نحن من بين الدول الهامشية فى صناعة الأقتصاد الذاتى ..كدولة ذات أستقلال عن الدول الحاكمة .. فاليوم نحن دولة فى أسار اقتصاديات الدول المتقدمة ..فنحن من بين الدول احادية الانتاج اى اننا لا نصدر الا سلعة واحدة للأسواق العالمية وهى النفط الخام .. فليس لنا اى تنوع فى هيكل التصدير فالآعتماد على سلعة واحدة ينقص من حريتنا على التحرك ..اى يغل ايدينا فى صناعة القرار خاصة المالى حتى محليا .. 

   فليس لدينا كامل الحرية فى اى اصلاح مالى لقد غلت ايدينا على صناعة القرار المناسب فى محاربة التضخم و الكساد ..و لا يمكننا بناء اى سياسة نقدية داخل البلاد .. فالنفط يتدفق خارج موانئنا .. و ليس لدينا اى سياسة فى اقتصاديات النفط و قد تحدثت مرار مع السيد وزير النفط لكن حديثنا ذهب ادراج الرياح بعيدا فى ايجاد سياسة نفطية مستدامة .. 

  نحن ندعى للأسف بالدول البتردولارية لأننا ندور فى فلك الدولار فى تسعير مواردنا النفطية.. وما يسمى بمنظمة ( الأوبيك ) هى منظمة لا تخدم الا الشركات النفطية الأحتكارية العالمية .. و لم تقدم لشعوبها شيئا من الأصلاحات البنائية و تقوده دولة متخلفة سياسيا و اقتصاديا .. 

  دينارنا الليبي ظل يدور فى حلقة التسلط للدولار الأمريكى .. و غير قادر على الأنفكاك عنه ...فأنت و أنا اذا ماحملنا دينارا ليبيا فسوف نداوله فى السوق السوداء فى ( تونس ) أوفى ( مصر ) .. 

  قمة الغباء النقدى لدى المصرف المركزى ..الغير قادر حتى على صناعة سياسة نقدية حتى مع الجوار الليبي مابالك فى السوق العالمى ..فالمصرف المركزى لا وظيفة له فى بلادنا سوى طبع النقود و لا غير ذلك .. ؟؟ نحن لازلنا دولة فاقدة لأستقلالها السياسي بفعل فقداننا للأستقلال الأقتصادى .. كل الدول من حولنا تريد ان تغرس أصبعها فى برميل النفط لا غير ؟؟ فبرميل النفط هو حصان ( طروادة ) للتدخل الأجنبى فى بلادنا اليوم .. ( فأيطاليا ) اصبحت يد العم ( سام ) فى ليبيا بعد زيارة ( ترامب ) لأيطاليا أخيرا .. فالولايات المتحدة ليست مع ود مع ( فرنسا ) منذ زمن ( ديجول ) ؟؟ و لاندرى سر العداء ؟ هل هو تصفية الوجود الفرنسي فى الدول الأفرونكية كما فعلت مع بريطانيا ؟؟ السماح لأطلاق يد ( ايطاليا ) من قبل ( ترامب ) سوف يزيد من عذابات ليبيا فى الشقاق السياسي .. فايطاليا هى مجرد وكيل للشركات الأمريكية فى ( ليبيا ) ..ومن بينها شركة ( اينى ) التى هى فى ايدى الأمريكيين .. فايطاليا لا تلعب الا دور ( المافيا ) فى ليبيا اليوم .. 

 فأحتكار السوق النقدى العالمى من قبل الولايات المتحدة و سيطرتها على الصندوق النقدى الدولى و المصرف الدولى .. جعلت من ( نيويورك ) عاصمة الأقتصاد المال العالمى و لا يتحرك دولار الاعبر ( وول ستريت ) .. حتى سوق الأوراق المالية فى ( نيويورك ) يتلقى الأموال من العالم فى مجال الأستثمارات بملايين الدولارات دون ان يتحرك من مكانه ..فهو وعاء يدفع له دون ان يدفع ..؟؟ اقتصادنا المالى اليوم يتمحور حول الدولار .. فعملتنا تابع للدولار و كذلك اقتصادنا الكلى ..

   فالدينار الليبي محصور ضمن الحدود الليبية و لا يستطيع القفز حولها خارجا .. و لايحمل قيمة فى ذاته اذا ماأردت التبضع من الخارج ..فأحتكار سوق النقد العالمى من قبل دول حاكمة لم يمنح الحرية لتحرك الشعوب المغلوبة على امرها فى بناء اى سياسة اقتصادية ذات تكامل .. و لم يمنح حتى حرية الحركة عالميا للدينار الليبي فى ان يتخذ وضعه فى السوق العالمى ..

فحزمة الأصلاح التى تقدمها حكومة ( السراج ) اليوم منى تغير سعر الصرف بخفض العملة الليبية مقايل الدولار و لا ندرى لماذا ؟ هل هناك عجز فى الحساب الجارى لدى ليبيا مع ان ميزان المدفوعات فى صالح البلاد بعد ارتفاع سعر النفط ؟ فما معنى خفض سعر الصرف من جدوى و قد قمنا فى السابق فى تخفيضه الى 1.45دينار للدولار بدلا من 3 دولارات للدينار و لم تجدى شيئا ..ليظهر علينا جهابذة الأقتصاد و يقولوا للشعب الليبي  مالجدوى لتخفيض قيمة الدينار؟

  اننا سوف نزيد من عذابات الشعب الليبي حيث ان 80% من الشعب الليبي ذو رواتب ثابتة .. و تخفيض قيمة الدينار الليبي يعنى تخفيض الدخول ..ثم ماانعكاساته على الأستثمار فى الداخل كل ذلك ظل فى طى النسيان ؟؟أن ما تحدث عنه الدكتور ( الفيتورى ) فى اتبع سياسة السعرين للدينار الليبيى نوع من التجديف الفارغ فلقد اتبعناه فى السابق و اتبعته (الأردن ) و لم يجدى ؟؟و سوف نطرح الممكن للصلاح فى مقال لاحق ..

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة