ذه ليبيا التي  تشغلنا  ......هذه ليبيا التي نريد ...!!!
       ترددت كثيرا فى كتابة هذا الحديث ... بعد تدخلات كثير من ابناء الوطن ومن مختلف مناطق ليبيا الحبيبة ومن مختلف الأطياف الفكرية على ادراجين   سابقين  .
 هناك من وافقني الرأى وهناك من عارضني ،. وقد كال  بعضهم مدحا وكال بعضهم شتائم ، وزع البعض شهائد الثورية  ووصل البعض الى التهديد ،  رماني البعض بتهمة الحفترية  ، والآخر بنقض العهد مع القائد ،  وثالث بتمجيد دكتاتورية معمر القذافي  . 
لا أدري  كيف تَصْدُق الثلاث المتناقضات ،  كلُ  قرأ وفهم على هواه  وخلفيته . لهم جميعا الاحترام والتقدير  .
  ولكن اثرت الكلام على السكوت فالقضية تهم الوطن ، والخلاف على مستقبله ، وليس خلافاًشخصياً يمس حقا من حقوقي المدنية املك التنازل عنه... وسيلتي في ذلك رأيي  وخبرتي ، فلا املك  إعلاما أوظفه  ، ولا تنظيما التزم برائه ولا جماهير تتبعني ..!!!
بل انا مواطن اصغر من ذلك بكثير...اكتفي بتاريخي  ،أُريد إستعادة وطن ،  ولا اريد شيئا سواه لا منصب ،  ولاوظيفة ، انتخابا او تعيينا ،   فإذا كانت الوظيفة نعمة ،  فقد اكتفينا منها ،  وان كانت شرا   فقد كانت درسا لنا  في عدم التكرار ،  وهذا وعدُ منى بذلك..؟؟؟. 
 انا لم أقابل او اتصل برئيس المجلس الرئاسي السيد فايز السراج  ، ولا من جاء قبله من حكومات فبراير . ولم أقابل اواتصل برئيس مجلس النواب السيد  عقيلة صالح  وحكومته في طبرق . لم أقابل او اتصل  بقائد الجيش  المشير خليفة حفتر ولا اعرفه ولا قياداته . لم أقابل او اتصل بالسيد  سيف الاسلام منذ شهر 8/2011 م .  لم أُقابل أو أتصل بجماعة الاسلام السياسي .لم اتصل بكل هؤلاء ليس ترفعا او نرجسية سياسية  او اعلو  مكانة اجتماعية او غزارة علم....  انا مواطن ينظُر ويُقيّم يبحث مع غيره من ابناء الوطن ، عن مشروع ينقذ البلد ، يشكل ارضية  يلتف الليبيون حولها.
لا نبحث عن فارس همام او صاحب مال ، او جاه  ، او شرعية دولية ماوراء حدود الوطن .لا اريد ان أكرر عليكم الكلام  حول ماوصل اليه حال الوطن فكلكم   يعيش المأسأة . ولا أشرح لكم حال المواطن فجميعنا يشملنا هذا الحال..و لا ما وصل اليه حال القوى السياسية ، فجميعها فشلت في تقديم حل  ، يعيد الوطن المختطف سلما او حربا. وعليه ....
يحق لي كما لغيري انا المواطن ان ابدي رائي في  من يتصدر العملية السياسية   ومشروعه معارضا او مؤيدا  او ناصحا او محايدا . ومن حق ابناء الوطن ان ينتقدونني  مادمت اتكلم في المشروع او الشأن العام ........ 
 وهنا أقول ....
هنالك على الساحة شبه مشروعات او مشروعات منقوصة لا ارى انها تمثلني او أستطيع ان أكون جزءا منها  إلا اذا تم تطويرها لتصب في صف الوطنية  .
  وفِي غياب المشروع الوطني  علينا جميعا كوطنيين ان نساعد على بلورة  ،مشروعا وطنيا وعلينا ان نتحسس ماهو مطروح من مشروعات من ابناء الوطن نبحث عما يجمعنا فيها ونحاول ان نضيف اليها  .
على الوطنيين ان يبحثوا عن من هو اقرب اليهم  في الساحة من اجل استرداد البلد ، وقد تكون صيغة التحالف  تصلح لهذه المرحلة  ،   وقد يكون مناصرة القوات المسلحة  لفرض الأمن  والاستقرار  ولفترة انتقالية  تتم خلالها بناء أساس الدولة التي سيتفق عليها الليبيون  ، دعونا نبحث عن المشترك  ونؤجل المخالف ، نُعيد تقييم مواقفنا بما يتلأم والمرحلة .
على القوى الاسلامية اذا كانت تؤمن بالوطنية وتريد الشارع ان يقبلها ان تعتذر من الليبيين بما سببته من دمار  للوطن والمواطن  طيلة الثمانية سنوات وان تقدم مشروعها الليبي ، وتقبل بغيرها من الأطياف السياسية  ،  المشروع الذي يُؤمِّن  ويضمن وحدة ليبيا واستقلالها الوطني التام ، وتقطع علاقتها نهائيا بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين   وتنتقل بنفسها من حالة العمالة للأجنبي  الى حالة الطيف السياسي الوطني ،  عليها ان تتعلم  أنه سوف لن ينجح مشروع الاسلام السياسي القائم على تحطيم مؤسسات الدولة  وجيشها وأمنها  وإحلال نظام المرشد العام القابع في قطر او انقرة او القاهرة ، محل إرادة الليبيين .
على المشير خليفةحفتر ان يخاطب الليبيين  وأن يشرح لهم مشروعه  للدولة التي يقاتل الاسلام السياسي من أجلها .
اني ارى اليوم ان مشروعه يقوم على رِجْلًُ واحدة وهو القضاء على الارهاب الإسلامي وتحقيق الأمن ، وهو هدف نبيل ووطني نريده اليوم وقفنا معه ولا ننقصه حقه  ولا نبخس ثمن دماء سالت على مذبح الوطن ،  ولكنه في الجوانب الاخرى من المشروع نراه يقوم على شرعية برلمان اصبح كسيحاً بعد إختفاء صوت الوطنيين فيه،  ذلك  الصوت الذي رائناه في تكوين الجيش وإلغاء قانون العزل، وأصبح منتدى  للقوة البرجماتية ، وفِي الجانب الاخر  حكومة  غائبة  ،وهيكلية عسكرية مشوشة .
ويكاد مشروعه يقوم على شخصيته كقائد عام للجيش ينازعه في هذا اللقب اخرون ، سوف ينتهي بانتهاء خليفة حفتر موتاً او عزلاً ، وهو  ما لا نتمناه للمشير حفتر ،  وهو ما نخشاه على مستقبل القوات المسلحة العربية الليبية ، ودورها في إسترداد الوطن .
واذا ماأراد لمشروعه ان يكتمل عليه ان يشارك غيره من القوى الوطنية في هذا المشروع بغية اكتماله من خلال حوار مجتمعي ان أمكن او حوار قيادات وطنيه تتفق على الحد الأدنى سياسيا ، وحدة ليبيا واستقلالها . ونحافظ على الجيش مشروعا وطنيا شعبيا ، بدلا من تقديمه مشروعا لاحد طرفي فبراير .
سيف الاسلام القذافي (.  فرج الله كربه  ) وهو اذا دخل المعركة السياسية  بمشروع  ابيه السياسي  فلا شك هناك مشروع متكامل خضع للتجربة ويعرفه الليبيون هناك من يتحيز له وهناك من هو ضده  . أنا من المنحازين لهذا المشروع  ولكن بعقل ومنهجية الجيل الثاني للثورة  أدعو لهذا المشروع بالتي هي احسن بالحجة والإقناع وسط المعركة الفكرية الدائرة  ، لا أدعو الى فرضه على الليبيين ، ولكن املك تبنيه والدعوة له ، فأنا لست معمر القذافي الذي كان يمتلك شرعية فرضه استنادا لقيادته الدولة والمشروع في آن معاً.
ولكن الذي اعرفه ويعرفه اغلب الليبيون  ان سيف الاسلام وعلى المستوي الفكري وتنظيم المجتمع والدولة  يناقض مايطرحه ابيه ،
وكان رائه واضحا  وصريحا وشجاعاً  وعلنيا  ، والرجل لم ينافق في معارضته للكتاب الاخضر  الذي يؤسس لسلطة الشعب عن طريق المؤتمرات الشعبية تشريعا ومراقبة واللجان الشعبية تنفيذا ، وكان هذا رائه وأبيه حياً. ولم اسمع  اوأقرأ  له رأى أخر  بخصوص انحيازه للنظام الجماهيري ، وفق صيغة المؤتمرات واللجان الشعبية
اما مشروع ليبيا الغد  فهو خطاب سياسي لم يرتقي الى مستوى المشروع الوطني  وكان في اساسه  اشراك قوى إسلامية ويسارية في حكم وإدارة البلد  انقلبت على سيف الاسلام  بيسارها محمد الهوني ومحمود جِبْرِيل ،  ويمينها على الصلابي وَعَبَد الحكيم بالحاج من اول طلقة من حلف الناتو .
