ظهر دور الفقي في المجتمعات العربية
قديمًا في ظل ندرة معرفة العامة بالكتابة
و القراءة و حفظ  القران الكريم.. فقد كان الأغلب من الناس لا يعرف من القران الا رسمه . و لان الدين هو المقدس فاصبح من يخدم المقدس في درجة اعلي من عامة الناس و لوجود الفقر المعرفي لجاؤ الي تعليل اي مرض  على انه مس  من الجن و الشيطان ,فكانوا يلجؤون  للفقيه ليقرأ عليه ايات من القرآن لطرد الأرواح الشريرة و الجن .
فاصبح دور الفقي اكثر اهمية من ان يأم الناس في الصلاة  و يفتي لهم في أمور دينهم و دنياهم ..
بل ايضا في علاجهم  و اصبح  الفقيه يتماهي مع هذه الوضعية الجديدة  لجهل الناس بالدين و القراءة فلجأ لحيلة اخري وهي كتابة الاحجية و التميمة ( الحجاب ) و لأن الاغلبية لا تعرف الكتابة فكان الحجاب يعتبر شيء مميز و شبه معجزة لا يملكها الا الفقيه ..
و اصبحت تلك الاحجية  و التمائم مصدر رزق له و سلطة ايضا فقد أصبح يتدخل في المشاكل الاجتماعية و السياسة و حتي الزوجية منها .

انتشر العلم و المعرفة و اصبحت الناس تفرق بين الدين  الحق الذي هو علاقة مباشرة مع الخالق عز و جل و تعالي . و الذي  لا يحتاج لفقيه شبه امي او  دجال  يمارس خزعبلاته على البسطاء و يستغل جهلهم بالقراءة و الكتابة و الدين و العلم  .

مؤخرا ظهر دجال اخر في العصر الحديث و لكنه ليس رجل  دين بل رجل سياسة و اصبح يتحدث لغة لا يعرفها العامة مدعوما بتعليم و اعلام و لغة اجنبيةو ربما جنسية غربية و جواز سفر غربي و مازال يعتقد كثيرون ان هذا السياسي يملك الحل  في الإقتصاد  و السياسة و الاجتماع فتجد له اتباع مثل مريدي الفقيه  في ذلك الزمن  و لكنه في الحقيقة لا يختلف عن الفقيه  الا في انه  يمارس شعوذة سياسية بدلا من الشعوذة الدينية التي كان يمارسها الفقيه  و انهما وجهان لعملة واحدة .   

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة