لقد قلت في مُفتتح ما تناولته سابقا من تحت هذا العنوان . ان ما نعانيه في ليبيا من تأزم . يرجع في مجّمله . الى اخراج معالجة شأن ليبيا والليبيين . من داخل قاعة البرلمان الى خارجه . وافتكاكه من بين ايادى الليبيين . والذهاب به الى ما بين أيادي اجسام موازية . لتصير هذه . في ما بعد . وكما اراد لها مؤتمر الصخيرات ومُهندسه . الى اجسام بديلة عن البرلمان واعضائه .
وبصيغة اخرى وبإيجاز شديد اقول . ان الذهاب بالشأن الليبيى الى خارج قبة البرلمان . كما انتهى به مؤتمر الصخيرات واراد له عرّابه . لا يزيد في شيئي . عن افتكاك ليبيا وشأنها من بين أيادي الليبيين . ووضعهما بين غير اياديهم ليُفصّلها هذا الاخِير . ويكيّفها على مقاسه . عبر السعي والتحرك نحو خلق بيئة مناسبة . تمكّنه من صناعة واحتضان وتثبيت وتجّدير نظام وظيفي . ليتولّى امر ليبيا وشئونها . لمدة عقود اخرى من الزمان . تكون فيها ليبيا والليبيين . ليس غير اطيان واقنان في خدمة هذا العرّاب وبلاده .
وفى تقدرى . كان يجب حينها على الهيئة الاممية . و من خلال منذوبها الاسبانى السيد (ليون) . الا تقبل بمجارات عرّاب الصخيرات . خاصتا . وهى تعلم يقينا . بانه سليل ارث استعمار ثقيل . فتمّنحه وبكل بساطة . وبدون أي شروط . غطائها الاممى . ليمرر من تحته . هذا الذى تمكن وبتوظيفه . بالنجاح في سعّيه . نحو سحب مناقشة وتداول شئون ليبيا والليبيين من بين ايادى الليبيين . ومن داخل قاعة برلمانهم . ليضعه بين أيادي قِلّة ممن اختارهم . لتصير هذه القِلّة وبه . وجمّلة ما بين يديّها . في خدمته وبلاده .
ولكن - وفى تقديرى ايضا - لم يفّلت الامر بعد . من بين أيادي الهيئة الاممية عن تصحيح هذه الغفّلة . التى اتضحت نتائجها السلبية . بل الكارثية . ليس على جغرافية ليبيا والليبيين . وحسب . بل وعلى جغرافية الاقليم وحوض المتوسط . ولكن الجانب المُفيد فى كل هذا . يكّمن في تعرّى وانكشاف . المهندس والاداة والوسائل . التى كانت من وراء كل هذا العبث . ليس امام ليبيا والليبيين والهيئة الاممية وحسب . بل وامام الاقليم والحوض وكل المحيط الدولى . فقد تبين للجميع . وبدون قليل شك . بان مُخرجات مؤتمر الصخيرات وعرّابها . هم جميعهم من جر الليبيين الى الاقتتال . وانتهى بهم الى حرب تحاصر ابواب طرابلس . حتى لحظتنا هذه .
ومن واقع القراءة الموضوعية . للذي يعصف بالحال الليبيى . نتبيّن بان مخرجات مؤتمر الصخيرات وعرّابه . هم مفاعيل هذا التأزم وادواته . والخروج من هذا الواقع المأزم . لا يتم الا بتفكيك ادواته مفاعيله . من خلال نقل معالجة هذا العبث . الى آلية بديله . نتمكن من خلالها وعبرها الوصول الى مخرجات . غير التي جاء بها الصخيرات وعرّابها . التى رفعت من وتيرة الشقاق بين الليبيين . وانتقلت به الى مراحل تجّديره في ما بينهم .
واخير اقول . لقد تناولنا هذه الآلية البديلة . في طرحنا السابق من تحت هذا العنوان . وقلنا بان الدخول الى الواقع الليبيى المضطرب . يجب ان يتم عبر المدخل الجغرافى . سوى عند تناوله في بُعّده الإقليمي او واقعه المحلى . وقلنا بان هذا المدخل لا يطاله التشكيك او الطعن . للنقاط التى حددنها وادرجناها في التناول السابق . واكدنا على اتخاد المتكئ الجغرافي المحلى واعتماده كركيزة اساسية قبل غيره او سواه . انتاء التعاطي مع الوقع الداخلى المضطرب . فمن المسّتبْعد . ان يذهب بنا هذا التوجّه . نحو قسّمة ضيزا للثروة والسلطة . بين المفردات الثلاث للجغرافية المحلية الليبية . .
الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة