منذ اعتلائه السلطة حاول ان يلحق بالركب الاوروبي ويكون عضوا فاعلا به,لكنهم رفضوه لتاريخ بلاده الاسود في مجال حقوق الانسان وبالأخص الاقلية الكردية وما محرقة الارمن عنا ببعيد,اتجه جنوبا لكي يعيد امجاد الامبراطورية العثمانية,عملت شركاته في مختلف الدول العربية لإقامة مشاريع استثمارية ودرّت عليه النفع اليسير تطور الاقتصاد التركي وشهد انتعاشا ملحوظ.

حاول ان يدغدغ مشاعر العرب بوقوفه الى جانب حركات المقاومة الفلسطينية,جازف ببعض رعاياه وممتلكاته (كسر حصار غزة وما تبعها من فقدان بعض الاتراك)لكنه ظل يقيم علاقة متينة مع كيان العدو,نصرة الاقصى وإقامة الدولة الفلسطينية مجرد شعارات براقة,تخفي وراءها حب السيطرة والتملك وعودة الهيمنة العثمانية على المنطقة ومن ثم جني خيراتها,ليس من خلال فرض اتاوات كما فعل اسلافه,بل من خلال تشجيع الاعراب للاستثمار في بلاده بجلب الاموال من بلدانهم في ظل حالة عدم الاستقرار والفوضى العارمة التي تشهدها  المنطقة المتمثلة في نكبة "الربيع العربي",والتي ساهم السيد اردوغان بفاعلية في حدوثها واستمرارها.

ما ان انطلقت شرارة الربيع العربي حتى افرخ حزب العدالة والبناء الاردوغاني بدولنا المنكوبة ,وان اختلفت في المسمى لكنها تظل متحدة في الجوهر,احزاب اخوانية تسعى الى اهدار اموال شعوب المنطقة ووضعها في خدمة السلطان العثماني لإنشاء امبراطورية اخوانية بنكهة اسلامية.

كنوع من رد الجميل فان اخوان ليبيا,نهبوا خيرات البلاد,اودعوها البنوك التركية,اتخذوا من الاستانة مقرا شبه دائم لهم يلجئون اليها وقت الشدة,ولهذا الغرض فان تركيا الدولة الاورربية الوحيدة التي تسيّر رحلات جوية بانتظام الى ليبيا,اقاموا بها الشركات المختلفة,ثبّتوا بها قنوات فضائية تشعل نيران الفتن بين مكونات الشعب وتسعى جاهدة الى طمس الحقائق,وعلى نفس المنوال يفعل اخوان تونس والمغرب,اما اخوان الجزائر فإنهم يسعون الى الظهور وان بخطى بطيئة مخافة ان يطيح بهم النظام المشلول الفاقد القدرة على الحركة والانتاج,اما اخوان مصر فرغم تلقيهم ضربة قاصمة إلا انهم لا يزالون يسعون للحاق بركب الاردوغانية.

لقد عمل اردوغان ومنذ مجيئه الى السلطة وفي ظل الانهيار شبه الكامل للأنظمة العربية الفاعلة,على اقامة العديد من السدود على نهر الفرات بحجج توليد الطاقة الكهربائية متعديا على حقوق سوريا والعراق في نصيبيهما من مياه النهر,مخالف النظم والأعراف الدولية التي تنظم استغلال مياه الانهار بين دول المنبع والمجرى والمصب,لتزداد مآسي شعبي العراق وسوريا,ليفقدوا قدرتهم في انتاج ما يحتاجونه من مواد زراعية تسد رمقهم.

 لقد شاهدنا تباكي الاخوان على المحاولة المزعومة لإسقاط اميرهم,التي سرعان ما تحولت الى دموع فرح وتهليل وتكبير,كيف لا وهم يعدونه مثلهم الاعلى وحامي الحمى,وراعي المصالح الاسلامية في عالم متلاطم من الامواج "التكفيرية" المتربصة بالإسلام والمسلمين.

وبعد,هنيئا لاردوغان بفوزه وان بنسبة ضئيلة تعدت النصف بقليل وليست بغالبية عظمى,كماهو الحال بالنسبة لنتائج الانتخابات الرئاسية ببلداننا,وهذا يدل على مدى شفافية ونزاهة الانتخابات, هنيئا له بهذا الكم الهائل من الاخوان في مختلف اصقاع العالم الذين يساندونه في السراء والضراء,هنيئا لكم يا معشر الإخوان في مختلف اصقاع العالم,فان دعمكم له وتشبثكم به لم يذهب سدى بل اتى بأفضل اكل,كيف لا وقد حملتم معكم كل غال ونفيس,وتركتم شعوبنا تتضور جوعا وتتلوّى ألما.  

كاتب و شاعر ليبي 

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة