عندما تقر وتقررالامم المتحدة مع مجموعة من البلدان في حلقتها المختارة، والذين  يتميزون بالقوة  في مجالات عدة بالتمركزعلي حقوق الاخرين من البدان العالم الثالث، وبتحديد مصير الشعوب الضعيفة والمفقودة القوة فيها بمجرد جرة قلم يبقي ظلما مشهودا في تاريخها.فهذه الدول التي تسمي في ظنهم بالمتأخرة وبالعالم الثالث، تبقي مسيرة وتحت مخالب هذه المؤسسة، و بتفويض منها وتماديها في حق هذه البلدان التي تعيش مع الحروب المختلقة علي الدوام، بأن  تبحث وتختار حاكما لها وذلك ليعمل بمشورتها وتحت مراقبتها وكيفما تريد هي، اي من غير مشورة الشعب،عندها ايضا يسمي هذا تعديا واختراقا لسيادة البلد نفسها، اي استبدادا وتعديا علي الحقوق الانسانية المبدائية للشعب وللوطن! فيا هل تري ستتصرف بمثل هذا التحكم مع الدول ذات القوة اذا لزم الامر، او هذا التدخل فقط  لدول معينة لغرض ما اولسذاجة الحكام فيها؟ هل الدول المتأخرة سميت   كذلك استعباطا او هناك مقاييس هم اخترعوها وبنوا علي اساسها لمن  يرقي الي مستوي وطن او بلد بسيادته! هل لان هذا العاالم الثالث المتأخر محدود الافق والذكاء،والفقير في العلم والعلوم  وادارة الرجال والوطن، اوفي مدي صلابة النظام وكيفية تسيير الامور فيها،اوهو في العتاد وقوة الجيش وعدده، لضمان  تربتها وشواطئها وحدودها، لكي لا  يتصارع ويتسابق عليها كل من يريد" شقفة"حصاة  من الارض او بلد باكمله بدئا بشواطئها ومياهها.او سميت كذلك لانه تعريفا يحوم حول مدي قوة وتماسك  نظام اقتصادها، او بالاحري يبقي في الاخر ما هو الا تعريفا سياسيا ليس الا؟!

مند تفاقم الامور بين حلفاء كل من  امريكا وروسيا، اي في خلال ما يسمي بالحروب الباردة في فترة  (1947-1991) أصبحت البلدان الضعيفة "مكنسة تستعمل لاغراضهم" يتقاسمون عليها ويعتدوا علي سيادتها باحكامهم الغيرعادلة، وكما يحلو لهم علي مرأي هذه المؤسسة "الامم المتحدة" واتحادها  المتحيز، والذي لا ينتمي الي حقوق الانسان  ولو من ابسط ابوابه ! فضعاف القدرة والمعرفة في ادارة الحكم الرشيد ومن يتقلده  بجرة قلم منه يصبح الاداة الاساسية والخطيرة في ابراز وطلب و موافقة  القرارات الحساسة والحاسمة التي تأتي من هذه  المؤسسة التي فقدت مصدقيتها منذ زمن. فياتري لو تملك هذه الدول الضعيفة رجل يقاوم المغريات وقوي وبضمير حي وشهم، ولايبيع وطنه ويذل شعبه بهمسة ثعلبية المقصد في اذنه لكانت شمال القارة الافريقية او غيرها من الدول في حال غير الحال؟!   تأتي المعاهدات والتعهدات والاتفاقيات التي تمس سيادة الوطن ومستقبله بين العالم من خلال التغلغل الثعلبي الماكر، وجعل الباب مفتوحا علي مصرعيه لكل منتفع! فبالقوة وحدها يتجرأ المستغل "فتركيا الان" متحفزة بمواقف ضعف العميل فتسعي هي وغيرها  للتدخل في مسار حياة  ليبيا، ومتحججين  بمد يد المساعدة والصداقة ضحكا علي بلادة و جبن وسذاجة وسهولة خيانة من يوافقهم، ويضحي بتراب ارضه بمصافحة يد وبجرة قلم اهوج!  ليس الحكم وادارة الشعب والبلد الضعيف القوة خاصة اقتصاديا يأتي بالاوامر وخذلان الشعب،والتباهي بالكراسي والتمسك بالسلطة ولو علي حساب الوطن. وليس هو بربطة العنق والبدلة الغالية ،وتلميع الحذاء والسيطرة الحديدية واستغلال ثرواتها واموال الشعب والاستفراد بمقاليد كل شيئ في الوطن. ليست بهذه السذاجة! اي ليست الادارة بتكالب علي السلطة،وتجويع الشعب،وتمزيق انسجة البلاد وتفريق الشعب ضد بعضه البعض، وبتكوين المليشيات الارهابية وعصابات الشوارع من كل صوب حتي يٌكون له جيشا خاصا يحميه ويحمي اسرته ، ولا يعنيه اذا ما ذهب الوطن في محالك ضبابية تحير وتربك شعبه،ومظلمة تمزقه وتجعله سلعة رخيصة للعدو المتربص به. فهو بذلك  ليس فقط قد تجاوز مركزه، بل تجاوز كل حدوده والاحكام والعرف والدين، ولقلة حيلته تظهرعصاة القيصر فيفرض مايجوز ولا يجوز في حق الوطن بجهالة مخزية لكل ما تعنيه معني سيادة وعزة بلد، وذلك بتوقيع خائب يفرض بدخول اقدام استعمارية في ارضه   ليتمركز في بحره وشواطئه ضد حقوق الوطن وعزة شعبه. يوم تقرر الامم المتحدة من يتقلد في حكم البلاد بدون انتخابات شرعية تقودها انت ايها الشعب ومن غيرموافقتك وتصويتك وبصمتك انت، هذا يعني انك سلمت البلاد لمن لا يجوز له ذلك.والنتيجة  واضحة علي ارض الواقع!

هناك اشارات قد تنبهك بان ما يجور هو في صالح الجالس علي كرسيك انت من غير رضاك او علمك. الاشارات تتوالي واحدة تلوالاخري وانت متمسكا بصبرك حاميا نفسك بمقولة لعلي وعسي! وتمضي الايام والسنين وانت ترجو السلام والاستقرار من من تكلموا بلسانك وانت غائب عن المسرح ذاته ظنا منك ان الامم المتحدة باختيارها لحاكمك قد يكون صائبا لانهم "يعرفون بلادك خير منك" ما هذه الثقة العمياء و المجردة من المنطق! نكسات كثيرة اصابت البلاد  تحث راية السراج العميل ومجالسه، والشعب صابرا علي كل هذه النكسات! فعندما تغيب منه اساسيات الحياة مثل الكهرباء يثور منزعجا ساكتا، وعندما تغلو الاسعار يتعجب، وعندما تغيب المياه يلجأ الي جاره او يفتح له بئرا لضمان حياته وحياة اسرته، اي من كثرة تداولها اصبحت هذه النكسات عادة مسلما بها! والحاكم الذي يرأسهم   يعرف الحال ولا يبالي ولا يحس بها لأنه بأمره تصل الي "سقيفة" داره ما يريده من غير فتح  بئرا او لجؤا الي صديق او معرفة. وهذا يحدث علي مرأي ومسمع افراد الشعب! ثم عندما تتوالي عليه النكسات من عدم وجود ادوية متوفرة لمرضاه ولا يستطيع ان يشتري لحما او خبزا لاطفاله ييأس ويعترض بأدب ولو في نفسه حاجة! او عندما يقف امام ارصفة  شوارع البنوك   منذ  الصباح الباكر منتظرا في الجو الصاقع راتبه وهو معاشه الشهري وحقه ويرجع "بخفي حنين" ثم يصبر، يبقي الصبر قد فات مدته واصبح   رضوخا ومذلة وليس صفة "!الانسان "الكاظم الغيظ،،و بهذا قد ساهمت انت ايضا في جعل بلدك من ضعاف الدول بكل المعايير.  يقوي الحاكم ويتكبر وبتعجرف بالتصفيق له في كل مجلس وكل مكان ُيري فيه،والتبجيل له من فئة معروفة شكلا ومضمونا!اي مجموعة من الشعب التي لها مآرب اخري غير كرامة وسيادة وعزة ارضه وترابه. وهذه فئة لا تنتثر بل موجودة حتي في اقوي الدول ولكنها تنخذل وتتواري عندما يكون هناك صوتا شعبيا واحدا متوحدا ومسموعا وقويا وموجودا دائما، تبقي هذه الفئة في مخدعها خوفا !.اي يقوي الظالم عندما لم يجد من يردعه بتسميع صوته وعلوه الواضح الهدف كلما ظُلم  الشعب واذل. هكذا تضيع الاوطان عندما  تصمت الشعوب علي من تمادي في حقها و حق بلادها.  فعندما كثر البغي والقتل والتدهور لسبل الحياة، وسأت بذلك حالة البلاد وشعبها ظهرمن صلبها رجلا باسلا أراد استرجاع  كرامة بلاده وبحنكته العسكرية أنظم اليه امناء شجعان لا يخافون ظالما ورفقاء علي افراد وطنهم. فالتحمت القوي المؤمنة من اجل الوطن لمحاربة المذلة والظلم والانتهازية وسرقة ثروات ارضهم. ساء منه بالطبع من ستضيع عليه فرص السيطرة علي مقاليد الحكم والوطن والذين مهنتهم البطالة باختيارهم والقتل والخطف كعمل يسترزقون منه منذ زمن بامرالحاكم ومجالسه الملفقة وتحت اعينهم. لانهم هم  العصابات  التي تحارب في من  قام وصاح هنا   تقف اللعبة وهنا تنتهي المسرحية الغادرة و الفاشلة! فخاف السراج ، وعرف ان الامور جد جدية ولا يستهان بها، فلجأ الي دولة   تضمن الكراهية للعرب، بلد عثمانية التي قال حاكمها الحالي اردوغان "باشا" بانه يريد استرجاع حق العثمانيين من ليبيا،كاحلام السلطان! هكذا تفعل الدول الطامعة في السلطنة علي العالم بسرقة الضعيف قبل القوي عندما يحين لها الفرص السهلة والمتاحة لها من خلال جرة قلم رخيصة!  

 فمضي خائن وطنه وعقد معه اتفاقية في حق تركيا وضد حق و مصلحة الوطن، وذلك بان ترسل جيوشها لتعسكرعلي شوطئها لتحميه هو وتحارب مع عصابته الشوارعية المسلك والمذهب! وافق البرلمان التركي علي هذه الاتفاقية، اتفاقية اردغان البحريية! ونتسأل بمرارة اين   الامم المتحدة من كل ما يحدث؟!  وها نحن نري ايضا رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية يؤكد بان " بلاده وقعت المذكرة بالتفاهم مع حكومة "الاوفاق" بحجة انها معترف بها دوليا، والشعب يدري بان ليس لها شرعية صوته وبرلمانه،. يا مسخرة العقول الساذجة، والعوبة الدول المتحدة  التي تفقد المصدقية وهي تسعي متحدة علي سحق اي حقوق تمس البلدن الضعيفة، وفي نفس الوقت تتطاول علي من لا يتمشي مع مبادئ حقوق الانسان المتفق عليها دوليا. اليس هذا ضحك علي ذكاء العقال منا! ومع هذا فهي التي تحيك الاستعمارالخفي، وتتبناه بانه شرعي باتفاقيات ملعوبة فيها! اي شرعية هذه التي تسرق الارض وتدعي بانها له وهي الا غزو واضح وبالقوة. قرر معهم الخائن لبلده من اجل حماية حياته ونسي عواقب هذه الوخيمة التي التاريخ سيسجلها خيانة في تاريخه المخزي. فمن صافحته ضد بلدك يراها صفقة رابحة له ولكنه مستهزءا بسذاجة" وتفاهة" عقلك و ببيعك للوطن   كبيعة رغيف من اجل حماية نفسك، ولم تتسائل عن النتيجة القاسية في نهاية الامر. اليست هذه خيانة كبري يا سراج  اين ضميرك !؟  تريد من هذه الاتفاقية ان تقف تركيا  بجانبك مع عصاباتك الارهابية التي تمونها انت وتركيا ضد الشعب والجيش الوطني وتضيع ليبيا! لماذا هذا التخبط الاناني الشيطاني انها لخيانة كبري؟!

 بمأن ليبيا تعد وتميز نفسها بانها دولة قبلية، وتتميز بالعرف والتقاليد عليها عاتق كبير  ومسؤولية وهي محاربة كل من يعادي الوطن  ولوعلي من تربي تحث حمايتها وترعرع، و حتي لا تجعل عظام شيخ الشهداء تأن اسفا وقهرا علي ضياع الوطن والذي اهانته وشنقته ايطاليا فاستشهد من اجل عزة وطنه! فالقبائل لابد ان تبرهن حبها للوطن وافراده بالدفاع عن تربة الوطن، وليس بالكلام الفضفاض والوقوف علي المنصات او بالاشعار، بل بالاتحاد كاملا والاعتراض الصادق ضد تركيا ومن يشابهها! فالسراج بجرة قلمه يظن انه سيبقي متربعا علي كرسيه محميا  بتركيا ومن يجاريها. فهم في مستنقع ردئ لا يعرفون الخلاص منه! فبالعدالة واساليبها المنصفة   لابد من محاكمة السراج ورفاقه في الجريمة ضد الوطن، ومن غير تأخيرعلي  بيعه للوطن من خلال جرة بوهة قلم !

د. وداد عاشوراكس

أكاديمية ليبية  

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة