في هذه الجريمة حيث ان مطلقي النار معروفون لدى العامة ولكن لا حياة لمن تنادي,ما شجع الميليشيات على ارتكاب المزيد من الجرائم في عديد المناطق بالقره بوللي والرويمي(تصفية 12 سجين رغم تبرئتهم من التهم المنسوبة إليهم من قبل محكمة جنايات طرابلس),ومجزرة براك الشاطئ البشعة (148قتيل)التي ارتكبتها ميليشيات تتبع حكومة الوصاية(الوفاق)بحق خريجين من الكلية العسكرية,اضافة الى استشهاد عدد من المدنيين والتنكيل بجثثهم,وتمت الاطاحة بوزير دفاع الوفاق(كبش فداء) لكن نتائج التحقيق لم تعلن بعد.  

مجلس الامن يفاجئنا بفرض عقوبة على زعيم لواء "الصمود",احد التشكيلات المسلحة بطرابلس(منعه من السفر وتجميد ارصدته) بحجة مشاركته في الاحداث الأخيرة,ماذا عن الاخرين الذين اجرموا في حق البلاد والعباد تقتيلا وتشريدا وتدميرا على مدى سبعة اعوام؟ ماذا عن المجرمين الذين انضموا مؤخرا الى حكومة الوصاية الفاشلة ضمن مهزلة الترتيبات الامنية,ندرك جيدا بأنه لا توجد ارادة حقيقة لسحب السلاح من الميليشيات بل محاولة لإعادة تدويرها،فأصبح المجرمون حماة للحكومة(حاميها حراميها),ماذا عن الذين نهبوا الاموال وفروا بها الى الدول التي ساهمت في تدمير البلد وأقاموا بها استثمارات كنوع من رد الجميل؟ ام انه عفى الله عما سلف!.لا نعلم ان كانت هذه الاستفاقة المتأخرة جدا من قبل الدول الكبرى تأنيب ضمير؟,ام مجرد ذر للرماد في عيون الشعب المغلوب على امره؟ماذا عن اختفاء فوائد (وجزء من) الاموال المجمدة التي تعد بمليارات الدولارات لدى بعض الدول؟. 

المجتمع الدولي يسعى بكل جهده الى اطالة عمر الحكومة التي فرضها على الليبيين,اننا نتوق الى ذلك اليوم الذي يفك فيه اسر الليبيين بإزاحة حكومة الوصاية والى غير رجعة ورمي " اتفاق الصخيرات" في سلة المهملات من خلال اجراء انتخابات في اقرب الآجال.

الاارء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة