الاحداث المتسارعة خلال العام 2018 اربكت المبصرين,فلم يعد باستطاعتهم مجاراتها,اما المشاهدين لفضائيات الفتنة فإنهم ينتظرون وعلى احر من الجمر (التنبؤات)التي قد تحمل لهم اخبارا تزيل بعض همومهم وتقذف في قلوبهم بعض الامل الذي افتقدوه على ما يقارب العقد من الزمن مليئا بالمشاكل والهموم التي خيّمت عليهم,انهم مجرد كائنات حية تمشي على الارض 

بالشأن الفلسطيني,فلسطين التي تعتبر قضية العرب المركزية الأولى على مدى اكثر من سبعة عقود,فان الانبطاحات المتتالية لـ(سلطة رام الله)أصبحت استراتيجية,لم تشفع لها لدى العدو لتبييض وجوهم امام الشعب الابي الذي انتخب بعضهم وتعشم فيهم الخير,العدو قام بالاستيلاء على آلاف الدونمات من الأراضي بالضفة لإقامة مستوطنات لمن يريدون المجيء الى ارض الميعاد,وإنشاء 2000 وحدة سكنية بالقدس,التي انتقلت اليها سفارة أمريكا والعرب بمجملهم لم يحركوا ساكنا,بعضهم على استحياء شجب واستنكر العمل,شعب الجبارين رغم قلة الإمكانيات إلا انه ابى الذل والهوان,استخدم السيارات لدهس الأعداء والمديّ والسكاكين,اردفها بإطلاق الطائرات الورقية الحارقة التي أتت على الأخضر واليابس بالأراضي المحاذية للقطاع,لا يزال مسلسل التفاوض العبثي مستمرا,صفقة القرن التي اعد طبختها أعداء الامة بتواطؤ مع من يدعون العروبة والإسلام وحرصهم على المقدسات تفوح رائحتها,تزكم الانوف ولن يسقطها إلا تكاثف أبناء فلسطين الاحرار الشرفاء الذين لم ينخرطوا في التسويات المذلة. 

في ليبيا امضى المجلس الرئاسي(مجلس الوصاية)وحكومته الرشيدة عامه الثاني في الحكم (وفصاله في عامين),بدى معتمدا على قطّاع الطرق,قتلة الأبرياء ومبذري أموال الشعب, فالخزانة العامة شبه خاوية على عروشها رغم تحسن الإنتاج النفطي الذي فاق المليون برميل يوميا,انهم حرامية العصر,القطاعات الخدمية وباعتراف المنظمات الأممية شبه معطلة,تقوم بعض الدول بتقديم منح وهبات جد بسيطة لتلك القطاعات وبالأخص الصحية,لقد استطاعت الفئة الباغية التي تتصدر المشهد السياسي ان تعيد البلد الى زمن الاستعمار,متمثلا بإبقاء البلد تحت الفصل السابع وساحة صراع لكافة المخابرات الدولية,من كان يتصور ان دولا مثل السودان وتشاد والنيجر,تتوغل قواتها لمئات الكيلومترات بالأراضي الليبية وتتدخل في الشأن الداخلي وتقوم بعمليات القتل والتهجير والخطف طلب الفدية,التاريخ يعيد نفسه,عملاء اليوم ورثة عملاء الامس,مجرد اختلاف اسماء.

اما في بلاد الرافدين,رغم مرور 15 سنة على التغيير المزعوم,فإن الوضع يزداد سوءا عند مطلع كل شمس,محاصصات طائفية بأثواب سياسية ينفذون اجندات خارجية,حكومة ينال وزراءها الثقة بالتجزئة,والعم سام يلتقي جنوده بالعراق دون ان يُعلم سدنته,وصغار القوم يكتفون بالتنديد.اما في تونس وبعد ثامن سنوات من التغيير يتم حرق صحفي ليلتحق بالبوعزيزي...في انتظار الثورة (المضادة) لإزالة من هم في سدة الحكم بعد ان اصبحوا علامة مسجلة في الفساد المالي والأخلاقي,يستجدون البنك الدولي للارتهان للخارج.

السوريون وحدهم من يعبرون الى العام الجديد وكلهم امل في مستقبل افضل بعد ان نكّل بهم أبناء عمومتهم وجيرانهم حيث اذاقوهم سوء العذاب ذبحوا ابناءهم واستحيوا نساءهم,هدموا دور العبادة,حطموا الاثار التي تدل على تقدم الامة في كافة الميادين,اعتبروها تماثيل(اصنام),في حين جاءت المساعدة والعون من الأصدقاء الذين تربطهم بهم مصالح ورؤى مشتركة,الاشقاء في اليمن هناك بوادر حل لازمتهم المستفحلة.

المواطن بالدول المنكوبة(الربيع العربي) يحلم بأشياء جد بسيطة سهلة التحقيق ان تضافرت الجهود وحسنت النوايا,الاستقرار الأمني وتحسن الوضع المعيشي,واحترام ادمية الانسان.

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة