هل ابكي نفسي اما ابكي أناس قد فارقتهم الحياة وأصبحوا تحت التراب راضيين ...
هي ذكريات ولحظات جميلة ، وكان حسن اختبارهم هو الاجمل ، كنا نسعد ايّام الطفولة ونلعب في ساحة المدرسة كأخوة ،نرى المستقبل فينا ونحلم به في وطن عالي القمة ...
بدأت الرحلة عندما سئلت معلمة الابتدائية وهي جارتنا في المسكن وشقيقة صديقي في الفصل وكل المعلمات هُن بين امهات لزملائي او شقيقات !!كنّا  عائلة في وسط  الفصل ،لا نرى في الحياة إلا طفولة تحب اللعب فتكون الدراسة هي حق درجات حقيقة فلا فرق بين الأخ والصديق والزميل ....
سئلت المعلمة كل طالب وطالبة فينا ما المستقبل((ماذا تريد ان تصبح عندما تكبر ))  فكان الجواب البعض بين طيار او سفير او معلم ......الخ
ولكن لم تكن بين اَي من الأجابات شهيد أو مشروع مقاتل يحمل السلاح .... ذهبت السنون وأصبحنا على المشارف العليا من الشهادات المختلفة ونصيب من الألقاب الإدارية ....لم يشفي ليا ذلك للحنين الى  الطفولة الخالية من جميع الشهادات والعودة إلى (زميطة ) نتقاسمها ونضحك معاً في مدرستنا بالحي !!

قصص الشباب أقرب إلى مسامعنا من قصة الزميلات  ،بحكم الوضع الاجتماعي ، حب الاطلاع على مستقبل الأجيال ، كلمات مازالت ترن في أذني !!هل الإجابة  عن تلك الأسئلة التي طرحتها ((المعلمة انتصار)) هي حقيقة ام هي مجرد أفكار طفولة !!
لم اعرف ذلك ....الا خلال سفري ذات يوم  قاصدا  جامعة طرابلس كلية الطب تلبيةً لدعوة لتخرج أحد الأقارب ، عندها رأيت دفعة المتخرجين ،وإذ بطالبة يذكر اسمها !! هذا الاسم انه  هي ؟؟انه احد الأمنيات  المذكورة على مقاعد الفصل ،،، أصبحت طبيبة كما قالت ...وقفت أصفق ....نظرت آليا !!
عرفت من انا ...وانا عرفتها ولكن من البعيد قررت الخروج ....لم انظر اليها الا كا اخ وفرحت لها كا اخ ، ولَم اعلم يوميا أني أفرح لنجاح  الطالبات وأبكي  فصل كامل من الشباب.
بدأت الرحلة الشهداء وشقيقي سنة 2011 وأتمنى أن تنتهي بانتهاء الحرب على العاصمة ، تعددت الحروب والموت واحد ولكل شهيد قصة ولكل شخص طريقته فمن صحب .....ابلغ الأمهات المعلمات بعد أن أصبحن جدادات بتعزية ، يمكن أن ننسى بعض من لحظات مراحل الابتدائية ولكن مستحيل أن أنسى الذكريات والأمنيات فلكل منا أمنية  ، كما انه مستحيل ان يفرق الموت بين الأحياء .
[email protected]

الاراء المشنورة ملزمة للكاتب  و لا تعبر عن سياسة البوابة