الجزء الرابع


ومن خلال سيرنا بالشأن الدولي والإنعكاسات، لا يمكن أن نتخطى حدث كبير، حيث  لاحظنا، القمة العربية  "32" بالمملكة السعودية،  المنعقدة في جدة، 19مايو 2023، والعودة من خلالها للخطاب العروبي (الستيني والسبعيني)،والذي يعد فتيل التراجع عن التطبيع مع إسرائيل، ومركزية القضية الفلسطينية، وهو ما ذكرنا بالكثير من الحراك العروبي الجامع، إبان القرن المنصرم وبعيد استقلال الكثير من الدول، وانطلاق دور الجامعة العربية، وانبثاق الكثير من المنظومات التابعة كتلك المتعلقة بالدفاع المشترك لعام 1953، والمعاهدات الاقتصادية بين الدول الأعضاء، وقد استوقفني أمرين هامين، أولهما عودة سوريا وغياب الجزائر، ، وثانيها إستضافة "زيليسنكي" في قمة عربية مطلقة، وإنعكاساتها علي المحيط العربي والإفريقي.

لسنا بصدد تحليل غياب الرئيس الجزائري عن القمة  العربية في هذا السياق، ولا بالعودة العربية السورية، بل سنأتي علي ما نحن بصدده، لمعرفة أسباب إستضافة وحضور ووصول الرئيس الأوكراني (زيلينسكي)، وماهي دوافع الزيارة، وكيف لنا أن نقرأ ما بعدها...

اشارك الكثير من المتخصصين، أن زيارة الرئيس الأوكراني قد جاءت بناء علي بعض الإتفاقات العربية الغربية، كما جاءت  نتاجاً للقرارات الأخيرة التي تم إتخاذها وإنخرطت بها دول عربية كبري، بشكل سياسي، داعم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، ومن ناحية إقتصادية، التجاذبات الإقتصادية والدخول  في منظومة البريكس، أو المنظومة الجديدة الروسية الصينية المالية، 

ومن الجانب الآخر، فإنني اري بأن الزيارة اتت ضمن سلسلة الدبلوماسية الأمريكية، بعد فشل التهديد المباشر، لتهدئة الأوضاع، وتخفيف الحدة، ومحاولة الإستقطاب، وإقحام دول ذات تأثير سياسي ومالي إقتصادي كـــ المملكة السعودية وبعض دول الخليج العربي، في محاولة لإعادة تشكيل دورها  من كونه شريك روسي صيني بشكل سياسي واقتصادي، لكونها محايد تفاوضي، 

الا أننا لم نري بأن "فلوديمير زيلينسكي" قد حقق المراد من الزيارة، بل بخطاب تقليدي قدم الأزمة، وبتعالي مستورد غربي تنكر الرئيس لحقوق فلسطين وازمات العرب  في السودان واليمن وغيرها "جملة وتفصيلاً"،  الأمر الذي لقي استهجاناً ورفضا، 

حيث يحاول الغرب اليوم نقل الأزمة الأوكرانية الروسية وتصديرها الي دول عربية، وذلك لخلق شرخ جديد وإحداث إنقسام طاقوي من ناحية، غير أنع يؤكد من ناحية أخري،  الضعف الأوروبي التام في حلحلت الأزمات (كما ذكرنا مسبقا)، ولم يعد لأوروبا دوراً حقيقياً فاعلاً ومؤثراً  في محيطنا العربي. 

فهل لنا أن نقرأ الموقف العربي اليوم بأنه أصبح أكثر صلابة، وأعرف بما يدور في كواليس السياسات الأمريكية – الأوروبية، أو قد يكون العرب قد تفطنوا بتلك الإنعكاسات الدولية علي المنظومة ككل، ومن ثم محاولة لم الشمل والرجوع الي الدور الرئيس العربي؟ 

وسنأتي في هذه السلسلة لكثير من التفاصيل في لقاء آخر.


للاطلاع على الأجزاء السابقة .. .. من خلال الرابط أدناه.