‫عناقيد الغضب ( The Grapes of Wrath ) رواية شهيرة للكاتب الأمريكي جون ستاينبيك. كتبها عام 1939.‬

 تتحدث الرواية عن مأساة ملايين الأمريكيين الذين دُمرت حياتهم خلال كارثة الكساد الاقتصادي الكبير الذي اعترت أمريكا عام 1929، والجفاف العظيم الذي دأهمها في الثلاثينيات. 

قال ستاينبك خلال كتابته الرواية : أريد أن أضع علامة عار على جبين الأوباش الجشعين المسؤولون عن الكساد العظيم عام 1929 .

لست متخصصاً في تفسير الماء بالماء ولن أذهب بعيداً في إرفاق تفسير لكل ( منشور ) فهو كما هو بما أوردته بالنص لا بالتأويل، لستُ مسؤولا عن كرهك لـ ( حفتر ) ولست مسؤولا عن كرهك لأخر مشروع ينقذ ( ليبيا ) من براثن الاوغاد، فلك حق الاختيار، يمكنني تفهم خوف الكثيرين من دخول القوات المسلحة العربية الليبية الى العاصمة طرابلس لأنها ستنهي مرحلة الاستثمار في الفوضى عن كل الاطراف.

 ستنهي احلام تحويل شمال افريقيا إلى إمارة متأسلمة تابعة للباب العالي ورأينا ذلك في نبرة صوت ( اردوغان ) الحالم الطامع والعابث، ورأينا ذلك في فتاوي الأعور الدجال بدعوات للجهاد يطلقها ضد ابناء القوات المسلحة وليست الشرقية لأن جغرافيا ترهونة والرجبان والزنتان والشاطئ وسبها لم تتغير وتذهب خلف قمينيس والابيار واجدابيا.

تصور الرواية الامريكية حالة البؤس والجوع والفقر الذي عان منه ملايين الناس في عقود ماضية اشعلتها فيما بعد عناقيد غضب كاتب بارع، لكنك عزيزي الليبي الذي تقف ضد الجيش فعليك قراءة رواية ( عندكم ولايا ) التي قدمتها لنا صور التمدن والثورة والحريّة وأعلنت بموجبها سقوط قيمنا وأخلاقنا وظهور عوراتنا.

ربما تعحبك رواية ( البقرة ) الثائر المغوار احد ابرز الوجوه المشرفة الذي ان غضب قصف مطار معيتيقة بالمدفعية ودمر طائرة او طائرتين ولا باس ان تدفع الدولة ملاييين الدولار.

ربما تعحبك رواية ( بادي ) وعنوانها الله اكبر المطار يحترق واحترق معها رزق الليبيين ومليارات تبخرت.

 روايات عديدة تختزلها ذاكرة اذلال النساء في طوابير المصارف والاعتداء عليهن بالضرب والسب والشتم، واذلال الرجال، والقتل والخطف والابتزاز .

ذاكرة سجن الرويمي المروع وقتلهم بدم بارد هل تتذكر المشهد يامن تدعي انك تريد حماية طرابلس وانت تحمي ( المضغوطة والصندوق ) ولا تريد حماية كل بيت وامراة في طرابلس، لكن الكثيرين تناسوا عن عمد مآسي غرغور ودماء الشيوخ وهي تسيل في شوارع عاصمة كل اللييين . 

خرج الاف المشجعين الى تونس من اجل تشجيع منتخبهم في لعبة كرة القدم وكان الخروج الأمثل سيكون في حماية مستقبلهم ممن سرق مستقبلهم وسرق جيوبهم ٢٧٧ مليار ، قرصنة والشعب نيام والأنكى من ذلك يصفق بعضهم للسارق لأنه منحه كسرة خبز ( يابسة ) يلتهي بها أيامه الاخيرة، لكنني اعلم خروج الشباب بصدورهم العارية ستكون فاتورته كبيرة عنوانها رصاص الميلشيات في صدور ابنائنا .

لم تكن تاجوراء وفشلوم والغرارات ببعيدة عن روح الدولة المدنية حينما قرر من ترونهم احفاد الخلافاء الراشدين اقتحام البيوت وهتك الأعراض وضرب النساء وتقطيع الرجال وطبخهم وتصويرهم ... 

على مدى ثمان سنوات كانت تصلنا الاخبار المأساوية من اهلنا في طرابلس، ولم يعد للامر من منتظر ولا تأجيل، عناقيد غضب الأمهات والأرامل والمشردين والمحروقين والمسجونين والمطحونين كانت في دعواتهم لرب العباد والذي قال : وبشر الصابرين ... 
وعد من الله بنصر البسطاء فقد فشلت كل وسائل الحوار مع ثلة فاسدة جعلت من رقابنا جميعا قرابين للكراسي والحكم ويتلذذون بدمائنا .

عناقيد الغضب على ميليشيات أزكمت رائحتها الأنوف فكان وعد الله لعباده بالنصر على فئة الباغية ...

 أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ
ليست دعوة للقتال وانما دعوة  لتطهير الانفس اولا وتطهير البلاد ثانيا، لأنها وانا ناصح لكم الفرصة الاخيرة لانقاذ ليبيا لان المشروع البديل لا سمح مرعب جدا سيكون انهاء دولتنا وسحق شعبنا وامامكم أفغانستان والصومال والعراق واليمن ..


كاتب و صحفي ليبي