في ظِلِ الإنفجارِ العصّري للمعلوماتْ، ودخولُ السوشل ميديا، أيّ وسائلَ التواصلِ الإجتماعي، بدأتْ هذهِ الأدات الخطيرة بسُلّطتِها "الرابعة" كما اشَار عُلمائُها، متاحةً!!! بلا حدودٍ واضحة، فأصبح البعضُ يُنادي بأنَهُ ( صَحفيِّ ) والآخر يقول انا، ( إِعّلاميِّ ).

باتَ الإعلامُ الإلِكترُوني الآن، يكتسحُ البيوتَ ويستهدف العقولَ الشابةِ الفتية، لغرض النجومية والشهرة ولفتِ النظر، وظل حبلُ فِكرِنا يتأرجح يمينا ويساراً، إلى ان ضاعتِ الحقيقةُ المرجوة، وغيّيّبتْ تماماً .

وعلى الرَغم مِن أنَّ الإعلامَ الرقمي في العالَم العربي ما زال في سنواتهِ الأولى، إلا أنَّهُ يشهد نموًّا مطردًا؛ نظرًا لارتفاعِ نسبةِ الشباب بيْن السكَّان في كثيرٍ من الدول العربية، فالسكَّان تحتَ سِنِ 25 عامًا يُقدَّرون بحوالي 55% من مجموع السكَّان في المنطقة العربية.

 فظهرتْ مُؤشِّراتٌ كثيرة تثبت تنامي الصحافة الإلكترونية بشكلٍ كبير، مقابل تراجُعِ الصحافة الورقيَّة في العالَم، وذَكَرَ مركز "بيو" الأمريكي للدِّراسات أنَّ انخفاض توزيع الصُّحُف اليوميَّة في أمريكا بلغ 2.5% سنويًّا، و3.3 % في الصحف الأسبوعيَّة، مقابل ازْدِهار المواقع الإلكترونية للصحف بنسبة 1%.

ويُؤكِّدُ تقرير "بيو" أنَّ الصحافةَ الورقيَّة تسارِعُ إلى تطويرِ نفّسِها مِن خلالِ فتْح المواقع، أو التعامل معَ مواقعَ إلكترونيَّةْ عالميَّة للأخبار، أو شِراءُ هذه المواقع.

ويَرَى البعضُ أنَّ الإعلام الجديد بأدواته ومواقعِه قد أصْبَح يمثِّل تهديدًا واضحًا للإعلام التقليدي، الذي ظلَّ متواجدًا بقوة داخلَ المشهد الإعلامي العربي لعقودٍ كثيرة، وأثَّر كثيرًا على المواطن العربي، بل ومَلَكه في كثيرٍ من الأحيان، إلاَّ أنَّه الآن لم تَعُدْ تلك القوَّة الإعلامية قادرةً على الصمود أمامَ اجتياح المواقِع الإعلامية المختلفة التي تنتشر عبرَ (الإنترنت)، وتدعمها مواقعُ الجيل الثاني من (الإنترنت)، مثل: تويتر، والفيسبوك، واليوتيوب، وكذلك المدونات.

فهلْ بهذا تكّتَمل الصورة بزاويتنا العربيٌةِ والليبية تحديداً، في عصّرِ الأَجَجِ والمرجْ لعامِ [2018]، وهلْ سَتسّتمِر المغالطاتْ بين الحِينِ والآخر، ومتى تنتهِ هذهِ الحالةْ المتشعبة والمأساويّة للإعلامِ والصحافة، وعالمِ التواصلِ الاجتماعي، الذي باتَ ينتهكُ حتى حرمةَ واسرارَ بُيُوتِنا البسيطة، بل وصلَ الأمرُ إلى تشّويهِ هويَتِنا الثقافية التي طالمَا تميزّنا بها، فأينَ نحنُ من المعادلاتِ الدولية، وإلى متَى هذا العبثْ.

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لاتعبر عن سياسة البوابة