والرجل مُطالب اليوم  وبعد هذه التجربة النضالية القاسية في السجن  أن  يشرح نفسه  بشكل واضح هل هو مع مشروع ابيه ، القائم على الكتاب الاخضر أم له رؤيه أخرى  أو مشروع آخر  ، وذلك مطلب يرغب في معرفته تيار ابيه وانصاره ومن حقهم .
 أما  فايز السراج والمجلس الرئاسي  فإنهم يستمدون شرعيتهم من المجتمع الدولي كما يقولون ومن ثم هم مشروعا استعماريا اجنبيا ومشروع عمالة للأجنبي لاعلاقة لليبيين به وجدوه أمراً واقعا ، ومرغمين على التعامل معه .
ذلك بإيجاز شديد خر يطة ليبيا السياسية  التى يلفها الضباب ، تفتقد الرؤيه والأداة  تعصف بها الرياح من كل جانب فقدت استقلالها ووحدتها وهجرها جزءا كبيرا من شعبها وتلك ليبيا التي تشغلنا ....!!!
اما ليبيا التى نريد   .....
هي ليبيا الموحدة المستقلة التي تضمن لمواطنيها العيش الكريم بحرية ، وفق دستور  يُكتب  ويصدر في جو ديموقراطي  ، وتنمية مستدامة لا مغبون ولا محروم .ليبيا التى تعاملها اكبر قوى العالم ندا .
قد يَرُد عليّا البعض بترهات  محطة الجزيرة وبكلام ممجوج يكررونه بمناسبة وبدونها  ، أنك أحد المسؤلين على عدم بناء المؤسسات وزرع الفوضى .
 أقول ....
 ليبيا كانت دولة بمؤسساتها السياسية والاقتصادية وخبراتها في كل المجالات  وتستعين بهم المؤسسات الدولية  ،  وتقارير التنمية البشرية والبنك الدولي شاهد على  معدلات النمو الاقتصادي والاجتماعي، يشتاق الليبيون الى عودتها اليوم . لم ندعي انها السويد  ،  لديها مثل كل الدول مشاكل  واختناقات ولكنها كانت رائدة في محيطها  ، وحتى اللذين يتهمون المرحلة بتجهيل الليبيين يبدأوا  كتابة اسمائهم  بالدكتور والمستشار والمهندس والطيار والعميد  والمحامي  والطبيب  وحامل الماجستير ... الخ وهم نتاج لها .
وكانت تعاملها أمريكا ندا وتخشاها قطر  وتطلب ودها تركيا  وتحترمها المجموعة الدولية  .
تنصب خيمتها في الاليزيه وتخطب في قلب روما  ويتمسح ببابها رئيس وزراء بريطانيا العظمى ،  وتهتز لصوتها الامم المتحدة ، وتقاتل امريكا في خليج سرت . تلك معارك لم يختارها معمر القذافي بقدر مافرضها التاريخ استكمالا لمعارك هانيبال على أبواب روما ومعارك عبد الرحمن الغافقي في   بواتييه على ابواب باريس  ومعركة فيلادلفيا على شواطئ طرابلس.  ومعارك عمر المختار في الجبل الاخضر وثورة غومة المحمودي في جبل نفوسة. بحلوها ومرها نصرا ام هزيمة .
وفِي نفس السياق  ، تَبْني الاتحاد الافريقى  ، ويحج  لها ابناء الكاريبي   ، وتنشر   المساجد في اصقاع المعمورة . قد يقول  البعض تلك السياسة قادتكم الى المواجهه مع هذه الدول  وإنكسرتم ، اقول  لو لم تكن  ليبيا دولة يُحسب لها حساب  في الصراع الدولي ، لما أُسقِطَت بحرب كونيه ثالثة ...
وللشرف والكرامة الوطنية ثمن لم يُدخِلَه التاريخ  يوما  في حسابات الربح والخسارة .... 

أمين ( وزير السياحة ) الليبي السابق 

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة