عندما ذهب شرق البلاد ووضع يده على منابع النفط ومواني تصديره . التى تغذّى خزائن مصرف ليبيا المركزى بالمال . واردف جنوب البلاد الخطوة بمثلها . فصارت بهذه الخطوات . كل ابار ومنابع النفط وجل موانى تصديره بليبيا . تردد ما يردده . لسان حال كل الليبيين . القائل . يجب ان يوظف النفط لصالح كل ليبيا وكل الليبيين . وليس لغير ليبيا ولغير كل الليبيين . ولكن ما الذى جعل موارد النفط الليبيى . لا تذهب الى كل الليبيين  . الاجابة البديهية . ستنتهى بنا الى الآلية . التى جاء بها مؤتمر الصخيرات وعرّابه . فى اجسام ما بعد الصخيرات . واوكل لها مهمة تفكيك التأزم الليبيى . بعدما نجح فى دعمها بغطاء اممى . يضفى شرعية دولية على ما تتخذه من قرارات .  

    فالمعضلة هنا فى الآلية . التى جاء بها مؤتمر الصخيرات وعرّابه . والتى وبإيجار شديد . يجب تفّكيكها . وخلق بديل عنها . كخطوة اولى . فى اتجاه اعادة النفط فى خدمة كل الليبيين . فالصخيرات وعرّابه . كما بيّنت الاحداث ولا زالت . لم يأتى لخلق آلية تساعد الليبيين فى تخطى تأزمهم . بل استطيع القول . من خلال زاوية هذا التناول للتأزم الليبيى  . بان الصخيرات جاء وبوجه من الوجوه . لاعتماد مجلس ادارة لمصرف ليبيا المركزى . وليسّنده  بغطاء سياسى ذو صبغة دولية . كى تكون اجراءات (المركزى العتيد) نافذة لا يطالها الطعن . وبهذا السند الدولي . ذهب المصرف المركزى بغطائه السياسى فى اتجاه بعيدا عن خدمة وحاجة ليبيا والليبيين . بل وعندما انتفض الليبيون بمعّية الحرب . وأتو بها ابواب طرابلس . بغرض تفكيك آلية العبث الذى يعصف بالمدينة . وتطال ارتداداته كل ليبيا واقليمها الجغرافى . لم تسّتجب ام السرايا طرابلس لنداءات الليبيين . واكتفت بمُساكنة ما يعصف بها . بصبر اسطورى . بل لم يقف الحدث عند هذا الحد . فدفع الحراك الليبي فى اتجاه طرابلس . عرّاب الصخيرات  بالخروج عن بروده المعهود . ومن داخل مجلس الامن . ليسعي  جهارا نهارا . فى اتجاه خنق نداءات الليبيين . بإصدار قرار اممى  ليحد من تداعيات حراكهم  .وليظهر به ايضا . انحيازه لمساكنة  طرابلس لما يعصف بها من عبث .  يطال بسفهه وضرره  كل ليبيا . ومحيطها الجغرافى الاقرب والقريب  . 

    وبقول اخر . لقد جاء مؤتمر الصخيرات وعرّابه . لنقل مصرف ليبيا المركزى من مُهمة خدمة ليبيا وكل الليبيين . الى مُهمة تُماثل وتُحاكى وعلى نحو مُفّزع . مهمة (بنك روما) بليبيا مع بداية عشرينات القرن الماضى  . وان شأتم تماثله شكلا ومضمونا . فحاضنة (بنك روما) الرؤوم فى ذلك الزمن الغابر كانت طرابلس   . و حاضنة ( المركزى العتيد ) فى زمننا هذا طرابلس ايضا لا سواها . وقد كانت اداة (بنك روما) للوصول الى مهمته المال ولا غير المال . ليضع يده به . على مساحة واسعة من تراب طرابلس وضواحيها . وقد كانت ايضا اداة (المركزى العتيد) فى وقتنا هذا . للوصول الى مهمته المال لا سواه . ليضع يده به . على الكثير من دمم الناس ويؤطرهم داخل مليشيات . لا ليضع يده بهم . على بعض من تراب طرابلس . بل ليبّتلع  طرابلس وضواحيها وبعض المدن الاخرى . مقتفيا (المركزى العتيد) بذلك اثر (بنك روما) وطريقه وطُرقه . وباختصار شديد وبدون اطالة . فقد انتهى (بنك روما) حينها . ليجعل من طرابلس بوابة مرور واسعة . للأجنبي كى يضع يده على عموم ليبيا . وها نحن نشاهد الغطاء السياسى (للمركزى العتيد) صوت وصورة . يذهب فى اتجاه تأمين الغطاء اللازم . الذى يحتاجه الأجنبي . ليمر وبيسر عبر بوابة طرابلس ام السرايا . لكى يضع يده على عموم ليبيا . ان استطاع . فما اشبه الليلة بالبارحة .   

    ومن هنا . وفى تقديرى . وللوصول الى بداية سبيل جاد . تتمكن بها البدائل الجديدة . التى جاء بها مؤتمر برلين   فى  الشروع نحو تفكيك . ما تعانيه ليبيا من تأزم مدمر .  لا فكاك - فى تقديرى -  من تفكيك  .  ما جاء به الصخيرات من اجسام ومفردات . بالابتعاد عن جعّله مُتكأ .  فى اتجاه تخطى المعّضلة الليبية . 

      فمسارات برلين ولكى تكون مخرجاتها منتجه . يجب فى تقديرى الابتعاد بها الى كل ما هو ليبيى . الذى يجسّده وتحتضنه وبكل تنوعاته الجغرافيا الليبية . فالذهاب بمسارات برلين ودفعها الى التحدث بمفردات الجغرافية الليبية . هو الضامن بان لا تقع فى ما وقعت فيه الصخيرات . وما تلاها من مؤتمرات . وهى نتيجة طبيعية . لابتعاد الصخيرات  عن الوقوف على ارضية المشترك  الليبيي  . المتجسّدة فى الجغرافيا الليبية . وجعله المنطلق الوحيد الى غاياتها .      

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة