على صخرة الواقع تحطمت أحلام كل من كان يتوقع أن الإرادة الغربية يمكن أن تكون حليفا له على حساب إرادة الشعب الليبي ، وهذا من بديهيات فهمنا واستيعابنا للقيمة التاريخية لكفاح هذا الشعب العظيم .

وبناء على كل ذلك علينا أن نؤسس جميعا لدولة لا تعترف بغير هذه الإرادة الشعبية ، ولكي يتحقق ذلك لابد وأن تكون هناك قيادات وطنية قادرة على الارتقاء إلى مستوى الالتقاء معا لأجل مصلحة الوطن ، هذه القيادات تكون على قدر من الوعي والنضج الحضاري سياسيا لتتمكن من النظر في كيفية خلق الأطر السياسية الكفيلة ببناء واجهة وطنية جذورها راسخة في الأرض سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعلى كافة المستويات المتعلقة بما يحفظ الأمن القومي الليبي.

كل ذلك لا يتم أيضا إلا بتعزيز الثقة بين كافة المكونات الاجتماعية الليبية من خلال إعلام توضع له سياسات التوأمة التاريخية لنفتح صفحات كتاب تاريخ ليبيا على مصراعيه بموضوعية وبكل ما يجنب شعبنا أزمات كل مرحلة كانت قد تسببت في إشعال نار ما حدث عام 2011 وحتى يومنا هذا ، بأن يتبنى الإعلام والثقافة بموضوعية سلبيات كل مرحلة وإيجابياتها بعيد عن التهكم والتخوين والاحتقار والازدراء ودس السم في العسل .

علينا اندرك أن أمام الشاشة المرئية طفلا ومراهقا يحتاج منا إلى أن نبنيه البناء الذي يجنبه مستقلا زرع الأحقاد على بني شعبه ليتعلم كيف يخلق سبل التعاون والبناء مع الذين يختلف معهم فكريا ليجد أن أمامه دولة بنّاءة خلقت لهذه الاختلاف الفكرية نقاط التقاء وطنية يمكن أن توظف قدرات كل شخص بما يبني الوطن .

إنني أدعو كل المختلفين بداية من داخل بنغازي تحت ملتقى يسمى ( ملتقى توحيد مسار اتجاهات القوى الوطنية   المختلفة )

يتم في هذا الملتقى رسم برنامج عملي ودائم تشكل له لجنة بها عضو من كل تيار فكري أو اتجاه سياسي بعد أن يتم الاتفاق فيما بين القوى السياسية على ضوابط محددة لا ينبغي تجاوزها بحيث يتم فرز كل تيار يمك أن تكون له أفكاره التي ترفضها غالبية الاتجاهات الأخرى.

ولكن سياسات التخوين لابد و أن تنتهي بشكل جذري يحدده القضاء والبنية الدستورية مستقبلا إذما تم الاتفاق على دستور ، إلى ذلك الحين ينبغي العمل بكل ما يمكن أن يوحد الصف .

فلقد صار لكل مجموعة مختلفة قاعدة شعبية تختلف تناسبا فيما بينها من حيث العدد ولا يمكن الاستهانة بالقلة ما بالك الأغلبية إذا شعرت بالظلم كما يشعر أنصار النظام الجماهيري مثلا نتيجة المتغيرات التي حدثت بعد عام 2011.

كاتب و شاعر ليبي 

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة