خلّد الشعب الجزائري يوم 8 ماي الذي راح ضحيته عام 1945 آلاف المتظاهرين الذين سقطوا برصاص البوليس الفرنسي. ويصادف هذا اليوم 8 و9 مايو، اليوم العالمي للتذكر والمصالحة إجلالا لذكرى جميع ضحايا الحرب العالمية الثانية.

ولشهر مايو قِسطٌ وافر من الأيام العالمية، ولاسيما في القضايا ذات الصلة بالسلم والحرب والحرية. مازال العالم على وقع تخليد اليوم العالمي لحرية الصحافة، وإحصاء ضحايا الشطط والقمع والقتل بسبب آرائهم وإصرارهم على تغطيتهم الأحداث كما هي.

وقريبا سنُخلد اليوم العالمي للأَسْر، ومع أن الأسير تحميه القوانين بالرغم من أنه جندي كان يقاتل العدو الذي أسره في ساحة القتال، فإن كثيرا من الصحفيين والناشطين المدنيين تعرضوا إلى الاعتقال التعسفي بل حتى إلى الإهانات والتعذيب والحرمان من حقوقهم التي نصت عليها الدساتير والأعراف، لم يمارسوا عنفا، ولم يكونوا في معارك القتال، بل ناضلوا بشكل سلمي دفاعا عن قضايا اجتماعية أو سياسية.

صحيح أن حرية التعبير تحتاج إلى مهنية وتكوين وتطهير الساحة الإعلامية من المتطفلين على المهنة، ولكن هذا لا يأتي إلا في جو الحرية وسهر الدولة على توفير مراكز التكوين العلمي والإعلامي ودورات تكوينية وورشات تثقيفية وندوات. أما المقاربة الأمنية فليست من صميم الدولة الحديثة وهي تترجم ضعف الدولة وارتهانها في يد أشخاص أو شبكات تعمل ضد قوانين الدولة.

وقريبا سنحتفل باليوم العالمي للعيش معا في سلام (16 مايو)، كان لوهران فضل الفكرة والمبادرة، واليوم العالمي لحفظ السلام (29 مايو) واليوم العالمي للتنوع الثقافي وأيام أخرى.

حتى الشاي له يومه العالمي يوم 21 مايو، وكما لا يخفى فإن شعوب المغرب الكبير من أكثر الشعوب احتساء للشاي ولاسيما جنوب المنطقة المغاربية، أقصد الشاي الأصفر في جودته العالية. وللشاي لدى أهلنا في الصحراء طرق خاصة في التحضير (والتشحير)، وله طقوسه يختصرها أهلنا في الصحراء في "الجيمات الثلاثة": الجمر والجماعة والجر (أي تبادل أطراف الحديث). وهي ثقافة أهلنا في صحراء الجزائر وموريتانيا والمغرب، ومن المؤكد تشمل حتى ليبيا وتونس. لكن للموريتانيين طريقتهم الخاصة، فلم أنس كؤوس الشاي التي تمتعت بشربها في نواكشوط ذات لقاء مغاربي.

ولعل الزمن يجود بكأس شاي تلتف حوله البلدان المغاربية وهي تتبادل الأفكار والمقترحات حول كيفية إزالة الحدود وبناء المشاريع التنموية وتبادل الخبرات في ترقية التعليم والإعلام ودورهما في نشر ثقافة السلم وتقوية سبل التعاون في كل ما من شأنه خدمة الشعوب، لعلّ...