الجزء الثالث من سلسلة  ("ستيفاني وليامز": سفه سياسي .. وعين على بريمر!! )


كنا قد أنتهينا في الجزئين السابقين الذين نُشِرا تحت العنوانين الفرعيين : "من تكون هذه السيدة!!؟"، "وسر الجوله الثالثه!!؟" ، من تقديم التوطئه أو الحوصله التى كان لابد منها للإلمام  بإجمالي الدور الكارثي الذى لعبته وليامز في ليبيا ، وذلك تحضيرا  للولوج من الآن فصاعدا إلى أجزاء مقالنا هذا المخصصه للرد على ما جاء بمقال وليامز الذى نُشر مؤخرا بموقع بروكينجز الأمريكي . والذى يبدو أنها تحاول أن تُحضر  به ضمن جملة من النشاطات الأخرى لتوريطنا "بمرحلة ثالثة" ستقتحم بها حياتنا، ضمن مسلسل (حصلتنا فيها) الذى يبدو أنه لا نهاية قريبة له . ولقد بينّا بالجزء المعنون بـ "سر الجولة الثالثة" من هذا المقال جملة القرائن التى تشي بأن المرحلة الستيفانية الراهنة فينا قد تكون الأخطر على الليبيين من جولتيها السابقتين في ليبيا، وهما الجولتين اللتين أمضتهما تحت صفتي المبعوثة الأممية ، وجولة مستشارة غوتيريش الخاصة !!

ولعله من غير المستغرب أبدا أن يأتي أول مقال وليامز (كفرا) كما عودتنا دائما ومذ عرفناها ، فقد أبت إلا أن تستهل مقالها بتبشير الليبيين بنبوءة شؤم، قالت فيها بالحرف الواحد : (بانه يبدو أن احتمال العودة إلى نوع الحرب واسعة النطاق في ليبيا، قد بات أمرا غير مستبعد)!!.

ورغم أنها حاولت الإيحاء وهى تحاول تفسير عبارتها هذه، بأن حربها المزعومة ستكون بين أطراف ليبية وتقديمها لحرب 4 أبريل 2019  كمثال على طبيعة نبوءتها،  إلا أننا نستطيع التأكيد بأن ربط نبوءتها بمواجهات واسعة بين متحاربين ليبيين، وعلى نطاق واسع كما ادعت ، ليس إلا إستنباء أخرق ، بحال أحسنّا الظن، ولم نصف استنباءها هذا بالمُبيت سلفا، لتضليل الليبيين كما يستحق أن يوصف فعلا .

فهذا "العبط أو التآمر : التنبؤي ، حيث لا أحد يعرف أصله " ينطبق تماما على كلا الاحتمالين  المرتبطين بنشوب حروب محلية في ليبيا. وعليه فأنه سواء أكانت وليامز تقصد بحربها  الواسعة النطاق :

•        احتمال إنفجار حرب شاملة بين الكيانات شبه العسكرية المتنافسة بغرب البلاد !!؟

•        أم كانت تقصد بانفجار الحرب الواسعة النطاق، احتمال هجوم أحد الطرفين المسلحين الرئيسيين بشرق البلاد وغربها على الآخر!!؟

فأن نبوءة وليامز تظل نبوءة فاسدة، أما بسبب الجهل المتأصل فيها، والذى لطالما تجرعناه منها بكل حالات تعاملها مع أزمة بلادنا، وأما بسبب تعمدها صناعة التآمر وتمريره عبر إدغامه في الجهل، لتبرئة نفسها عند الضرورة بالاختباء خلف عبارة "جلّ من لا يخطىء" !!

وعليه وقبل أن نلج إلى تفسير كيف أن نبوءة وليامز بنشوب حرب واسعة النطاق بين الليبيين انفسهم، هى نبوءة فاسدة كليا، وضمن نمطي الحرب اللتين تعودت الأطراف الليبية المسلحة التورط بخوضها ، فإنه لابد من التعريف أولا بطبيعة هذين النمطين، وهما :

•        نمط "حروب الأقليم الواحد" المتصلة بالنزاعات المسلحة بين القوى المسلحة داخل النطاق الجغرافي الواحد .

•        ونمط "حروب الدولة الشاملة" ، المتصلة بحالة الحرب بين القوى المسلحة بشرق البلاد ونظيرتها بغربها.

ودعونا نبدأ بتفسير فساد نبوءة وليامز بانفجار حرب واسعة النطاق على نمط  "حروب الأقليم الواحد" ، التى تدور عمليا حسب حاجة القوى الأجنبية لإشعال هذا النمط من الحروب بين دويلات الكيانات شبه العسكرية المنتشرة بغرب البلاد  : 

حيث يمكنني التأكيد هنا، بأن وليامز تعرف تماما، بأنها لم تكن صادقة أبدا، حتى مع نفسها بتنبؤها هذا،  بحال كانت تقصد بنشوب حربا واسعة النطاق انفجار حرب من نمط "حروب الأقليم الواحد"  . لأنها تعلم علم اليقين، كما نشاركها نحن هذا اليقين، بأن الحروب التى تجري داخل "الأقليم الواحد" ، هى حروب لا  تعني لها   شيئا، لا  هي ، ولا من جاء قبلها، ولا  من جاء  بعدها، ولا   لمن جاءوا بهم جميعا، لكي تزعج نفسها بتوجيه كل هذا الاهتمام لتنبيهنا من إنفجار حرب من هذا النمط، وحد تكبدها لمشقة كتابة مقال ركيك لتحذرنا فيه منها. بل و لطالما انفجر فعلا هذا النوع من حروب "الأقليم الواحد" بكل إنحاء البلاد منذ الـ 2011 وحتى وقت قريب بين المشافي ومدارس الأطفال وصالات الافراح وبيوت وأزقة المدنيين، ولكن دون أن يعطيها، لا من جاءوا   قبل وليامز، ولا  وليامز نفسها، ولا من جاءوا بعدها ، ولا من جاء بهم جميعا، أدنى اهتمام يذكر .

ولعلنا مازلنا نتذكر نحن الليبيون وقوع المئات من حروب "الأقليم الواحد " سواء داخل بنغازي بين قوات الصاعقة والمليشيات المتطرفة، والتى جربت لعشرات المرات حد أنها باتت مثل جرعة حربية أسبوعية ثابتة بين الطرفين، وكذلك اندلاع مئات الجولات الحربية من المعارك التى أشتعلت داخل طرابلس، وبينها هجوم الكانيات الوسع النطاق الذى لم يستخدم فيه الانجلوسكسون أبدا ولا حتى مجرد التلويح باستخدام القوة ضد المهاجمين، إلى جانب اشتعال عشرات الحروب من نمط  حروب الأقليم الواحد، التى انفجرت بين المجتمعات المحلية داخل فزان، أو داخل  الزاوية والعجيلات وصبراتة، أو حتى بين الجماعات المتطرفة بدرنة، التى شهدت معارك طاحنة بين تنظيمي القاعدة وداعش، دون أن نسمع بأن شعرة واحدة للانجلوسكون أو "الانسميل" قد تحركت حرصا أو غضبا، ولو من شعر عاناتهم !!

بل ولقد بلغ التآمر الانجلوسكسوني ومعه الأممي، عقب توريطنا بما يسمونه باتفاق وقف إطلاق النار، حد ممارستهم للتجاهل المستفز والمستهتر حيال كل نمط حروب  الأقليم الواحد التى انفجرت بين بيوت الأهالي الأبرياء عقب تفعيل ذلك الاتفاق اللعين، بل وإلى درجة  انه  لا  وليامز ولا نظرائها ولا صناعهم، قد اعتبروا ولو حربا واحدة من "حروب الأقليم الواحد" التى جرت تحت أنظارهم بعد هذا الاتفاق بأنها  تشكل خرقا أصلا لما يسمونه بوقف إطلاق نارهم السخيف، الذى فرضوه (بأوله ووسطه واخره) بمؤامرة أجنبية على شعب موحد ومتجانس .

ان  الحقيقة المطلقة والمجردة  الوحيدة بهذا الشأن ، هى  أن "حرب الأقليم الواحد" لا تستحق ابدا، لا من وليامز ولا من نظرائها السابقين ولا اللاحقين، ولا من صُناعِهم، اعتبارها حروبا تشكل خطرا أصلا يستحق تنبيه الليبيين إليه، مهما كانت معلوماتهم الاستخباريه – السابقة للانفجار – تؤكد بأن الحرب المعنية ستكون حرب شديدة  الدموية   وكثيرة الضحايا، وذات خسائر فادحة بين الشباب المغرر بهم باسقاط أعدادا كبيرة منهم بين قتيل ومقعد ومنتقم . أو أن مقدرات اقتصاديه أو منشآت استراتيجية  كبرى ستسحقها المدافع، حتى ولو كانت مطارا عامرا بطائراته خسر الليبيون بتحويله إلى خلاء وهباء منثورا أكثر من 30 مليار دولار خلال بضعة أيام، وهي جريمة الحرب التى تمت بكامل تفاصيلها  تحت أنظار الانجلوسكسون ، بل وأسفل أزيز طائراتهم الحربية التى كانت تراقب سماء تلك المعركة لحظيا لأجل التصفيق والهتاف للمتحاربين، بل والتى وصل تشجيعهم للمتحاربين فيها على مواصلة جنونهم (الذى واصلوه فعلا) ، حد أننا  لم نسمع من الانجلوسكسون ولا من منظماتهم الدوليه ولا  حرفا واحد يصف كارثة سحق مطار دولي برمته، بجريمة الحرب !!

بل أن وليامز ومن هو على شاكلتها من قطعان الأمبرياليين وموظفيهم المخلصين بالانسميل ، لابد وأن يعظموا من شأن حروب الأقليم الواحد، وذلك لسبب شديد البساطة، وهو أن المطلوب قطعا لدى الانجلوسكسون هو حث وتحريض الأخوة المتحاربين على إشعال المزيد من هذا النوع من الحرائق، وليس إرهابهم وإخافتهم من اشعالها!! .... وأما الجواب عن لماذ  هنا ؟

فلإن شدة الهيمنة والاحتلال الانجلوسكسوني لليبيا إنما يرتبط ارتباطا وثيقا : (( بالعامل الاستراتيجي الأقوى  والأكثر رسوخا بتحقيق هذه السيطرة على البلاد والتحكم باهلها، وهو عامل الحفاظ على استدامة دوامة العنف القائم على تأجيج "حروب الاقليم الواحد" ، وذلك لكون إشعال النيران بالأهالي وتدمير البنى التحتيه وتقويض المنشآت وإراقة دماء الأبرياء عبر هذا النمط من الحروب، هو العامل الرئيس الذى يستندون إليه باستدامة توريط  ليبيا بتصنيف "نموذج دولة النزاع المسلح" ، والذى هو الأصل والأساس الذى يستمدون منه شرعية إخضاع ليبيا لوصايتهم الأمبرياليه، وتبرير تدخلهم الأجنبي التفصيلي بكافة الشؤون الليبيه. 

وعليه فأنهم لم يكتفوا بهذا الشأن بتجديد وصايتهم علينا بتأجيج حروب الاقليم الواحد فقط ، بل ولقد أضافوا لنا عاملا اكثر تعقيدا - تحسبا ليوم نسترد فيه عقولنا -  وهو عامل توريطنا بفخ زرع المرتزقة بكامل البلاد وجعل ترابها مأوا ومرتعا خصبا لهم . 

حيث أن حروب الاقليم الواحد، أو "حروب الاخوة الغبية" ، هى التى أقتلعت أبواب السيادة الليبية من مفاصلها لحساب الانجلوسكون بمساعدة روسية صينية، وسمحت لهم ومنذ العام المشؤوم الـ 2011 باسم (حماية الشعب القاصر لكونه مجنون أو عيّل ، حيث لا أحد يدري ) بارتكاب أبشع ممارسات الانتهاك السيادي للدولة الليبية، وذلك متى ما  شاءوا، وأينما شاءوا ، وكلما شاءوا، وكيفما شاءوا !!؟ 

حيث أنه وبالرغم من كثرة الحروب التى جرت بين مليشيات غرب البلاد وخاصة بطرابلس والزاوية والعجيلات، عقب توقيع اتفاق العار المسمى بوقف إطلاق النار، إلا ان الانجلوسكسون وصنيعتهم الانسميل لم  ينفكوا عن تجاهل هذه الحروب وممارسة العمى الكلي تجاهها، بل أنهم حتى بالحالات التى اضطروا فيها لسبب من الأسباب إلى  إصدار  بيانا من بياناتهم المُنمّطة السخيفة حول هذا النوع من الحروب، فأنهم لطالما أصرواعلى عدم اعتبارها شكلا من أشكال خرق وقف إطلاق نارهم، ولو لمرة واحدة!! 

بيد أن الحرب الوحيدة التى ترعبهم أشد الرعب، وتزلزلهم زلزالا شديدا  بالمقابل ، فهي نمط "حروب الدولة الشاملة"، أي التى تشُنها قوة مسلحة من غرب البلاد على نظيرتها بشرقها ، أو العكس . ولقد بلغ رعبهم من هذا النمط من الحروب حد إنهم جهزوا له حصرا إتهاما خطيرا ، وهو إتهام مرتكبها باختراقه لوقف إطلاق نارهم، وهو ما يضعه بالضرورة بمواجهه مباشرة مع أعظم كيان شرير على وجه الأرض وهو المدعو بمجلس الأمن الدولي. ويعني هذا بمثال بسيط ، أن (البقرة) تستطيع أن ترفس (الفار) بالنيران متى شاءت، دون أن يشكل هذا الرفس الحربي خرقا لوقف إطلاق النار، أو ان تجد (البقرة) نفسها في مواجهة مع مجلس الأمن ، بينما يتحقق الاتهام بالخرق وتبرز المواجهة مع   مجلس الأمن  بحال هاجم حفتر صلاح بادي ، أو هاجم البنيان المرصوص شرق البلاد   !!؟

وذلك لأن هذا النمط  من الحروب ينطوي عمليا - على شبهة توحد البلاد تحت سلطة طرف واحد، واستعادة سيادتها تحت حكم هذا الطرف المنتصر كتحصيل حاصل. وهو ما لا يعتبره الانجلوسكسون خطا أحمرا فحسب، بل وخطا دمويا قانيا ضد كل من يحاول تجاوزه. وذلك لأن هذا النوع من "حروب الدولة الشاملة" إنما يشكل اشد تهديد يمكنهم أن يتعرضوا له، وهو تهديد اقتلاع المنتصر لشأفتهم من ليبيا ومنع تدخلهم العاهر بالشؤون الليبيه، ما جعلهم يتجندون بكل كفرهم الحربي وعملائهم المحليين والمجاورين والاقليميين ، لإجهاض كل حرب من هذا النوع ، والتى يؤكد ندرة إنفجارها على حقيقة حرصهم الشديد على منع وقوعها .

وعليه  فأن رعبهم هذا   قد انفجر فعلا  ضد  هذا النمط   من الحروب و لمرتين ، كانت الأولى بوجه مليشيات مصراته عند شنها لما عُرف بحرب "الشروق" ضد مليشيات الجظران بشرق البلاد . وأما المره الثانيه فكانت عند قيام الرجمه بإعلان الحرب ضد الجماعات المسلحه بغرب البلاد  .ولإن كانت قوات الافريكوم قد اكتفت فقط بتهديد مليشيات مصراته بقصفها على ايام حرب الشروق بحال عدم وقف حربها تلك.

فان التحالف (الانجلوسكسوني – الروسي – التركي) الانتهازي البالغ الغرابة، والذى سبق له وأن ترك الجيش يشن "حرب الأقليم الواحد" الشديدة العنفية ولما يقارب الخمس سنوات ضد مليشيات بنغازي ودرنه، دون أن يعترض أو يحرك ساكنا أو يصف ما جرى بجرائم الحرب ، بل والتى كلف الانجلوسكسون وكيلهم التركي بمساندة المليشات فيها ، فأن هذا التحالف قد اختار وعن سابق إصرار وتصور التدخل عسكريا وبصورة مباشرة لإجهاض حرب الرجمه ضد الجماعات المسلحه بغرب البلاد ، وذلك   قبل بضعة كليومترات فقط  من إعلان الرجمه عن إنتصارها وإنتهاء العمليات العسكريه . 

ولعل ما يعكس عمق إنحطاط هذه المؤامره، هو أن هذه الحرب قد أُشعلت عمليا باستغلال الأمريكان والروس لطموح المشير حفتر باستعادة سيادة وهيبة بلاده، بتحريضه على القضاء على الجماعات المسلحه بغرب البلاد بصورة مباشره من أكبر قادة أمريكا (حيث توجد مكالمات مسجله بهذا الشأن  لترمب، وجون بولتون) . وأما الروس فقد أختاروا المشاركه العسكريه المباشره بشن هذه الحرب، إلى جانب ما تم تقديمه من دعم عسكري اقليمي متعدد الوجوه من دول اشتهرت برعايتها للمشاريع الأمريكيه في المنطقه .

بل أن هذا التحالف الانتهازي الغريب جدا، والذى تشكل من إئتلاف كان يبدو مستحيلا ، ليعكس عمليا عمق وساخة المصالح السياسيه التى استطاعت أن تُخرج هذا التحالف فعليا من رحم المستحيل إلى ميادين العنف، لم يعول أبدا ومنذ البدايه على الاكتفاء بإيقاف هذه الحرب لفظا (كما فعل مع حرب الشروق) ، بل باشر الحلفاء هنا  و فور تحقيق أهدافهم من وراء تحريض الجيش على الهجوم على الجماعات شبه العسكريه بغرب البلاد ، بتدخلهم العسكري المباشر لإجهاض الحرب عبر إشعال ما يشبه الحرب العالميه المصغره ضد قوات الجيش، والتى بدأت بعد أقل من 72 ساعه من مغادرة حفتر لموسكو إحتجاجا على الوثيقة (التركيه – الأمريكيه) المهينه التى أراده بوتن قبولها والتوقيع عليها، وذلك لتمرير صفقة (روسيه رخيصه) لأجل تحقيق مصالح روسيه في سوريا بذلك الوقت تقع بقبضة الاتراك . بيد ان  بوتن لم يتوانى عن تحقيق ما أراد بالغدر والانتقام  ، حين فشل بتحقيق ما أراد  بالابتزاز السياسي المهين.

وكان فعلا، أن كانت موسكو هى أول من بدأ الغدر أو العدوان بهذا التحالف الغريب، وذلك بتوجيه أوامرها  لقوات الفاغنر التى كانت توفر غطاء الدفاع الجوي لقوات الرجمه، بالانسحاب من المعركه بصورة مفاجئه، وكان أن تراجعت الفاغنر فعلا وخلال ليلة واحدة لمئات الكيلومترات، تاركة قوات الجيش تحت رحمة المسيرات التركيه، و منفذة بذلك انسحابا انتقاميا ، كان شكله أقرب إلى إنهيار جبهات منه إلى "انسحاب منتصر" كما كان عليه واقع الحال  فعلا . ولعل المفاجئه هنا هى  نجاح   الغدر الروسي الشهير بتقنية الطعن من الخلف (التى تركت عشرات الآثار المروعه بالظهور العربيه، والتى يفترض بنا أن نستلهم أشد دروسا وعظا لنا، من الظهر السوري الذى غزته موسكو بطعناتها) هو تدخل بوتن بتوجيه أمره بالانسحاب لشركه كان يُفترض بها أنها شركه خاصه، تؤجر وتبيع خدماتها العسكريه الفنيه على أساس تجاري بحث ، ودون أن تكون تحت سيطرة أو إمرة بوتن أو أى سلطه حكوميه أخرى من الناحيتين القانونية والنظريه !!

بيد أن هذا الانتقام  الروسي من الرجمه بسبب صمودها بوجه ابتزاز موسكو السياسي ، لم يكن هو الوجه الوحيد لخيانة بوتن للرجمه ، بل مثل مجرد  تفعيل  للخطه (ب) التى كانت جاهزة سلفا لتكون البديل المناسب بحال فشل الابتزاز السياسي للرجمه بوثيقة موسكو المهينه . حيث  أن الخطة (ب) لم تكن سوى استخداما مخزيا لأسلوب عنفي من جانب بوتن – عند فشل خطته (أ) - لتحقيق نفس الطموحات (الانجلوسكسونيه – التركيه) في ليبيا ، مقابل حصوله هو على ما أراد منهم في سوريا . ولعل العقاب المستحق لبوتن هنا  بحسب خبراء بشؤون النزاعات المسلحه ، هو أنه على بوتن أن يبحث عقب خيانته للرجمه فصاعدا ، عمن سيصدق أى وعود قد تقطعها فاغنر على نفسها بعقودها المستقبليه المشابهه  لعقدها مع الرجمه ، خاصه وأن هذه الحاله هى التى تشكل أساس الخدمه الرئيسه التى يقدمها هذا الكيان ، الذى لم يعد أحدا قادرا على تصديق إدعاءه بأنه جيشا شركاتيا خاصا كما يقدم نفسه . 

ولم تكن هذه هى نهاية الحكايه ، بل ولقد وُجهت الأوامر للجيش المسمى بالافريكوم ، للقيام بضرب قوات الرجمه بأقوى الأسلحه البحريه والجويه المتوفره لديه ، والتى كانت أولى حلقاتها إسقاط قاعدة الوطيه بأيدي المناوئين للرجمه بقصف مباشر من زوارق حربيه أمريكيه ، إلى جانب تسليم الأمريكان والروس لـ أردوغان مهمة الاضطلاع بالدور الأكثر كثافة بالحرب الجويه ، وذلك بالسماح له بتجربة كفاءة جيله الجديد من مُسيراته التركيه بإراقة دماء الليبيين وتدمير مقدراتهم . ولقد بلغ الفجور الأمريكي هنا حد سماح ترمب  لأردوغان بأستخدام الشفره الخاصه بمنظومة الرادارات الفضائيه الأطلسيه لتوجيه وتسيير غاراته الجويه على مواقع الرجمه بغرب البلاد ، بل وحتى باستهداف قواتها أثناء انسحابها   وإزهاق الكثير من أرواح أبناءنا بمؤامرة دوليه كانت غاية في الدناءة والشر .

وهكذا نجح غدر كبار قادة الصف الأول الأمريكيين بايقاع الجيش بذات الفخ الذى نصبوه للزعيم الراحل صدام حسين بالعام 1990 عبر سفيرتهم آبريل كاثرين غلاسبي، مع فارق أنهم رفعوا صفة (المغرر) هذه المرة إلى مستوي رئيس الولايات المتحده الأمريكيه ومستشار أمنه القومي شخصيا، وذلك ليكون التغرير أكثر أثرا وفاعليه  بسبب يقينهم بعدم رغبة الرجمه الخارجة لتوها من حرب طويله ومرهقه ماتزال تداوي جروحها منها التى لم تندمل بعد ، بخوض هذه المغامرة الأشد صعوبة وإرهاقا !! كما نحجت الانتهازيه التركيه التى باعت حيادها الأخلاقي تجاه شعب شقيق ، في الوقت الذى كان عليها فيه التمسك بالحياد حيال الصراع في ليبيا والسعي لاحتواءه سلميا خاصه وإنها كانت الأقدر على ذلك ، بل وكان بإمكانها أن تكسب من دور الوسيط الشقيق  أكثر مما كسبته من أموال حرام جاءت من اثخانها لليبيين بالقتل والحرائق !

وهكذا .. نجح هذا التحالف بتحقيق النجاح  بحصار الأطراف الليبيه المتناحره من كل جانب ، ومواصلة الضعوط عليها حتى إنهاء تلك الحرب بتوريط البلاد بمؤامرة ما أسموه "بوقف إطلاق النار" ، ونقل ليبيا على نقاء وحدتها وسلامة تجانسها ، إلى وضع "الكوريتين أو القبرصين"!! 

فلقد كان هذا  هو عينا ما  أرادوه وما خططوا له تماما منذ البدايه . حيث أنهم وبنجاحهم بفعلتهم هذه ، تكون ليبيا قد انتقلت عمليا إلى مرحلة جديدة من مراحل التكبيل الدولي ، التى وضعتها تحت رحمة قيدين أجنبيين بدلا من  قيد واحد . حيث أضحت ليبيا اليوم ، وفي ظل هذا الوضع الجديد ، مكبله تماما من معصميها ومن رسغيها معا !! أولا بقيد "الفصل السابع" الذى يفرض على الليبيين وصاية "المختل عقليا"  أو "الطفل القاصر" ، ويتطلب الخلاص منه إفراجا مباشرا من مجلس الأمن الدولي وما يعنيه هذا من التعرض لإبتزاز أممي خسيس لا حدود له ، عند حلول أجل فك هذا القيد . 

وباتت مكبله أيضا من جهة أخرى ، بقيد "وقف إطلاق النار" ، الذى بات هو الآخر يستوجب الخلاص منه صدور إفراجا مماثلا من ذات المجلس ، والذي لن يتم انجازه أيضا دون التعرض لإبتزاز مماثل .


***

كما أن احتمال قصد وليامز بنبوءتها بانفجار " حرب واسعة النطاق" بتعرض البلاد لنمط  "حروب الدوله الشامله " بقيام إحدى القوتين العسكريتين (بشرق البلاد) أو (بغربها) بتنفيذ هجوم على الأخرى ، لا يجعل قصدها  فاسد فحسب من الناحيه التحليليه بل وساذج أيضا . حيث أن هذا النمط من الحروب أى "حرب الدوله الشاملة" يستحيل  تجددها لعدة عوامل ، والتى يأتي على رأسها وضع "توازن الرعب" الذى يُشرف على استمراره في ليبيا حتى اليوم كلا من (السيسي و اردوغان) ، وهو التوازن الذي يُتوقع ان يُصبح اكثر فاعلية و تنظيما في ظل تحقق التقارت التركي المصري الأخير  .

وعليه فان هذا التوازن أو الردع الأقليمي، سيكون كفيلا بمنع أى من الطرفين من خوض مغامرة الهجوم على الطرف الآخر، خاصة وأن الحفاظ على هذا التوازن، قد أضحى يمثل مصلحتين استراتيجيتين  لكل من (السيسي و اردوغان) ، أكثر مما بات يمثله من مصلحة لواشنطن ولندن ، اللذين كانا هما من ورطا كلا من  السيسي واردوغان بهذه المهمه عند بدايتها .  

وعليه فان الواقع الحقيقي يقول بأن الجيشين المصري والتركي سيقفان  بالمرصاد ضد كل محاوله يتجاوز فيها أى من الطرفين للخط الأحمر الذى حُدد لهما. ولعل ما أكد هذا العزم عمليا ، بل وبقوه سافره ، هو عدم تواني أردوغان عن التنفيذ العملي لهذا الردع ، وحتى ضد متجاوز لخط  أحمر فرعي آخر ، لمجرد أنه يؤثر سلبا على ما يسمى بخط وقف إطلاق النار ، بإقدامه بلا تردد وبرضا أمريكي تام ، على بتوجيه ضربه جويه ساحقه  لحليفه جويلي ، فور تجرؤ هذا الأخير على تجاهل خط أردوغان الطرابلسي الأحمر. وكان إن قامت الطائرات التركيه المسيره فعلا بنحر قوات جويلي فور محاولته الهجوم لإجل إسقاط  (عبحميد) لحساب (فتحي) !!!! ... فما بالك بحال قيام الرجمه أو مليشيات مصراته بهجوم أحدهما   على  الأخر؟

وعليه فأن نبوءة وليامز هذه بقيام حرب واسعة النطاق  في ليبيا ، بحال قصدت بها قيام  الرجمه بمهاجمة القوى  المسلحه بغرب البلاد أو العكس ، لن تكون نبوءه شؤم كاذبه ومضلله فحسب ، بل و ستكون ايضا نبوءة خرقاء ومحل سخريه حد ان صاحبتها تستحق ان يُخجل  لأجلها !! ... وذلك إذا ما أضفنا إلى الحقيقة المبينه اعلاه، حقيقة التقارب الكبير والاستثنائي الذى بات يجري عمليا اليوم وعلى قدم وساق (وخارج إطار الإرادة الانجلوسكسونيه) ، بين القوتين العسكريتين للرجمه ومصراته. وذلك ضمن حركة صفقات وتقاسم مصالح مرض جدا كما يبدو للطرفين ، الذين يعدان المكونين المركزيين للأزمة الليبيه، وهي قضية النزاع على شرعية السلاح . إضافه إلى حقيقة أن الرجمه ومليشيات مصراته هما أصل القوى المتحاربه في البلاد ، وجوهر العقيدة الصراعيه داخل الدوله الليبيه .

وعليه .. فكيف سينفجر هذا النوع من الحرب الشامله في ليبيا، بينما أضحى المصراتي (فتحي) ، الذى كان هو الممول الرئيس للجماعات المسلحه التى كانت تقاتل قوات الرجمه ببنغازي بما سُميّ "بجرافات الموت" ، والذى كان هو أيضا قائد حشود البركان ضد الجيش وجالب المرتزقه بحرب العام 2019 ، بفضل عبقرية   لغة المصالح ، هو الرئيس المبجل لحكومة الرجمه .

بينما أضحى المصراتي (عبحميد) ، بذات الوقت والحين، هو الشريك الاستراتيجي لأصحاب النفوذ الأكبر بشرق ليبيا بتقاسم المصالح الأكبر والأهم في البلاد وهى المصالح والريوع النفطيه .  


***

بيد أن الشؤم المشؤوم الحقيقي الذى بات يهدد ليبيا عمليا اليوم، والذى من المؤكد أن وليامز كانت تقصده ولكنها لجأت عامدة متعمده – ربما لأسباب تتعلق بدورها الراهن في ليبيا - بإدغامه وستره بقلب حقيقة نبوءتها رأسا على عقب، هو تخطيط حكومة الولايات المتحده الأمريكيه  جديا – كما يبدو فعلا من توالي الأحداث - لغزو أرض الليبيين . حيث أن الحرب القادمه التى باتت تحاصر ليبيا جديا هى "الحرب الانجلوسكسونيه – الروسيه " التى اختزلتها نبوءة وليامز بتهديد مغشوش عن إنفجار ليبي خالص لا يوجد إلا بخيالها الأجوف لأن قراره لم يعد بأيدي الليبيين أصلا !! 

كما أن ما أعرفه سلفا ، هو أن هذه الوليامز ليست طرفا مهما بالتخطيط لاجتياح ليبيا بوقتنا هذا فقط ، وخاصه في ظل تعاظم احتمال تكليفها هذه المرة بإدارة محطة المخابرات المركزيه الأمريكيه في ليبيا، بل أعرف كذلك بإنها كانت طرفا مباشرا بالتخطيط لهذا الاجتياح منذ أيام ترمب ، الذى كان هو أول من اخترق بها بعثه الانسميل بتعيينها نائبة لسلامه . 

فـ ترمب هذا كان أول من بدأ بالتخطيط  لاجتياح ليبيا باسم الأمم المتحده، وبمساعده مباشره من وليامز نفسها، وذلك بالتخطيط  لاستخدام قوات من أوروبا الشرقيه يقودها جنرال أمريكي ، لتحقيق الجمع بين الايفاء بوعده الانتخابي للشعب الأمريكي بعدم توريط جنود بلاده بأي حرب جديدة، وبين (لهف أمريكا) لحصاد الاحتلال من الثرواة الليبيه وتحقيق مصالح حيويه جيوساسيه وجيواستراتيجيه غاية في الأهميه لأمريكا (كان ترمب قد لمح لها صراحة بعدد من تغريداته) ، وبين تحقيق كل هذا على   حساب دماء دول أوروبيه شيوعيه سابقه تتضور جوعا لتقديم خدماتها لأمريكا ولو من تحت أسفل قدميها .

بل ولقد شرع ترمب عمليا بتنفيذ مخطط الغزو بتعيينه فعلا بتلك الأيام للجنرال الأمريكي "ميغيل كوريا"  الذى كان يحتل كرسي الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي بسفارة بلاده في ليبيا بوظيفه غامضه، كشفت بعض المصادر الأجنبيه الخاصه بأن المطلوب منه كان تحضير الأجواء المحليه لاجتياح منابع النفط الليبيه، وذلك فور انسحاب قوات الرجمه  منها، والتى  كانت قد  تعرضت (أى قوات الرجمه)  فعلا وفور   توريطها بالانسحاب  إلى المواقع التى ماتزال ترابط فيها الى اليوم ، لضغوط شديدة لتنفيذ انسحابها من كل المناطق والموانيء النفطيه ، بيد ان تلاقي مخاطرة الرجمه بمواصلة صموده بمواقعها، مع هبوب رياح الله التى أسقطت ترمب ، كان هو الواقع الذى حال دون تحقيق ذلك الاجتياح بذلك الوقت، والذى نتج عنه زوال فكرة الاجتياح برحيل ترمب، واختفاء الجنرال كوريا من سفاراة بلاده في ليبيا، بذات الصورة الغامضه والمفاجئه التى  تحول بها فجأة إلى  ركنا من أركانها

ولإن سياسات ترمب يبدو أنها هى التى عادت  لتحكم البيت الأبيض من جديد ، بل وبأخطر مما كانت عليه أيام ترمب نفسه، فأنه يبدو أن خليفة  ترمب  قد عاد لتبني مواصلة التخطيط لغزو ليبيا من جديد، وذلك تماما كما سبق لـ بايدن  وأن  تبنى من قبل موقف ترمب كليا من الاتفاق النووي الأيراني، مع أن الإدارة التى وقعت ذاك الاتفاق كان بايدن نائبا للرئيس فيها، بل  أنه هو من قام بالتوقيع على نص إتفاقه النهائي. كما يؤكد ذلك أيضا تبني بايدن لمخطط   اختطاف وأسر المواطن الليبي مسعود أبوعجيله المريمي، وذلك تنفيذا لمخطط  وضعته إدارة ترمب، لأجل بلوغ  غايات ماتزال تشكل الجزء المغمور من جبل الجليد، رغم أن  إدارة أوباما التى كان بايدن (دمنغل كبير) فيها، كانت قد زهدت بمسعود المريمي، بعد أن عرضته  لتحقيق عنيف أجرته معه المخابرات الأمريكيه في ليبيا بالعام 2012 .  

لقد  ظهر حتى الآن الكثير من الأعراض المخيفه المنبئه بتخطيط واشنطن وإثنان من حلفائها على الأقل لاجتياح ليبيا، بينها طبيعة دور وليامز في ليبيا اليوم، والذى يبدو وكأنه "بروفه" لتحضيرها  للعب دور بريمر مستقبلا بطرابلس، إلى جانب بروز جملة من الأحداث والتصريحات المتلاحقه، وتداعي زيارات كبار العسكريين الغربيين من مخططي الحروب ومنفذيها إلى الفاعلين الليبيين من الطرفين، والتى تقول الأنباء بأنهم قد أبلغوا وبصورة إملائيه أولئك الفاعلين بوجوب استعدادهم للحرب الانجلوسكسونسه ضد الوجود العسكري الروسي في ليبيا، إضافة إلى ظهور منشآت ومبان عسكريه بطرابلس لا تساند فكرة الاجتياح الأمريكي لليبيا فحسب، بل وتعزز وبقوه ، فكرة أن هذا الاجتياح سيجر خلفه احتلالا ، تقول أعراضه التى بدأت تتبلور عمليا فوق التراب الليبي المنكوب وبوضوح  فج،  بأنه سيكون احتلالا  طويل الأمد .

بيد أن هذا الاحتلال لن يتحقق طبعا إلا بحال نجاح الانجلوسكسون أولا بتحطيم الفاغنر بين قتيل وتائه في الصحراء، وإتمام مهمتهم بمطاردتهم عبر ليبيا حتى القضاء عليهم بكل بقعة يتواجدون فيها بالقارة الافريقيه كما يحلمون. إلا أن الاحتمال الأكثر ترويعا بالنسبة لنا، والذى لا نستطيع الاستهزاء بإرتفاع نسبته المئويه البالغة الخطوره، ولو لجهة نجاح الطرفين بالقضاء المبرم على المنشآت والبنى التحتيه لقطاع نفطنا، هو أن نجد أنفسنا نحن الليبيون نتيجة فشل الانجلوسكسون بتحقيق حلمهم هذا، وقد صرنا بقلب مستنقع صراع مروع لدول نوويه فوق أرضنا، وبين أغلى مقدراتنا الاقتصاديه، وذلك على غرار ما يجري اليوم بالمنكوبة أوكرانيا .

خاصه وأن بلادنا ستكون عمليا هى التاليه لأوكرانيا مباشرة بحسب خبراء، بسلسلة هذه الموجه المروعه الثانيه من الحرب البارده التى يصفها مفكرون عسكريون "بنسخة الحرب الجليديه" ، بسبب التحول المرعب الذى طرأ على الحرب البارده بنسختها القديمه، والذى نقلها من حالة  "حرب بالوكاله"  كما كانت في نسختها البارده الأولى ، إلى مواجهه جليديه مباشرة بين دول نوويه، كما هو حالها اليوم بأوكرانيا التى دشنت كأولى ضحايا الموجه الجديدة ، من الحرب الجليديه بين القوى النوويه الكبرى !!

ولئن كانت حجة اجتياح الانجلوسكسون للعراق هى "برامج أسلحة الدمار الشامل الوهميه" التى قاموا  بفبركة امتلاك العراق لها ، فأن الوجود الروسي المسلح بليبيا، سيكون هو حجة الاحتلال الذى سيُعمِدُونه بحرب "غربيه - روسيه" على ترابنا الوطني، ستراق فيها الكثير من دماء المرتزقه الليبيين والعرب، وستجري عملياتها العسكريه المدمره بين أعز مقوماتنا ومقدراتنا الاقتصاديه  .

أن هذا  الشؤم المشؤوم، الذى افتتحت به وليامز مقالها، هو الشؤم الحقيقي الذى يلائم نبوءتها بإنفجار حرب شامله في ليبيا، وليس تفجر صراع مسلح شامل بين أطراف ليبيه خالصه، كما أدعت نفاقا، بتأثير من استمراءها للخداع الذى يبدو أنها قد تعلمته فأدمنته في ليبيا .

وللحديث بقيه ،،

للاطلاع على الجزئين الأول والثاني من المقال .. من خلال الرابط أدناه.