لا تبنى الدول على المجاملات بل الأساس في بناءها واستقرارها ، الوضوح والمنطق البعيد عن العسف .
الهوية من الامور الاساسية التي تقام عليها الدول ، والشعب الليبي في اغلبيته الكبيرة لا يقبل التجزئة الاثنية ولا المذهبية .
أن أغلبية الليبيين عرب يرجعون في معظمهم الى بُطُون قبيلة بني سليم، وكلهم مسلمون مالكيين أشعريين وقلة منهم سنة اباظيين ، فلماذا يفرض عليهم التنازل عن هويتهم إرضاء لارادة مجموعات قليلة حتى لو سلمنا جدلا بان لها حقوق مستلبة .
لماذ الحديث وكأن بليبيا صراع إثني نحتاج للتنازل عن الهوية الأساسية لأغلبية الشعب لتجاوز ذلك الصراع الوهمي الموجود فقط في أذهان الأعداء وبعض السطحيين .
الهوية العربية ليست فقط عرقية ولم تكن شيفونية ، بل ثقافية حيث دمج الدين الحنيف كثير من الأمم في الهوية الثقافية العربية .
نظرة الى دساتير دول الجوار التي يوجد بها حجم أكبر من الإختلاف الأثني والمذهبي ، نجد في دساتيرها السارية ،نصوصا واضحة وقطعية للإنتماء العربي لشعوب المنطقة ، فالدستور المغربي المعدل نص في تصديره الى إنتماء المغرب الى الأمة العربية ، وكذلك نص الدستور الجزائري الصادر ٢٠١١ على أن الجزائر جزء من الامة العربية ، والدستور التونسي والمصري فكانا واضحين في الإنتماء الى الأمة العربية .
الكيان الصهيوني الذي ليس مثالنا ، بعد نصف قرن من تأسيسه أضطر الى فرض اليهودية كهوية عرقية للأسرائيليين .
مشكلة اوروبا التي يتبجح ساستها بالديمقراطية والمساواة ، مشكلتهم الأساسية مع المهاجرين تكمن في متطلبات دمجهم في الهويات الثقافية للدول الاوروبية ، بالرغم من اعداد سكان الهويات القومية الاوروبية منفصلة أقل بكثير من عدد سكان الأمة العربية ، فلا المانيا ولا فرنسا ولا بريطانيا ولا ايطاليا ولا اسبانيا يصل عدد سكانها مائة مليون ، ولا لغاتهم على أهميتها الثقافية والعلمية ، عدا الانجليزية تتفوق من حيث عدد الناطقين بها على اللغة العربية، فهي ثالث لغة يتحدث بها الناس بعد الانجليزية والصينة ، علاوة على كونها لغة القرآن المجيد الذي يدين به اكثر سكان الكرة الأرضية .
محاولات تقسيم ليبيا على أسس إثنية ومذهبية مؤامرة إستعمارية ينبغي أن تواجه بكل صرامة ، ومن كل الليبيين والليبيات اي كانت قبائلهم او انتماءاتهم الإثنية او الثقافية .
الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة