الصديق على شبكات التواصل اليساري الماركسي القديم والليبرالي الوسطي الجديد علق على إدراج لي أدين فيه العمليات الإرهابية بأنه تشفي فيه وأمثاله ممن يحسبون أنفسهم على فبراير مذيلا تعليقة بالقول الشهير( مصائب قوم عند قوم فوائد)وبما أن الفكرة قد تكون مشاعا بين أخرين أردت أن أتدخل بالتالي:- .

بأي المقاييس تحسب يا أستاذ.. عندما تتحدث عن المصائب والفوائد؟!! لكني أقدر أنك تعني المقارنة بين عهدين ولن أخوض في هذه المقارنة لأني لم أسمع من أي فبراري حتى هذه اللحظة سوى تبرير خطايا اليوم بأخطاء الماضي إذا إستثنينا الفخر بسحل القذافي والثمتيل بجثته (المهم التاغية مات) وهو مشهد أراده الغرب وذراعه القوية (الناتو) درسا وعبرة لكل من يتمرد عليه بما فيه الذين حققوا له رغبته في التشفي من القذافي ونظامه والذين لا يردعهم اليوم في ليبيا سوى هاجس عودة الناتو... لذا سأتحدث معك عن فبراير الواقع الذي نعيش تفاصيله ونكابد مئآسيه ومن يقف وراءه لا عن الثورة التي تعشعش في أحلامك القديمة كيساري والتي دفع ثمنها السجن وتمتع بعدها  بعفو الجلاد!! ورعايته ووظائفه ومنحه وعطاياه.

فالثورة الشعبية التي لا علاقة لها بفبرايرولا تشترك معه سوي في مظهر الدهماء الغاضبة رغم أوهامك التي تصور لك أن ما يجري في ليبيا اليوم  ليس سوى مقدمة ضرورية لها وعندما تصدمك الوقائع تسارع لمدونات التاريخ والأدب والشعر والفلسفة علك تجد بين طياتها ما يربط بين هذه الوقائع وبين أحلامك ويبرر رجعيتها وهمجيتها بالحتمية الثورية وكلما وجدت شبها بين ما شاب بعض الثورات التاريخية من عنف وحيدة عن أهدافها قفزت فور للنتائج مفترضا أن الحتمية التاريخية تجعل ما جرى في بلادنا مقدمة للوصول بليبيا إلى النمودج الليبرالي الفرنسى وربما النموذج الليبرالي الروسي الذي أجهض أحلام اليساريين الأمميين في قيام الدولة الإشتراكية النموذج لكن الحنين للماضي قد يجعله عندك مقبولا وربما الأفضل لأنها نتاج (الكى جى بي) راعي اليساريين الماركسيين إبان المرحلة السوفياتية البائدة, وها أنت كما كنت في الماضي يوم أن إخترت أن تكون ثوريا ماركسيا... تتجاهل قواعد التحليل الطبقي  التي تفترض أن مجتمعنا القبلي العشائري أقرب إلى المجتمعات البدائية في أفغنستان والصومال منه إلى هذه المجتمعات الواضحة فيها معالم الطبقية فتتوهم أن فيروسات (الناتو) قد تنقل عدوى الليبرالية وتؤسس مجتمعا قائما على علاقات وقوعد الانتاج عوضا عن المجتمع القديم القائم على العلاقات والقواعد الإجتماعية...وحتى أن لم تعترف فأن كل ما يجمعك بفبراير ومثلك كثيرون وعلى الأخص في أوساط المثقفين واليساريين هو الثأر من الماضي الذي قمع طموحاتكم السلطوية وتجاوزت طروحاته الشعبوية أفكاركم الكلاسيكية ...فعلاقتكم بما حدث في فبراير تشبه إلى حد بعيد جهاد المناكحة أوزواج المتعة سينتهي بالفراق والفضيحة وعندها لن تخسروا تاريخكم فقط بل الوطن الذي تفترضون أن نضالكم من أجله ففبراير بعيد عن أوهامكم بعيد أن يكون ثورة  فهو كما تصفه (البي بي سي) حتى اليوم تمرد  ...فقد بدأ كحركة إحتجاجية تدعوا إلى الإصلاح فمن كان وراء الحقوقيون الذين بدأو أول إعتصام من أجل أحلامهم في الدولة المدنية؟!! ومن كان خلف إعتصامات أهالي سجناء أبوسليم حتى بعد أن  قبضوا ديات أبنائهم؟!!  ومن كان يحرضهم على الإحتجاج على قلة مبلغ الدية التي قبضوها دينار ينطح دينار؟!! وماهي الصفقة التي عقدوها مع عبد الله السنوسي والبغدادي قبل أن يتدخل الأهبل الساعدي الذي فجر غضب الليبيين جميعا وسفه أحلام أخيه في كلمته لأهل بنغازي فتنبه الليبيون إلى خطورة الصراع بين أبناء القذافي الذين كانوا يرون في ليبيا مزرعة خاصة لأبيهم وان الليبيين ليسوا سوى قطيع من الشحاتين يقفون على أبوابهم طلبا لصدقة أو إحسان.. فأندلع الغضب في شوارع بنغازي وغدته حوادث معزولة في مدن أخرى في الشرق والغرب لينقلب حلفاء (سيف) من السجناء السابقين من جماعة الأخوان والمقاتلة عليه وعلى مشروعه ليبيا الغد ويحولوا الحراك السلمي المطالب بالدولة المدنية والذي لم يكن سيف بعيدا عليه!! إلى صراع مسلح بالهجوم على مراكز الشرطة والأمن ومعسكرات الجيش ومخازن الأسلحة وغطته وغدته وسائل الأعلام الأجنبية ودول لها أحقادها وخصوماتها مع القذافي ونظامه ومنذ تلك اللحظة وقع الأنقلاب على مطالب الشعب في الإصلاح والتغيير...,وأنتهي مشروع الثورة بالتدخل العسكري الأجنبي والتي قادته دول عرفت بحساباتها الطويلة مع القذافي فإستهدف تقويض أسس الدولة لتحويلها إلى كيان كسيح فتم التركيز على أجهزتها الأمنية والعسكرية وعقد المواصلات والإتصالات ...وتبارى العديد منكم لخلق الذرائع وتضخيم الحوادث وتلفيق الأساطير كل له غايته الشخصية وأحلامه الخاصة ...فكان لكم ما أردتم ثارات صغيرة وأحقاد سوداء أفرزت قروحها صديد عزل وإقصاء وتهميش وتصفية وإعتقالات وتعذيب وتهجير وفساد شهد عليه القاصي قبل الداني وفيما إشتغل الفبرايريون بالغنائم والمناصب نزل أهل التمكين والتمكن على الأرض بين الناس لتتقاطع أجنداتهم في أن لا تقوم لليبيا دولة وأن يبقى الشعب منقسما وربما الوطن لاحقا فأجتمع الأعداء من عسكر ومخابرات وشركات أمنية (أجانب) مع التكفيريين والسلفيين الجهاديين وبعض من الإثنيين لخدمة أجندات عابرة للحدود في المدن والصحاري والجبال والسهول الليبية فيما الشعب جالس يتابع ملهات فبراير وأبطالها جبريل وصوان وأبوسهمين وزيدان والمجرمون والثوار والجضران و.......على أنغام فرق المفخخات و الخطف والحصار والإغتيالات هذا فبراير الواقع وبعض من التاريخ فهل تملك أنت وأمثالك الشجاعة للتبرؤ منه فهو ليس ثورة ولا علاقة له بالتقدم والتقدمية ولن ينتج أبدا دولة مدنية فلا بد من وأده لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية للخروج بالوطن من عنق الزجاجة والعبور به إلى أفاق المستقبل الفسيح وتلك هي الفائدة الوحيدة التي سنجنيها من مصائب فبراير إن كان للمصائب فوائد أم ماذا يارفيق؟!!!.